أميركا بالعربيالراديو

انتخابات ميشيغان تنطلق 2 نوفمبر.. وفرصة كبيرة للعرب الأمريكيين

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

سيكون الثاني من نوفمبر المقبل يومًا مفصليًا في تاريخ ولاية ميشيغان، حيث سيتوجه الناخبون ليختاروا ممثليهم في المجالس البلدية بجميع أنحاء الولاية.

مدينة ديربورن عاصمة العرب الأمريكيين ستكون على موعد مع حدث تاريخي، فلأول مرة منذ 45 عامًا، لن يترشح عمدة المدينة الحالي للمنصب، ولن يدرج اسمه على ورقة الإقتراع، وبالتالي سيختار ناخبو ديربورن عمدة جديد، وعلى الأقل 3 أعضاء جدد في المجلس البلدي.

ويتنافس 14 مرشحًا على كل المقاعد السبعة في المجلس. بينما يخوض مرشحين اثنين السباق على منصب عمدة المدينة، وهما عبدالله حمود، النائب الحالي في مجلس النواب للولاية عن منطقة ديربورن، وكذلك مفوض مقاطعة وين السابق، جيري وورنتشاك.

كما سيكون الناخبون على موعد مع اختيار 9 أعضاء لكي يكونوا في لجنة إعادة صياغة دستور أو ميثاق المدينة. أما الجزء الأخير من ورقة الاقتراع فسيتضمن الاختيار بنعم أم لا لتجديد ضريبة إضافية على الممتلكات السكنية والعقارية لتغطية مصاريف المدينة وتعديل الميزانية.

في المدينة المجاورة، مدينة ديربورن هايتس سيكون الناخبون على موعد لاختيار عمدة للمدينة، ويخوض السباق العمدة الحالي بيل بزي، وكذلك رئيس المجلس الحالي دنيس ماكسول. بينما هناك 3 مقاعد شاغرة في المجلس البلدي.

في مدينة هامترامك والتي يقطنها عدد من اليمنيين الأمريكيين وكذلك أقليات أخرى، كالبنغاليين الأمريكيين والبولنديين الأمريكيين، ينافس الدكتور أمير غالب، العمدة الحالية كيرن مايسكي على منصبها، ويتنافس 6 مرشحين على 3 مقاعد في المجلس البلدي.

عبر أثير راديو صوت العرب من أمريكا، استضافت الإعلامية ليلى الحسيني الناشط الإجتماعي وعضو المجلس التربوي في مدينة ديربورن، عادل معزب، ليستعرض السباقات المحتدمة في هذا الثلاثاء الكبير.

أهمية المشاركة والتصويت
في بداية الحلقة؛ بدأ عادل معزب حديثه بالتأكيد على أن الولايات المتحدة بلد ديمقراطي ينتخب فيه المواطنون من يمثلهم في مختلف المجالس والمناصب، وأشار إلى وجود الكثير من المنظمات التي تحاول تثقيف الناس وتوعيتهم حول أهمية المشاركة في الانتخابات وضرورة التصويت وأهميته، موضحًا حالة الضرر التي أصابت مدينة ديربورن بسبب الأخطاء الفادحة لمجلس البلدية، لذا فقد وجب التغيير.

وأوضح معزب أن هذه هي المرة الأولى منذ 45 سنة في مدينة ديربورن التي لا يتواجد فيها عمدة المدينة السابق على ورقة الاقتراع.

ولفت إلى كثافة الإقبال في التصويت في انتخابات الرئاسة وانتخابات الكونجرس، في حين يتخلف كثيرون عن الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البلدية وانتخابات المجالس التربوية وانتخابات مجالس المقاطعات، بالرغم من الأهمية البالغة لهذه الانتخابات، لأن قرارات تلك المجالس تمس حياة الأفراد بشكل وثيق.

مشاركة الأقليات
وتناول معزب أهم ملامح السابق الانتخابي في مدينة ديربورن ومدينة ديربورن هايتس ومدينة هامترامك، مستعرضًا أهم المرشحين فيها، مشيرًا إلى تصويت هام للغاية في ديربورن على موازنة المدينة.

ونوه إلى أنه من عيوب الديمقراطية هو حكم الأغلبية وهو ما يؤثر بشكل ما على حقوق الأقلية، لكن في الديمقراطيات القوية مثل الولايات المتحدة فإن الدستور يحمي الأقليات ويعطيها بعض الحقوق، ولفت معزب إلى أن العرب الأمريكيين لا يعتبرون من بين الأقليات، لأنهم يعتبرون من بين العرق الأبيض.

