أخبارأخبار العالم العربي

40 قتيلًا وجريحًا في اشتباكات مسلحة بالعاصمة اللبنانية

أحداث مؤسفة شهدتها العاصمة اللبنانية بيروت، اليوم الخميس، حيث ساد التوتر على خلفية احتجاجات نظّمها أنصار “حزب الله” و”حركة أمل” أمام قصر العدل ومنطقة الطيونة، ضد القاضي طارق البيطار، المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت، وذلك بعد تعليق التحقيق في قضية الانفجار للمرة الثانية.

ورغم انتشار وحدات الجيش اللبناني في المنطقة، حدثت مناوشات تطورت إلى اشتباكات مسلحة وبدأ إطلاق النار بشكل مفاجئ، وبثّت وسائل إعلام لبنانية مشاهد ظهر فيها مسلحون يطلقون النار في الشوارع، كما تبين إطلاق رصاص من قناصة على أسطح أبنية مهجورة، وأسفرت المواجهات عن سقوط 6 قتلى وأكثر من 32 جريحًا.

ووفقًا لصحيفة “النهار” اللبنانية فإن المشاركين في الاعتصام الذي كان يطالب بتنحية القاضي طارق البيطار، تعرضوا فجأة لإطلاق نار لم يُعرف مصدره، واستهدف بعضه المتظاهرين، وقتل اثنين منهم على الفور نتيجة إصابتهما برصاص في الأجزاء العلوية من جسديهما، وبعد لحظات اشتعلت المنطقة بالرصاص الذي لم تُعرف مصادره.

وقال بيان للجيش اللبناني إنه أثناء توجّه عدد من المحتجين إلى منطقة العدلية للاعتصام، حدث إشكال وتبادل لإطلاق النار في منطقة الطيونة- بدارو، ما أدى إلى مقتل عدد من المواطنين وإصابة آخرين بجروح.

وعلى الفور، عزّز الجيش انتشاره في المنطقة، وسير دوريات للسيطرة على الموقف، كما داهم عدداً من الأماكن بحثاً عن مطلقي النار الذين كانوا يتوزعون على أسطح عدد من المباني، وتم توقيف 9 أشخاص من كلا الطرفين بينهم سوري، وأحيلوا للتحقيق بإشراف القضاء المختص.

وقال الجيش إنه أجرى اتصالات مع المعنيين من الجانبين لاحتواء الوضع ومنع الانزلاق نحو الفتنة، مجددًا تأكيده عدم التهاون مع أي مسلح، فيما تستمر وحدات الجيش بالانتشار في المنطقة لمنع تجدد الاشتباكات.

وحذّر الجيش اللبناني من أن وحداته سوف تقوم بإطلاق النار باتجاه أي مسلح يتواجد على الطرقات، وباتجاه أي شخص يقدم على إطلاق النار. كما طالب الجيش المدنيين بإخلاء الشوارع.

وقال وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي، إن التوترات “بدأت بإطلاق النار، من خلال القنص، وأصيب أول شخص في رأسه وهذا الأمر غير مقبول”.

بيان حزب الله وحركة أمل

وعلى خلفية الأحداث أصدرت قيادتا “حزب الله” وحركة “أمل” بيانًا مشتركًا قالا فيه إنه “في تمام الساعة 10:45 (بالتوقيت المحلي)، وعلى إثر توجه المشاركين في التجمع السلمي أمام قصر ‏العدل استنكاراً ‏لتسييس التحقيق في قضية المرفأ، وعند وصولهم إلى منطقة الطيونة ‏تعرضوا لإطلاق نار مباشر ‏من قبل قناصين متواجدين على أسطح البنايات المقابلة، ‏وتبعه إطلاق نار مكثف أدى إلى وقوع ‏شهداء وإصابات خطيرة، حيث أن إطلاق ‏النار كان موجهاً على الرؤوس”.

وأكد البيان أن “هذا الاعتداء يهدف إلى جر البلد لفتنة ‏مقصودة ‏يتحمل مسؤوليتها المحرضون والجهات التي تتخفى خلف دماء ضحايا ‏وشهداء ‏المرفأ من أجل تحقيق مكاسب سياسية مغرضة”.

ودعا حزب الله وحركة أمل جميع الأنصار والمحازبين إلى الهدوء وعدم ‏الانجرار إلى “الفتنة الخبيثة”. كما طالبا الجيش اللبناني “بتحمل المسؤولية والتدخل السريع ‏‏لإيقاف هؤلاء المجرمين”.

حداد عام

وعلى خلفية الأحداث المؤسفة أصدر رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي قرارًا بإعلان يوم غد الجمعة يوم إغلاق عام حدادًا على أرواح الشهداء الذين سقطوا نتيجة أحداث اليوم، “بحيث تغلق جميع الإدارات والمؤسسات العامة والبلديات والمدارس الرسمية والخاصة”.

كما دعا ميقاتي اللبنانيين للهدوء، “وعدم الانجرار وراء الفتنة لأي سبب كان، بعد أعمال العنف الخطيرة التي وقعت في توقيت حساس للبلاد”.

من جانبه أكد الرئيس اللبناني ميشال عون أن “ما شهدناه اليوم في منطقة الطيونة، مشهد مؤلم وغير مقبول، بصرف النظر عن الأسباب والمسببّين”. وأضاف أن “ما حدث أعادنا بالذاكرة إلى أيامٍ طويناها، وقلنا: “تنذكر وما تنعاد”.

وتابع أنه “ليس مقبولا أن يعود السلاح لغة تخاطب بين الفرقاء اللبنانيين، لأننا جميعاً اتّفقنا على أن نطوي هذه الصفحة السوداء من تاريخنا”.

وقال “إنّ الشارع ليس مكان الاعتراض، كما أنّ نصب المتاريس أو المواقف التصعيديّة لا تحمل هي الأخرى الحل. ما من أمر لا حلّ له، وحلّه ليس إلا من خلال المؤسسات، وكذلك من خلال الدستور الذي ما من أمر يُعلى عليه، لا التهديد ولا الوعيد”.

وشدد عون على أن “القوى العسكرية والأمنية قامت وستقوم بواجباتها في حماية الأمن والاستقرار والسلم الأهلي. ولن نسمح لأحد بأن يأخذ البلد رهينة مصالحه الخاصة أو حساباته”.

وطمأن عون اللبنانييّن قائلًا: “إن عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء. ونحن ذاهبون باتجاه الحل وليس في اتجاه أزمة. وإنني بالتعاون مع رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب لن نتساهل ولن نستسلم إلى أيّ أمر واقع يمكن أن يكون هدفه الفتنة التي يرفضها جميع اللبنانيين”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين