بايدن بين حدثين.. قمة تحذيرات مع الصين وأزمة صاروخية مع روسيا

ما بين قمة افتراضية مع نظيره الصيني شهدت العديد من التحذيرات والإعلان عن المخاوف، وأزمة تابعتها إدارته مع روسيا بسبب تجربة صاروخية في الفضاء، عاش الرئيس جو بايدن بين حدثين هامين خلال الساعات الماضية.
فخلال قمتهما الافتراضية، التي استمرت نحو 3 ساعات، ضغط بايدن على نظيره الصيني شي جين بينغ بشأن حقوق الإنسان، في حين حذر الرئيس الصيني من أن بلاده سترد على الاستفزازات في تايوان. وفقًا لوكالة “رويترز“.
وأعرب بايدن خلال اللقاء عن مخاوفه حيال مسألة حقوق الإنسان في الصين، كما عبّر عن مخاوفه حيال ممارسات الصين في شينجيانغ والتيبت وهونغ كونغ وحقوق الإنسان بشكل عام.
ووفق بيان صادر عن البيت الأبيض، اليوم الثلاثاء، أكد الطرفان ضرورة تخفيف التوتر الشديد بين البلدين حول ملفات مختلفة وتجنب تطورها إلى نزاع.
وناقش الزعيمان الطبيعة المعقدة للعلاقات بين البلدين وأهمية إدارة المنافسة بمسؤولية. وفي هذا الإطار شدد بايدن على أهمية إدارة المخاطر الإستراتيجية، مشيرًا إلى أن التنافس بين البلدين لا ينبغي أن يتحوّل إلى نزاع، سواء كان مقصوداً أم لا.
كما تبادل الزعيمان وجهات النظر حول التحديات الإقليمية الرئيسية، بما في ذلك قضايا كوريا الشمالية وأفغانستان وإيران. وناقشا أزمة المناخ والدور المهم الذي تلعبه الولايات المتحدة والصين في هذا المجال.
كما أكد الرئيسان أهمية اتخاذ تدابير لمعالجة إمدادات الطاقة العالمية. وناقشا أهمية منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وأكد بايدن عزم الولايات المتحدة المستمر على الوفاء بالتزاماتها في المنطقة، وجدد التأكيد على أهمية حرية الملاحة والتحليق الآمن من أجل ازدهار المنطقة. كما أكد أن الولايات المتحدة ملتزمة بسياسة الصين الواحدة مؤكدًا أنه يعارض بشدة أي محاولة أحادية لتغيير الوضع الراهن أو الإخلال بالسلام والاستقرار في مضيق تايوان.
I’m meeting with President Xi of the People’s Republic of China to responsibly manage the competition between our countries. It’s about speaking candidly and directly with him and ensuring the competition does not veer into conflict.
— President Biden (@POTUS) November 16, 2021
في المقابل، حذّر الرئيس الصيني، شي جين بينغ، من سعي الولايات المتحدة لتحقيق استقلال تايوان، وقال إن السلطات التايوانية حاولت عدة مرات الاعتماد على الولايات المتحدة لتحقيق الاستقلال، وأن البعض في الولايات المتحدة يحاول استخدام تايوان للسيطرة على الصين. وأضاف أن “هذا الاتجاه خطير جدًا وهو كاللعب بالنار، ومن يلعب بالنار سيحترق”. وفقًا لموقع “الحرة“.
ووفقًا لوكالة الأنباء الصينية (شينخوا) فقد دعا الرئيس الصيني إلى تطوير علاقات سليمة ومستقرة بين الصين والولايات المتحدة، وقال إنه يتعين على البلدين احترام بعضهما البعض والتعايش في السلام والسعي إلى تعاون الفوز المشترك وإدارة الشؤون الداخلية بشكل جيد مع تحمل المسؤوليات الدولية.
وأكد أن علاقات سليمة ومستقرة بين الصين والولايات المتحدة مطلوبة لدفع التنمية الخاصة للبلدين وللحفاظ على بيئة دولية سلمية ومستقرة، بما في ذلك إيجاد استجابات فعالة للتحديات العالمية مثل تغير المناخ وجائحة كوفيد-19.
وأعرب الرئيس الصيني عن استعداده للعمل مع الرئيس بايدن لبناء توافق واتخاذ خطوات نشطة لدفع العلاقات الصينية الأمريكية إلى الأمام في اتجاه إيجابي. وأضاف شي أن القيام بذلك سيعزز مصالح الشعبين ويلبي تطلعات المجتمع الدولي.