وبحسب معزب؛ تظل هناك عراقيل أمام العرب وغيرهم للترشح، ومن المؤسف أن نسبة كبيرة منهم لا تشارك في الانتخابات، مشيرًا إلى أن هذا يبدو جليًا في الحي الشرقي بمدينة ديربورن على سبيل المثال، على عكس الحي الغربي الذي يسكنه الكثير من الأمريكيين من أصول أوروبية وينتخبون بنسبة عالية.

كما لفت إلى حالة التمييز التي يعاني منها العرب، والأقليات عمومًا، كما حكى عن تجربته الشخصية في انتخابات المجلس التربوي والعراقيل التي كانت تُوضع في طريقه أثناء ترشحه.

أرقام وتحديات
وتناول معزب بعضًا من الإحصاءات المتعلقة بتقديرات مشاركة العرب في الانتخابات في ميشيغان، حيث توقع أن يكون العرب في مختلف أنحاء ميشيغان حوالي 600 أو 700 ألف نسمة، وعلى سبيل المثال في مدينة ديربورن يشكلون 24 ألف ناخب عربي من أصل 70 ألف ناخب.

وعن التحديات الأكثر إلحاحًا التي تواجه مدينة ديربورن؛ قال معزب إن أزمة كورونا ومشكلة الفيضانات التي ضربت المدينة، ستكونان هما التحدي الأكبر أمام العمدة القادم للمدينة.

كما تناول بعضًا من التحديات التي ستواجه مجلس صياغة دستور المدينة والمكون من 9 أشخاص، وفي مقدمة هذه التحديات أن مقترح التمثيل النسبي سيكون حاضرًا بقوة أمام هذا المجلس.

وذكر معزب أسماء عدد من المرشحين العرب المتقدمين لهذه الانتخابات، داعيًا الجميع للمشاركة ودعمهم، وأبدى استغرابه الشديد من عدم وجود تنوع في القوائم المتقدمة لانتخابات المجلس البلدي، حيث تضم القوائم أفرادًا من نفس الخلفية أو العرق أو المهنة دون أي تنوع، مثل القائمة العربية وقائمة نقابة الإطفاء.

التصويت من أجل التغيير
في سياق الحلقة، انضم للحوار، الحقوقي والمدير التنفيذي للمجلس الأمريكي لحقوق الإنسان، الأستاذ عماد حمد، حيث قال إن “هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها لجان العمل السياسي بالالتقاء والتجمع خلال هذه الجولة الانتخابية، وهذه حالة استثنائية وليست عامة”، مشيرًا إلى أن كافة المرشحين لديهم الكفاءة وجميعهم مؤهلين،

وفيما يخص قيام لجان العمل السياسي العربية الأمريكية بتبني قوائم تضم مرشحين عرب فقط، قال حمد إن هذه الانتخابات استثنائية، وأن الاقتراع يكون للكفاءة أولًا، فهي ليست انتخابات عرقية أو اثنية أو دينية، ويجب على الناخب أن يبحث أولًا عن الكفاءة في المرشح الذي سينتخبه.

وأوضح حمد أن وجود قائمة تضم مرشحين عرب فحسب، ليس بالأمر المستغرب، فهذا حق لكل الأقليات، بل إن كل الأقليات تقوم بالأمر ذاته.

من جهته أشار معزب إلى أن “القائمة العربية الموحدة تضم 5 مرشحين، منهم اثنين اختلفت عليهما لجان العمل السياسي، وانتقد المرشح خليل عثمان خلو القائمة من أي شخص أمريكي غير عربي بوصفه أمر غير منطقي.

وأضاف: “صحيح أنه للجان العمل السياسي الحق في اختيار وتزكية من يريدون، ولكن في النهاية فإن هذه اللجان تتكلم باسم المجتمع العربي الأمريكي الكبير”، وتابع قائلًا: “لكني ما زلت متفاجئًا من أن هذه القائمة تخلو من أي مرشح غير عربي”.

مشاركة فعّالة
حول ضرورة تثقيف الناخب من أجل المشاركة بفعالية واختيار الأنسب له؛ دعا حمد جميع العرب الأمريكيين إلى المشاركة بفعالية وكثافة، وعدم الامتناع عن المشاركة في التصويت، وأن يكون الاختيار على أساس الكفاءة أولًا وأخيرًا، وأن يكون الانتخاب على أساس علمي وواقعي وليس عاطفي، وبغض النظر عن العرقية التي ينتمي إليها المرشح.

من جهته؛ اتفق معزب مع الدعوة التي دعا إليها الأستاذ عماد حمد، بضرورة خروج الناخبين للتصويت بكثافة، لأن هذا الوقت هو وقت الحق، حيث سيكون صوت الناخب في الصندوق، فليختار من يمثله، حتى يجده وقت حدوث المشكلات أو الأزمات، مثل أزمة الفيضانات.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين