في ذكرى 11 سبتمبر.. بوش يحذر من متطرفي الداخل ويصفهم بـ”الروح الكريهة”

حذر الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش من خطر الإرهاب والتطرف الداخلي على الولايات المتحدة، وقال بوش في كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر إن الأخطار التي تهدد الولايات المتحدة من الخارج والتطرف العنيف في الداخل هما “نسل من نفس الروح الكريهة”.
ووفقًا لصحيفة “نيويورك تايمز” فقد قال بوش: “لقد رأينا أدلة متزايدة على أن الأخطار التي تهدد بلادنا يمكن أن تأتي من الداخل أيضًا وليس فقط من الخارج فقط”.
وأضاف، خلال زيارته للنصب التذكاري للرحلة 93 في التي تحطمت في ولاية بنسلفانيا خلال أحداث 11 سبتمبر، أن “هناك ارتباط بين عنف المتطرفين في الخارج وعنف المتطرفين في الداخل، فهما نتاج لنفس الروح البغيضة”.
وتابع: “هناك القليل من التداخل الثقافي بين المتطرفين العنيفين في الخارج، والمتطرفين العنيفين في الداخل، لكن فيما يتعلق بازدراءهم للتعددية، وتجاهلهم لقيمة الحياة البشرية، وتصميمهم على تدنيس الرموز الوطنية، فهم أبناء لنفس الروح الكريهة، ومن واجبنا المستمر مواجهتهم”.
وانتقد بوش العنف المتزايد في الداخل داعيًا إلى توحيد الصفوف وعدم الانجرار وراء الانقسام السياسي، مؤكدًا أن “تحقيق وحدة أمريكا يبدو بعيدا هذه الأيام لأن قوة خبيثة تعبث بحياتنا المشتركة”.
بوش، الذي كان في عامه الأول كرئيس عندما وقعت هجمات 11 سبتمبر استذكر هذه اللحظات القاسية قائلًا: “بالنسبة لأولئك الذين شهدوا ما حدث في ذلك اليوم من شهر سبتمبر، من الصعب وصف مزيج المشاعر التي عشناها”.
وأضاف: “كان هناك رعب بحجم الدمار، ورهبة من الشجاعة والطيبة التي تصاعدت لمواجهته. كانت هناك صدمة من جرأة الشر، وامتنان للبطولة والشجاعة التي تصدت له”.
وأكد أن “تصرفات العدو كشفت عن روح هذا الشعب، وكنا فخورين بأمتنا الجريحة”، مشيرًا إلى أنه “في الأسابيع والأشهر التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر، كنت فخورًا بقيادة شعب مدهش ومرن وموحد، رأيت الملايين من الناس يقومون بشكل غريزي بمساعدة جيرانهم ويتجمعون من أجل قضية تجمعهم، هذه هي أمريكا التي أعرفها”.
وأوضح أن رد الشعب الأمريكي على الهجمات، رسم صورة مختلفة عن الانقسام السياسي المرير الذي نعيشه في الوقت الحاضر. قائلًا: “يبدو أن هناك قوة خبيثة تعبث بحياتنا المشتركة وتحول كل خلاف إلى جدال وصراع ثقافات، وقد أصبحت الكثير من سياساتنا بمثابة نداء صريح للغضب والخوف والاستياء، وهذا يتركنا قلقين بشأن أمتنا ومستقبلنا معًا”.
وخلال تصريحاته أشاد بوش بركاب وأفراد طاقم الرحلة 93 التي تحطمت في حقل في شانكسفيل بولاية بنسلفانيا بعد أن قام من كانوا على متنها بمقاومة الخاطفين ومنعوهم من تحقيق هدفهم المقصود. وقال إن الكثير ممن هم على قيد الحياة الآن يدينون بحياتهم للتضحية والتحدي الذي أظهره هؤلاء الأبطال في السماء”.
كما وجه بوش رسالة إلى قدامى المحاربين، قائلاً إنهم كانوا بمثابة “قوة من أجل الخير في العالم” وأضاف موجهًا حديثه إليهم: “لا شيء يمكن أن يشوه شرفكم أو يقلل من إنجازاتكم”.
المصدر: نيويورك تايمز