40 قتيلًا وجريحًا في اشتباكات مسلحة بالعاصمة اللبنانية

أحداث مؤسفة شهدتها العاصمة اللبنانية بيروت، اليوم الخميس، حيث ساد التوتر على خلفية احتجاجات نظّمها أنصار “حزب الله” و”حركة أمل” أمام قصر العدل ومنطقة الطيونة، ضد القاضي طارق البيطار، المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت، وذلك بعد تعليق التحقيق في قضية الانفجار للمرة الثانية.
ورغم انتشار وحدات الجيش اللبناني في المنطقة، حدثت مناوشات تطورت إلى اشتباكات مسلحة وبدأ إطلاق النار بشكل مفاجئ، وبثّت وسائل إعلام لبنانية مشاهد ظهر فيها مسلحون يطلقون النار في الشوارع، كما تبين إطلاق رصاص من قناصة على أسطح أبنية مهجورة، وأسفرت المواجهات عن سقوط 6 قتلى وأكثر من 32 جريحًا.
#Lebanon : Army orders people off streets in #Beirut as gunmen continue to exchange fire – 2 people killed – army says violence started with shots being fired at #Hezbollah led protest against #BeirutBlast judge Tarek Bitar #حزب_الله #طارق_البيطار #الطيونة pic.twitter.com/ihmcMHGCLC
— sebastian usher (@sebusher) October 14, 2021
ووفقًا لصحيفة “النهار” اللبنانية فإن المشاركين في الاعتصام الذي كان يطالب بتنحية القاضي طارق البيطار، تعرضوا فجأة لإطلاق نار لم يُعرف مصدره، واستهدف بعضه المتظاهرين، وقتل اثنين منهم على الفور نتيجة إصابتهما برصاص في الأجزاء العلوية من جسديهما، وبعد لحظات اشتعلت المنطقة بالرصاص الذي لم تُعرف مصادره.
وقال بيان للجيش اللبناني إنه أثناء توجّه عدد من المحتجين إلى منطقة العدلية للاعتصام، حدث إشكال وتبادل لإطلاق النار في منطقة الطيونة- بدارو، ما أدى إلى مقتل عدد من المواطنين وإصابة آخرين بجروح.
بتاريخ ١٤ /١٠ /٢٠٢١ وأثناء توجّه عدد من المحتجين إلى منطقة العدلية للاعتصام، حصل اشكال وتبادل لإطلاق النار في منطقة الطيونة- بدارو، ما أدى إلى مقتل عدد من المواطنين وإصابة آخرين بجروح.#الجيش_اللبناني #LebaneseArmy https://t.co/5EuOof36FE
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) October 14, 2021
وعلى الفور، عزّز الجيش انتشاره في المنطقة، وسير دوريات للسيطرة على الموقف، كما داهم عدداً من الأماكن بحثاً عن مطلقي النار الذين كانوا يتوزعون على أسطح عدد من المباني، وتم توقيف 9 أشخاص من كلا الطرفين بينهم سوري، وأحيلوا للتحقيق بإشراف القضاء المختص.
وقال الجيش إنه أجرى اتصالات مع المعنيين من الجانبين لاحتواء الوضع ومنع الانزلاق نحو الفتنة، مجددًا تأكيده عدم التهاون مع أي مسلح، فيما تستمر وحدات الجيش بالانتشار في المنطقة لمنع تجدد الاشتباكات.
أجرت قيادة الجيش اتصالات مع المعنيين من الجانبين لاحتواء الوضع ومنع الانزلاق نحو الفتنة، وتجدد القيادة تأكيدها عدم التهاون مع أي مسلح، فيما تستمر وحدات الجيش بالإنتشار في المنطقة لمنع تجدد الاشتباكات.#الجيش_اللبناني #LebaneseArmy
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) October 14, 2021
وحذّر الجيش اللبناني من أن وحداته سوف تقوم بإطلاق النار باتجاه أي مسلح يتواجد على الطرقات، وباتجاه أي شخص يقدم على إطلاق النار. كما طالب الجيش المدنيين بإخلاء الشوارع.
وحدات #الجيش المنتشرة سوف تقوم باطلاق النار باتجاه اي مسلح يتواجد على الطرقات وباتجاه اي شخص يقدم على اطلاق النار من اي مكان آخر وتطلب من المدنيين اخلاء الشوارع.#الجيش_اللبناني #LebaneseArmy pic.twitter.com/ctJOIDChlq
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) October 14, 2021
وقال وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي، إن التوترات “بدأت بإطلاق النار، من خلال القنص، وأصيب أول شخص في رأسه وهذا الأمر غير مقبول”.
بيان حزب الله وحركة أمل
وعلى خلفية الأحداث أصدرت قيادتا “حزب الله” وحركة “أمل” بيانًا مشتركًا قالا فيه إنه “في تمام الساعة 10:45 (بالتوقيت المحلي)، وعلى إثر توجه المشاركين في التجمع السلمي أمام قصر العدل استنكاراً لتسييس التحقيق في قضية المرفأ، وعند وصولهم إلى منطقة الطيونة تعرضوا لإطلاق نار مباشر من قبل قناصين متواجدين على أسطح البنايات المقابلة، وتبعه إطلاق نار مكثف أدى إلى وقوع شهداء وإصابات خطيرة، حيث أن إطلاق النار كان موجهاً على الرؤوس”.
