تقاريرمنوعات

عطل فيسبوك يكشف قوة السوشيال ميديا.. والتسريبات تفجّر أزمة كبرى

كان الانقطاع المفاجئ الذي دام ست ساعات في تطبيقات فيسبوك وانستجرام وواتس آب، بمثابة صداع للعديد من المستخدمين حول العالم، خاصةً الذين يعتمدون على مواقع التواصل الاجتماعي لإدارة أعمالهم أو التواصل مع الأقارب أو الآباء أو المعلمين أو الجيران.

عندما أصبحت جميع الخدمات الثلاث معطلة أمس الاثنين، كان ذلك بمثابة تذكير صارخ بقوة وسطوة فيسبوك على حياتنا، خاصةً وأن الشركة التي تحمل نفس اسم موقعها الأزرق قد باتت تمتلك تطبيق مشاركة الصور “انستجرام” والمراسلة الفورية “واتس آب”.

حول العالم، تركت خسارة واتس آب الكثيرين في حيرة من أمرهم، ففي البرازيل، تعد خدمة المراسلة التطبيق الأكثر استخدامًا في البلاد إلى حد بعيد، حيث يتم تثبيتها على 99% من جميع الهواتف الذكية، وفقًا لاستطلاع Mobile Time، قفد أصبح واتس آب هناك ضروريًا للتواصل بين الأصدقاء والعائلات، ولكن أيضًا في العمل، حيث تستخدمه العديد من الشركات للبقاء على اتصال مع العملاء، هذا بخلاف استعماله في الجامعات وفي العمليات اليومية مثل طلب الطعام.

في مختلف أنحاء العالم؛ واجهت المكاتب والخدمات المختلفة صعوبة في تحديد المواعيد، وأصبحت خطوط الهاتف غارقة بالمكالمات التي لم تكن متوقعة، شعر مئات الآلاف ممن هم خارج وطنهم بالقلق من انقطاع خدمات التطبيقات الثلاثة.

كثير من سكان البلاد الذين يزيد عددهم عن 11 مليون نسمة يعتمدون عليها لتنبيه بعضهم البعض بشأن عنف العصابات في منطقة معينة أو للتحدث إلى الأقارب في الولايات المتحدة حول تحويل الأموال وغيرها من القضايا الملحة، بينما يعتمد المهاجرون الهايتيون الذين يسافرون إلى الولايات المتحدة عليها في العثور عليها. أو مشاركة المعلومات الأساسية مثل الأماكن الآمنة للنوم.

شلل مفاجئ
في فبراير من العام الماضي، أعلن واتس آب أن لديه 2 مليار مستخدم حول العالم، في حين يبلغ العدد 2.5 مليار على فيسبوك، لقد أصبحت هذه التطبيقات هي الطريقة الافتراضية للاتصال بأشخاص في العديد من البلدان، حيث يركز واتس آب أيضًا على أن يصبح أداة مهمة للأعمال، حيث يتلقى التطبيق بالفعل مدفوعات داخل التطبيق في البرازيل والهند، علاوة على ذلك ادعى التطبيق في أكتوبر 2020 أن 175 مليون شخص على مستوى العالم يستخدمون تطبيقه لإرسال رسائل إلى الشركات كل يوم، وفقًا لـ “The Verge“.

يمثل انقطاع خدمات هذه المواقع مشكلة كبيرة للأشخاص الذين يعتمدون عليها، ولكنها فرصة جيدة للتطبيقات الأخرى مثل: سيجنال وتليجرام وتويتر وغيرها، حيث استفادت هذه التطبيقات من تعثر فيسبوك المفاجيء.

تضرر الأعمال الصغيرة
بالنسبة للشركات الصغيرة، أدى انقطاع هذه التطبيقات إلى خسارة مئات أو آلاف الدولارات في الإيرادات، فبحسب بروك إيرين دافي، أستاذة الاتصالات بجامعة كورنيل: “لقد أدى انقطاع الخدمة اليوم إلى تخفيف حدة اعتمادنا على وسائل التواصل الاجتماعي”، وقالت إن هناك فئات مترامية الأطراف من العمال الذين تعتمد سبل عيشهم على عمل هذه المنصات.

وأضافت أن انقطاع الخدمة هو مجرد مثال واحد على مدى تعرض رواد الأعمال والشركات الصغيرة للخطر في أي وقت يقدم فيه فيسبوك أو غيره ميزة جديدة أو إجراء بعض التغييرات الأخرى التي تؤثر على طريقة عمل المواقع.

ضربة أخرى
في ضربة موجعة جديدة لـ “فيسبوك”؛ استمعت لجنة فرعية في مجلس الشيوخ، اليوم الثلاثاء، إلى موظفة سابقة بشركة فيسبوك، تحدثت عن المخالفات الذي يقوم بها الموقع، حيث يتلاعب بالمحتوى مما يضر بالمستخدمين، لا سيّما صغار السن، وفقًا لـ “ABC News“.

الموظفة التي تدعى فرانسيس هاوجين، كشفت عن هويتها خلال مقابلة يوم الأحد في برنامج “60 دقيقة” على شبكة “CBS”، تتعاون مع لجنة التجارة الفرعية التابعة لمجلس الشيوخ كجزء من جهودها المستمرة لتقييم التنظيم المحتمل للمنصة.