أزمة مع روسيا
من ناحية أخرى واجهت إدارة بايدن أزمة جديدة مع روسيا عقب اختبارها صاروخًا مضادًا للأقمار الاصطناعية، واعتبر مراقبون أن الحادث أحيا المخاوف من أن يتحول الفضاء إلى ساحة معركة بين القوى الكبرى.
وسبق أن أجرت الولايات المتحدة والصين والهند مثل هذه التجارب على استهداف قمر صناعيّ، وانضمت روسيا للتجارب في محاولة منها لمنع محاولة عسكرة الفضاء.
ويقول الخبراء إن القدرة على تدمير أقمار صناعية تابعة لدول أخرى، أو القدرة على شن هجمات من الفضاء، يمكن أن تشكل ميزة عسكرية إستراتيجية، لكن تطوير مثل هذه القدرات يهدد بإثارة سباق تسلح لا يمكن التكهن بعواقبه.
من جانبها حذرت الولايات المتحدة من أن هذا “التصرّف الخطير” الذي أقدمت عليه موسكو خلّف آلافاً من قطع الحطام التي تهدّد سلامة روّاد الفضاء في محطة الفضاء الدولية.
كما حذر خبراء من أن الكمية الكبيرة من الحطام التي نتجت عن الاختبار الصاروخي تهدد آلاف الأقمار الصناعية الأخرى في المدار التي تعتمد عليه الدول في العديد من الأنشطة مثل الاتصالات وتحديد المواقع وغيرهما.
ووفقًا لموقع “الحرة” فقد ذكرت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” أن روّاد الفضاء السبعة الموجودين على متن محطة الفضاء الدولية، وهم أربعة أمريكيين وألماني وروسيين، اضطرّوا للجوء إلى سفنهم الملتحمة بالمحطّة استعداداً لاحتمال عملية إجلاء طارئة. وقال رئيس ناسا، بيل نيلسون، في بيان له: “لقد صدمني هذا العمل غير المسؤول والمزعزع للاستقرار”.
من جانبها أكّدت وكالة الفضاء الروسية أن سلامة طاقم محطة الفضاء الدولية هي أولويتها الرئيسية، وأعلنت الوكالة في بيان لها أن الجهود المشتركة لجميع القوى الفضائية ستكون قادرة على ضمان تعايش آمن قدر الإمكان والعمليات في مجال الفضاء.
سلوك متهور
وعلقت وزارة الخارجية الأمريكية على الاختبار الصاروخي الروسي ووصفته بـ”المتهور”، محذرة في الوقت ذاته من أن الاختبار نتج عنه 1500 قطعة حطام مداري قابلة للازدياد.
وقال الوزارة في بيان لها “أجرت روسيا بتهور اختبارًا مدمرًا لصاروخ مضاد للأقمار الصناعية موجه للصعود المباشر ضد أحد أقمارها الصناعية يوم 15 نوفمبر 2021.. أنتج هذا الاختبار حتى الآن أكثر من 1500 قطعة من الحطام المداري القابل للتتبع وسيولد مئات الآلاف من قطع الحطام المداري الأصغر على الأرجح”.
وتابع: “سيهدد هذا الحطام طويل العمر الناتج عن هذا الاختبار الخطير وغير المسؤول الأقمار الصناعية والأجسام الفضائية الأخرى التي تعتبر حيوية لأمن كافة الدول ومصالحها الاقتصادية والعلمية لعقود قادمة. بالإضافة إلى ذلك، سيزيد بشكل كبير من المخاطر التي تواجه رواد الفضاء ورجال الفضاء في محطة الفضاء الدولية وأنشطة رحلات الفضاء البشرية الأخرى. لقد عرض هذا الاختبار سلامة وأمن كافة الجهات الفاعلة التي تسعى إلى استكشاف الفضاء الخارجي واستخدامه للأغراض السلمية للخطر بدون أي مبالاة”.
وأضاف البيان: “يظهر الاختبار يوم 15 نوفمبر بوضوح أن روسيا مستعدة لتهديد استدامة الفضاء الخارجي على المدى الطويل وتعريض استكشاف الفضاء الخارجي واستخدامه من قبل كافة الدول للخطر من خلال سلوك طائش وغير مسؤول، وذلك على الرغم من ادعاءاتها معارضة تسليح الفضاء الخارجي”.