إبداعات أفريقية ورسائل إيجابية.. دورة استثنائية لأيام قرطاج الموسيقية

تونس- سندا بالهادي- اختتمت مؤخرًا فعاليات الدورة السابعة لأيام قرطاج الموسيقية والتي أقيمت في الفترة من 18 إلى 23 ديسمبر الجاري، بمشاركة 40 عملًا موسيقيًا من 16 دولة إفريقية وعربية، من بينها 19 عملًا من تونس.
ويأتي انعقاد هذه الدورة للمهرجان بعد تأجيله العام الماضي بسبب ظروف جائحة كورونا، والتي فرضت نفسها على أجواء المهرجان هذا العام أيضًا، حيث تمّ عرض الأعمال المشاركة حضوريًا وكذلك عبر المنصات الرقمية للمهرجان.
فيما تم مراعاة الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا عبر بروتوكول صحي خاص وإلزام المشاركين والحضور بتقديم ما يفيد تلقيهم اللقاح المضاد للفيروس قبل دخولهم إلى مدينة الثقافة حيث كانت تقام فعاليات المهرجان.
ومزجت هذه الدورة بين الجانب الحضوري والجانب الرقمي، حيث أتاح المهرجان لعشاق الموسيقى فرصة مواكبة العروض من خلال الوسائط التكنولوجية دون التنقل إلى القاعات، لمراعاة إجراءات مكافحة كورونا.
جدير بالذكر أن “أيام قرطاج للموسيقى”، واحدة من أهم الفعاليات المهتمة بالموسيقى في إفريقيا، وتعقد مرة كل عامين تحت إشراف وزارة الثقافة والمحافظة علۍ التراث التونسية، وحلّ المهرجان محل مهرجان الأغنية التونسية ليضيف عليه بعدًا دوليًا تمتزج فيه موسيقى العالم، ويلتقي فيه الموسيقيون من كل مكان.
رؤية جديدة
فعاليات المهرجان هذا العام كانت حافلة بالعروض الموسيقية، التي تراقصت على إيقاعها الأجساد والأرواح، خاصة الإيقاعات الأفريقية المفعمة بالحماس والفرح، والتي تبعث برسائل إيجابية عن الحياة والاختلاف والتسامح.
ويمكن القول إن أيام قرطاج الموسيقية عادت هذا العام بفلسفة ورؤية جديدة تهدف إلى النهوض بالإنتاج الموسيقي وبدور الموسيقى في التغيير والتوعية بقضايا المجتمعات.
وفي هذا الإطار عملت إدارة المهرجان على أن تكون هذه الدورة مجالًا لتبادل الخبرات المختلفة في مجال الموسيقى، وذلك من خلال التواصل مع شخصيات وجهات فاعلة في صناعة الموسيقى وموزعين ومديري مهرجانات وناشرين وصحفيين، وذلك من أجل التعريف بالموسيقى التونسية والعربية والإفريقية والترويج لها عالميًا.
ووعدت إدارة المهرجان بأن يكون حاضنة للمواهب والمبدعين، وفرصة لتمكين الفنانين التونسيين والأفارقة والعرب من تصدير إنتاجاتهم دوليًا بطريقة أفضل.
كما حرصت أيام قرطاج الموسيقية هذا العام على إلقاء الضوء على المشروعات الموسيقية المستقلة، والتي تعبر عن ثقافات مختلفة وأنماط متنوعة من الموسيقى، بعيدًا عن الصبغة التجارية التي تتصدر المشهد في المهرجانات الموسيقية الأخرى.
ووفقًا لنقاد وخبراء كثيرون فقد حملت تفاصيل الافتتاح والاختتام لأيام قرطاج الموسيقية هذا العام الكثير من المعاني والرسائل، حيث تزامن الافتتاح مع اليوم العالمي للمهاجرين، حيث شارك في الحفل عازفون مهاجرين إلى جانب العازفين التونسيين وقدموا إيقاعات إفريقية مميزة.
وأكد النقاد أن هذا التزامن مع اليوم العالمي للمهاجرين يحمل معاني ودلالات كثيرة تجعل من الفن مهنة ذات جدوى ومنفعة بدلًا من أن يكون مجرد تسلية بلا هدف.