أخبرت هاوجين المشرعين، اليوم، بشأن الوثائق التي قالت إنها تظهر أن الشركة والرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج، تجاهلوا عمدًا إثبات تأثيرها الضار المحتمل على المستخدمين.

اتهمت هاوجين فيسبوك بخداع المستخدمين والمستثمرين على حد السواء، أثارت الشكوك حول تأثير الموقع على الصحة العقلية للأطفال والمخاطر الواقعية لخطاب الكراهية التي قالت إن فيسبوك تعلم أنها منتشرة على صفحاته ولكنه يتجاهل كل ذلك، وقال المشرعون إنها قدمت مئات الصفحات من وثائق البيانات الداخلية لدعم ادعاءاتها.

لما يقرب من 3 ساعات أجابت هاوجين بثقة على أسئلة المشرعين، وكانت تعتمد على التفاصيل من الوثائق التي حصلت عليها من فيسبوك بسهولة نسبية، كما تمكنت عدة مرات خلال جلسة الاستماع يوم الثلاثاء من تقديم تفسيرات واضحة للمصطلحات الفنية، مثل التفاعلات الاجتماعية الهادفة أو التصنيفات القائمة على المشاركة، والتي كانت مشوشة في الماضي.

قواعد معيارية للإنترنت
من جهتها؛ فقد أصدرت مديرة الاتصالات السياسية في فيسبوك، لينا بيتش، بيانًا عقب شهادة هاوجين، في محاولة لتشويه معرفتها بالشركة، حيث قالت بيتش إن هاوجين لم تكن لديها تقارير مباشرة عن طبيعة العمل، ولم تحضر أبدًا اجتماعًا لمركز اتخاذ القرار مع المديرين التنفيذيين، نحن لا نتفق مع توصيفها للعديد من القضايا التي أدلت بشهادتها”، وفقًا لـ “CBS News“.

وتابعت: “على الرغم من كل هذا، نتفق على شيء واحد؛ حان الوقت للبدء في إنشاء قواعد معيارية للإنترنت، لقد مرت 25 عامًا منذ تحديث قواعد الإنترنت، وبدلًا من توقع أن تتخذ الصناعة قرارات مجتمعية تخص حان الوقت لكي يتخذ الكونجرس قرارًا”.

في مواجهة انتقادات فيسبوك لموظفته السابقة؛ وصف رئيس اللجنة الفرعية ريتشارد بلومنتال، اتهامات فيسبوك بأنها “مسيئة ومهينة”، بينما غردت النائبة لوري تراهان، والتي لم تشارك حتى في جلسة الاستماع، بأن “محاولات تشويه سمعة هاوجين، هو أمر مخز”.

شهادة زوكربيرج
لا يستطيع مارك زوكربيرج البقاء صامتًا لفترة أطول، فقد قال أعضاء مجلس الشيوخ إن الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، يجب أن يدلي بشهادته مرة أخرى أمام اللجنة في مجلس الشيوخ، وفقًا لـ “The Hill“.

قالت السيناتورة مارشا بلاكبيرن، للصحفيين: “عندما يتعلق الأمر بما نسمعه بشكل مختلف عن السيد زوكربيرج، فلدينا هذه المستندات التي تم تسليمها الآن، وهي تتيح لنا إلقاء نظرة أفضل، حتى نتمكن من الغوص بشكل أعمق والقدرة على طلب المزيد أسئلة مباشرة”.

خلال جلسة الاستماع الأسبوع الماضي مع رئيس السلامة العالمية في فيسبوك، أتيجون ديفيس، المدير التنفيذي بالشركة، تهرب إلى حد كبير من الأسئلة حول من سيتخذ القرارات النهائية بشأن خطته المثيرة للجدل لتطبيق انستجرام للأطفال والتغييرات الأخرى.

قالت هاوجين: “لا يوجد أحد يحاسب مارك حاليًا إلا هو نفسه”، وتابعت: “يمتلك مارك دورًا فريدًا جدًا في صناعة التكنولوجيا، حيث يمتلك أكثر من 55٪ من جميع حصص التصويت على فيسبوك، لا توجد شركات قوية مماثلة يتم التحكم فيها من جانب واحد، في النهاية، توقف المسئولية مع مارك”.

تعليق البيت الأبيض
في نفس القضية؛ استهدفت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، جين ساكي، شركة فيسبوك، أمس الاثنين خلال مؤتمرها الصحفي اليومي، قائلة إن التعليقات التي أدلت بها موظفة سابقة في فيسبوك في برنامج 60 دقيقة، أثبتت أن جهود قطاع التكنولوجيا لتنظيم القطاع نفسه لم تنجح.

في حديثها من خلف منصة البيت الأبيض، أوضحت ساكي أن إدارة بايدن تريد أن ترى إشرافًا فيدراليًا أكبر على شركات التكنولوجيا التي تمكنت حاليًا من السيطرة على الشركات المتخصصة.

وأضافت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض: “هذه مجرد أحدث حلقة في سلسلة الكشف عن منصات التواصل الاجتماعي التي توضح أن التنظيم الذاتي لا يعمل”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين