أخبارأخبار العالم العربي

“الكهرباء مقابل المياه”.. اتفاق جديد بين إسرائيل والإمارات والأردن

أعلنت كل من الإمارات والأردن وإسرائيل عن توقيع اتفاق إعلان نوايا، يمهد للدخول في عملية تفاوضية، للبحث في جدوى مشروع ثلاثي مشترك للطاقة والمياه، تحصل بموجبه إسرائيل على الكهرباء، فيما تحصل الأردن على المياه، فيما يعرف باتفاق “الكهرباء مقابل المياه”.

تم توقيع الاتفاق على هامش معرض إكسبو دبي 2020، بحضور وزير المياه والري الأردني المهندس محمد النجار، ووزيرة التغير المناخي والبيئة في الإمارات مريم بنت محمد المهيري، ووزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرار، وبحضور المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص لشؤون المناخ، جون كيري، والمبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر.

احتياجات الأردن

وبحسب بيان لوزارة المياه الأردنية، فقد أوضح الناطق الإعلامي باسم الوزارة، عمر سلامة، أن إعلان النوايا الموقع اليوم، يعني الدخول في عملية دراسات جدوى العام المقبل 2022، من الممكن أن يحصل الأردن من خلالها على 200 مليون متر مكعب من المياه سنويا.

وأكد أن توقيع الإعلان ليس اتفاقا فنيا أو قانونيا، وأن المشروع لن ينفذ دون حصول الأردن على هذه الكمية من المياه سنويا، وفقًا لوكالة الانباء الأردنية (بترا).

وبين سلامة أن فكرة المشروع تنبع من حاجات الأردن المستقبلية المتزايدة لمصادر دائمة للمياه، والتي تتزايد بفعل نمو عدد السكان، والاعتماد عليها في الصناعة والزراعة وغيرها من القطاعات، لافتا إلى محدودية الدعم الخارجي للأردن، وتحمله أعباء اللجوء والنمو غير الطبيعي بعدد السكان منذ سنوات طويلة، ما تسبب بضغط على البنى التحتية ومختلف الخدمات.

ولفت إلى أن الأردن من الدول الأكثر فقرًا في المياه عالميًا، مشيرًا إلى أن العجز المائي يتفاقم عامًا بعد آخر، وسيصل إلى 45 مليون متر مكعب خلال العام المقبل في قطاع مياه الشرب فقط.

وحول كميات المياه التي يحصل عليها الأردن، كشف سلامة أنه يحصل على 35 مليون متر مكعب سنويًا وفقًا لمعاهدة السلام، إضافة إلى 10 ملايين متر مكعب إضافية خارج المعاهدة جرى الاتفاق عليها عام 2010؛ ويعتمد في بقية المصادر على تجميع المياه والمياه الجوفية.

وتحتل الأردن المرتبة الثانية على مستوى العالم كأكثر دولة تعاني من شح المياه، حيث تبلغ حصة الفرد السنوية من الموارد المتجددة للمياه 80 مترًا مكعبا فقط وهي أقل بكثير من النسبة المحددة بـ500 متر مكعب للفرد والتي تكشف عن شح شديد في المياه.

وتهدف إسرائيل إلى توفير 30% من احتياجاتها للطاقة من مصادر متجددة بحلول عام 2030، بزيادة 17% عن الهدف الذي حددته سابقا، حيث تتطلع إلى الوصول لنسبة صفر انبعاثات كربونية في قطاع الطاقة بحلول عام 2050.

حلول عملية

وقال بيان نشرته وكالة أنباء الإمارات (وام) إن إعلان النوايا الذي تم توقيعه اليوم يهدف إلى تعزيز إنتاج الكهرباء النظيفة وتحلية المياه، وذلك من خلال إيجاد حلول عملية لتداعيات تغير المناخ وتأثيراته على أمن الطاقة والمياه في المنطقة.

وأوضح البيان أن إعلان النوايا يتضمن مشروعًا واحدًا مؤلفًا من محورين مرتبطين مع بعضهما أولهما برنامج “الازدهار الأخضر” الذي يشمل تطوير محطات طاقة شمسية كهروضوئية في الأردن بقدرة إنتاجية تبلغ 600 ميجاواط، على أن يتم تصدير كامل إنتاج الطاقة النظيفة إلى إسرائيل.

وثانيهما برنامج “الازدهار الأزرق” الذي يهدف إلى تطوير مشاريع تحلية مياه مستدامة في إسرائيل لتزويد الأردن بحوالي 200 مليون متر مكعب من المياه المحلاة.. ومن المقرر أن يبدأ العمل في دراسات الجدوى الخاصة بهذا المشروع في عام 2022.

وتعليقا على الإعلان، قال المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص للمناخ جون كيري: “تعتبر منطقة الشرق الأوسط في صدارة المناطق المتأثرة بتبعات أزمة المناخ، ويمكن لدول المنطقة التغلب على هذا التحدي من خلال تعزيز التعاون والعمل المشترك”.

وأكد أن “مبادرة اليوم تجسد مثالًا حيًا على أهمية التعاون وما يمكن أن يفضي إليه من نتائج تسهم في تسريع عملية تحول الطاقة واتخاذ إجراءات أكثر مرونة لمواجهة آثار تغير المناخ”.

وقال إن “الولايات المتحدة تثمن عاليًا الخطوات الشجاعة والجهود المبتكرة التي بذلتها الدول الموقعة للوصول إلى هذا الإعلان.. ونتطلع إلى العمل مع الأطراف المعنية، وكذلك مع الدول الأخرى في المنطقة والعالم من أجل تحويل تحديات المناخ إلى فرص من شأنها بناء مستقبل أكثر ازدهارا”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين