الراديوطبيبك الخاص

“حديث العافية” مع د. قطرنجي.. كيف تدير حياتك الصحية بشكل أفضل؟

أجرى الحوار: سامح الهادي ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

حلقة جديدة من سلسلة حلقات “حديث العافية”، التي نستضيف فيها الدكتور عبدالمجيد قطرنجي، لنساعد في نشر الوعي الصحي وتنمية وتعزيز العلاقة بين المريض والطبيب، وحتى تكون لديكم فرصة لتحصلوا على مجموعة من المعلومات التي تساعدكم على إدارة حياتكم الصحية بشكل أفضل.

اللقاحات آمنة
* دكتور، نستكمل معك “حديث العافية”، وعنوان حلقتنا لهذا اليوم هي “الصحة العامة”، نريد أن نكون أكثر قربًا لما يهم الناس الآن، وبالطبع الحديث عن كورونا هو الحديث السائد والعنوان الرئيسي. نعرف تمامًا أن الآن هناك الكثير من الجدل القائم حول اللقاحات، وهل هي آمنة وفعالة أم غير ذلك؟، ماذا يمكن أن نضيف لمشاهدينا الأعزاء حول آمان اللقاحات بشكل عام؟

** المعلومات المتوافرة عن اللقاحات تشجع على الإقدام لأخذها، ولقاح فايزر والذي يعد من أقوى اللقاحات الموجودة الآن في العالم، موجود حاليا في معظم أماكن التطعيم في أمريكا، وأنا حصلت على لقاح فايزر، وهذا لا يقلل من أهمية لقاحات موديرنا أو جونسون أند جونسون.

لقاح فايزر يقوم بإرسال نوع من البيانات إلى الخلايا التي تصنع البروتينات التي تقوم بدورها بعمل مناعة لمحاربة الفيروس، والمميز أكثر فيه أنه يقلل من التغييرات والتحديثات التي تحدث في شكل الفيروس، وبالتالي يقلل من إمكانية حدوث الطفرات أو المتغيرات، مثلما نسمع الآن عن متغير دلتا وغيره.

* أي أن آلية العمل تبقى جاهزة داخل الجهاز المناعي للجسم وفي الخلايا الخاصة بالمناعة لتتأقلم مع طبيعة المتغيرات أيضا التي يأتي بها الفيروس.

** نعم، تمامًا، وهذا مهم للغاية خاصة وأن هناك من يقولون إن هذا فيروس جديد، وأن هذه مؤامرة وإلى آخره، لكن هذا ليس فيروسًا جديدًا وغيرها من الأقاويل، لكن في الواقع فإن الفيروس كلما انتقل من شخص إلى آخر فإنه من الطبيعي أن يتغير وتحدث طفرات عليه.

تغيرات وطفرات
* لماذا تحدث التغيرات في الفيروس؟

** الفيروس مثل الإنسان، فمن جيل إلى آخر تكون هناك تحولات، بحسب البيئة والطعام وهكذا، ونفس الشيء بالنسبة للفيروس فإنه يتغير بحسب البشر الموجودين الذين يصيبهم الفيروس.

* أي أن الفيروس يتكيف طبقًا للتغيرات التي يتعرض لها، سواء باختلاف أجهزة المناعة من شخص إلى آخر، أو حتى من اختلاف البيئة التي ينشأ أو يتربى فيها هذا الشخص.

** نعم، تمامًا، عندما تتغير البيئة أو الغذاء، أو غيرها من العوامل المؤثرة فإن طبيعة الإنسان تتغير، والفيروس يحدث له نفس الشيء.

نظرية المؤامرة
* ألا يدعم هذا نظرية المؤامرة التي يروج لها البعض؟، حين يقولون إن هذه التغيرات التي حدثت للفيروس تم تصنيعها في شكل معملي، وأن هذه التغيرات ليست تغيرات طبيعية.

** بلا شك فإن أي شيء به حياة، سواء إنسان أو حيوان أو جرثومة، كل شيء وارد أن يتحول أو يتغير بسبب وجود تغيرات في الجينات، وهذا من طبيعة ومعجزة الخلق، ومن طبيعة الفيروس أن به جينات أيضًا تتحور وتتغير، ومن هنا تنشأ الطفرات أو المتغيرات الفيروسية، وكلنا نعرف التاريخ المرضي الخاص ببعض الأمراض، وسنجد أن البشر في مناطق معينة قد تأثروا بشكل حاد بهذا المرض وأحدث فيهم وفيات كثيرة، في حين لم يؤثر على غيرهم في مناطق أخرى بالرغم من إصابتهم.