وأكد البيان أن “هذا الاعتداء يهدف إلى جر البلد لفتنة مقصودة يتحمل مسؤوليتها المحرضون والجهات التي تتخفى خلف دماء ضحايا وشهداء المرفأ من أجل تحقيق مكاسب سياسية مغرضة”.
ودعا حزب الله وحركة أمل جميع الأنصار والمحازبين إلى الهدوء وعدم الانجرار إلى “الفتنة الخبيثة”. كما طالبا الجيش اللبناني “بتحمل المسؤولية والتدخل السريع لإيقاف هؤلاء المجرمين”.
حداد عام
وعلى خلفية الأحداث المؤسفة أصدر رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي قرارًا بإعلان يوم غد الجمعة يوم إغلاق عام حدادًا على أرواح الشهداء الذين سقطوا نتيجة أحداث اليوم، “بحيث تغلق جميع الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات والمدارس الرسمية والخاصة”.
اصدر رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي المذكرة الاتية:
يُعلن يوم غد الجمعة الواقع فيه 2021/10/15 يوم إقفال عام حداداً على أرواح الشهداء الذين سقطوا نتيحة أحداث اليوم، بحيث تُقفل جميع الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات والمدارس الرسمية والخاصة#مجلس_الوزراء #نجيب_ميقاتي #لبنان #pcm— رئاسة مجلس الوزراء 🇱🇧 (@grandserail) October 14, 2021
كما دعا ميقاتي اللبنانيين للهدوء، “وعدم الانجرار وراء الفتنة لأي سبب كان، بعد أعمال العنف الخطيرة التي وقعت في توقيت حساس للبلاد”.
1/2 دعا رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الجميع الى الهدوء وعدم الانجرار وراء الفتنة لأي سبب كان.وهو تابع مع قائد الجيش العماد جوزيف عون الاجراءات التي يتخذها الجيش لضبط الوضع في منطقة الطيونة- العدلية وتوقيف المتسببين بالاعتداء الذي ادى الى وقوع اصابات …
— رئاسة مجلس الوزراء 🇱🇧 (@grandserail) October 14, 2021
من جانبه أكد الرئيس اللبناني ميشال عون أن “ما شهدناه اليوم في منطقة الطيونة، مشهد مؤلم وغير مقبول، بصرف النظر عن الأسباب والمسببّين”. وأضاف أن “ما حدث أعادنا بالذاكرة إلى أيامٍ طويناها، وقلنا: “تنذكر وما تنعاد”.
وتابع أنه “ليس مقبولا أن يعود السلاح لغة تخاطب بين الفرقاء اللبنانيين، لأننا جميعاً اتّفقنا على أن نطوي هذه الصفحة السوداء من تاريخنا”.
أحبائي، ما شهدناه اليوم في منطقة الطيونة، مشهد مؤلم وغير مقبول، بصرف النظر عن الاسباب والمسببّين. تعزيتي الى ذوي الابرياء الذين سقطوا اليوم برصاص مجرمين، اعادنا بالذاكرة إلى ايامٍ طويناها، وقلنا: "تنذكر وما تنعاد"
— General Michel Aoun (@General_Aoun) October 14, 2021
وقال “إنّ الشارع ليس مكان الاعتراض، كما أنّ نصب المتاريس أو المواقف التصعيديّة لا تحمل هي الأخرى الحل. ما من أمر لا حلّ له، وحلّه ليس إلا من خلال المؤسسات، وكذلك من خلال الدستور الذي ما من أمر يُعلى عليه، لا التهديد ولا الوعيد”.
إنّ البلد لا يحتمل خلافات في الشارع، ويحتاج الى معالجات هادئة، مكانها الطبيعي هو المؤسسات، وفي مقدّمها مجلس الوزراء الذي يجب ان ينعقد، وبسرعة. وقد أجريت اليوم اتصالات مع الاطراف المعنيّة لمعالجة ما حصل، والأهمّ لمنع تكراره مرة تانية، علماً انّه لن نسمح بأن يتكرّر تحت أي ظرف كان
— General Michel Aoun (@General_Aoun) October 14, 2021
وشدد عون على أن “القوى العسكرية والأمنية قامت وستقوم بواجباتها في حماية الأمن والاستقرار والسلم الأهلي. ولن نسمح لأحد بأن يأخذ البلد رهينة مصالحه الخاصة أو حساباته”.
وطمأن عون اللبنانييّن قائلًا: “إن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء. ونحن ذاهبون باتجاه الحل وليس في اتجاه أزمة. وإنني بالتعاون مع رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب لن نتساهل ولن نستسلم إلى أيّ أمر واقع يمكن أن يكون هدفه الفتنة التي يرفضها جميع اللبنانيين”.
ما حصل سيكون موضع متابعة أمنية وقضائية. وانا، من جهتي، سأسهر على ان يبلغ التحقيق حقيقة ما جرى وصولاً الى محاسبة المسؤولين عنه والمحرّضين عليه مثله مثل أيّ تحقيق قضائيّ آخر، بما فيه التحقيق في جريمة المرفأ، التي كانت وستبقى من أولويات عملي والتزامي تجاه اللبنانييّن والمجتمع الدولي
— General Michel Aoun (@General_Aoun) October 14, 2021