الفرق هنا يعود إلى المناعة، فالقسم الأول من الناس لم تكن لديهم مناعة رادعة للفيروس أو المرض الذي أصابهم، وعلى العكس كان لغيرهم مناعة قوية استطاعت أن تخفف من تأثير المرض أو الفيروس، وبالتالي لم تحدث وفيات كثيرة، وعلى سبيل المثال فيروس الأنفلونزا الإسبانية هو نفسه فيروس الأنفلونزا العادية، ولكن في فترة ما وعند وجوده في منطقة محددة حدثت تطورات وتغيرات أدت إلى حدوث طفرة الأنفلونزا الإسبانية، وكان تأثيرها أشد وطأة على الناس.

لذا من المهم جدا أن نعرف أن هذا ليس بمؤامرة، وإنما هذا من طبيعة الفيروسات، لأنها تتغير وتحدث بها طفرات، فخلال هذا العام قد يكون الفيروس بشكل ما، وخلال العام التالي قد يتحول إلى شكل آخر، وهكذا تستمر التغيرات، فنحن عندما نأخذ اللقاح الخاص بالأنفلونزا، فهل ذلك بسبب أن هناك أنفلونزا جديدة تظهر كل عام؟، لا.. هي نفس الأنفلونزا، ولكن شكل الفيروس قد تغير قليلًا بسبب حدوث تغيرات في جيناته.

لذلك من المهم جدًا أن تأخذوا اللقاحات، لحماية أنفسكم أولًا، وحماية أسرتكم وكل من حولكم، فالتلقيح مسؤولية من أجل الصحة العامة والحفاظ على صحة الآخرين، فحرية الشخص تتوقف عندما تبدأ حرية الآخرين، ومن الأمور الطيبة لدينا نحن في المجتمع العربي بأمريكا هو الاهتمام بجيراننا، وبالتالي الاهتمام بصحتهم وعافيتهم.

تقنية جديدة
* هذا يأخذنا إلى سؤال؛ هل تتوقع أنه في المستقبل القريب ستكون تكنولوجيا تصنيع اللقاحات قائمة على نفس الآلية الجديدة التي استخدمت في إنتاج لقاح فايزر كمثال؟، هل ستكون هي السائدة في تصنيع اللقاحات حتى في أمراض أخرى قادمة؟

** بفضل الله فإن هذه الطريقة للتلقيح قد عملت وأظهرت نتائج جيدة بشكل كبير، فنحن عادةً عندما نصنع لقاحًا فإن مفعوله يكون 80%، والآن نجد أن مفعول لقاحات موديرنا وفايزر يصل إلى 96%، وهذا شيء لم يكن معروفًا من قبل.

وهناك الآن أمراض كثيرة بخلاف كورونا، من أهمها السرطانات، والتي تشبه إلى حدٍ ما الوباء الحالي، ولكن المختلف فيها أن الخلايا ذاتها هي التي تغير من شكلها وطبيعتها، ومن هنا تتكون الأورام والسرطانات، وربما من خلال نفس التقنية التي تم استخدامها في تصنيع لقاحات كورونا يمكن أن يتم إنتاج لقاح ما ضد السرطان.

* مشاهدينا الأعزاء، أخذ اللقاح هو أمر شديد الضرورة، ونؤكد وندعم دعوة الدكتور قطرنجي بضرورة أن يحصل كل من يستطيع على اللقاح، ويمكنه التشاور أيضًا مع مقدم الخدمة الطبية الخاص به أو طبيبه الخاص.

ونؤكد أيضا في نهاية حلقتنا أن التكنولوجيا الحديثة التي وصلنا إليها في صناعة اللقاحات هي شأن تراكمي، فهي ليست وليدة اليوم، وإنما هي إفرازات تكنولوجية على مدى سنوات طويلة، أوصلتنا إلى هذه المرحلة المتقدمة، وإلى لقاء في حلقة جديدة ضمن حلقات “حديث العافية”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى