صدمة كبيرة أصابت الشارع المصري بعد تداول مقطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي لطبيب يجبر ممرضًا يعمل معه على السجود والصلاة لكلبه الخاص.

وأثار الفيديو ردود فعل غاضبة واسعة على المستويين الرسمي والشعبي، مما دعا الأجهزة الأمنية للتحرك بسرعة للتحقيق في الواقعة، وتمكنت بالفعل من تحديد هوية الطبيب المتهم، حيث تبين أنه يدعى عمرو خيري، وهو أستاذ ورئيس قسم العظام بكلية الطب بجامعة عين شمس، وأن الواقعة حدثت بإحدى المستشفيات الخاصة. وفقًا لموقع “أخبار اليوم“.

تفاصيل الواقعة

ويظهر الطبيب في الفيديو بصحبة شخصين يرتديان زي أمن إداري، وهم يمارسون التنمر والترهيب والتعذيب ضد ممرض مسن، حيث وجه الطبيب تعليمات لفردي الأمن بتعذيب الممرض عن طريق إجباره على نط الحبل والقفز فوقه مرات عدة.

وقام الطبيب المتهم بتوجيه عبارات قاسية للمرض بسبب إقدامه على إهانة كلبه الخاص، حسب زعمه، ثم طلب من الممرض الصلاة والسجود للكلب وقول “الله أكبر” مثلما يفعل في الصلاة، بينما أخذ الممرض يترجّاه ألا يجبره على ذلك لأنه حرام ويطلب منه أن يقوم بتعذيبه بالكهرباء بدلًا من ذلك.

ووفقًا للفيديو فقد رفض الممرض السجود للكلب وقال للطبيب “بلاش.. أنا هشيل ذنب وأنت هتشيل ذنب، لكن ممكن أعمله تحية وأضرب له تعظيم سلام”.

 لكن الطبيب ظل يلح عليه لإجباره على تنفيذ رغبته قائلًا له: “صلي للكلب واسجد له وأنا هاتحمل ذنبك”، ومع استمرار رفض الممرض للسجود، وافق الطبيب على أن يؤدي الممرض التحية العسكرية للكلب، قائلًا له: “أنت بتتريق على الكلب بتاعي، هو عمل لك حاجة، ما هو قاعد زي الباشا في العربية، مالك إنت وماله”.

ووفقًا لموقع “المصري اليوم” قالت مصادر أمنية إنهم حتى الآن لم يتلقوا أي بلاغ رسمي من أي شخص بواقعة إجبار طبيب لممرض على السجود لكلب، ولم يتقدم أيضا أي شخص ببلاغ لنقابة الأطباء يتهم الطبيب بإكراه الممرض على السجود للكلب، لكنهم قالوا إنهم قاموا بفحص الفيديو وتأكدوا من صحته، وتمكنوا من تحديد هوية الطبيب، وجاري اتخاذ الإجراءات اللازمة بحقه.

غضب واسع

قوبل الفيديو باستهجان شديد وغضب واسع من جانب رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين طالبوا الجهات المعنية بسرعة ضبط الطبيب والتحقيق في الواقعة، مشيرين إلى أن الفيديو تم تصويره داخل إحدى المستشفيات بالقاهرة.

تخيل ان انسان بالعقلية القذرة دى ممكن يتولى علاجك https://t.co/I3cLB1iPDe

— Hassan shaddad (@Egyption_Coder) September 10, 2021

كما طالب النائب محمد عبد الله زين الدين، عضو مجلس النواب المصري، بفتح تحقيق عاجل في الواقعة، قائلًا إن هذا الطبيب عار على مهنة من أنبل المهن على مر التاريخ، مشددًا على ضرورة محاسبته على هذه الواقعة ومحاسبة كل من ساعده.

ودعا زين الدين، نقابة الأطباء لاتخاذ ما يلزم تجاه أحد أعضائها، وإعلان قرارها أمام الرأي العام، لاسيما وأن هذه الواقعة أثارت غضب واشمئزاز كل المصريين. وفقًا لموقع “صدى البلد“

فيما أعلنت الدكتورة كوثر محمود، نقيب التمريض في مصر، عن إرسال الفيديو إلي وزير التعليم العالي، الدكتور خالد عبد الغفار، لاتخاذ إجراءات صارمة ضد هذا الطبيب غير المسؤول. وأكدت أنه سيتم تصعيد الأمر لرئاسة الجمهورية إذا لم يتم اتخاذ اللازم ضد الطبيب.

إجراءات عاجلة

من جانبه وجه الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور محمود المتيني رئيس جامعة عين شمس، بسرعة إحالة الواقعة للتحقيق الفوري، كما وجه الوزير بسرعة موافاته بتقرير لنتائج التحقيق في الواقعة التي أكد أنها تتنافى مع الأعراف والتقاليد الجامعية وأخلاقيات أعضاء هيئة التدريس.

وشدد الوزير على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بصون كرامة أعضاء هيئة التمريض والحفاظ عليها، مؤكدًا احترام وتقدير كافة أعضاء هيئة التمريض، لما لهم من دور وطني وإنساني راقي في دعم المنظومة الصحية. وفقًا لموقع “مصراوي“.

رد الطبيب المتهم

ومع انتشار الواقعة وردود الفعل الغاضبة بشأنها أدلى الطبيب المتهم بتصريحات صحفية حاول فيها تبرئة نفسه، وقال الدكتور عمرو خيري المنسوب إليه واقعة الفيديو، أن الجزء الأخير من الفيديو الخاص بإجبار الممرض على السجود للكلب مفبرك وليس حقيقيا.

وأشار في تصريحات لموقع “اليوم السابع” أن ما حدث هو واقعه ابتزاز يتعرض لها منذ أكثر من شهرين، موضحًا أنه تعرض لسرقة حساب الواتس آب الخاص به على يد هاكرز من أذربيجان، وما زالوا يساومونه لتقاضى مبالغ من المال.

وقال إنه الهاكرز استولوا على كل محتويات هاتفه المحمول من صور وفيديوهات، ووصل الأمر إلى الاستيلاء على صور لأشخاص من أفراد عائلته لمساومته عليها، مشيرًا إلى أنه يحتفظ بوثائق تؤكد ذلك.

كلام مفيش طفل بصدقه ….الفيديو واضح صوت وصورة …كان أولى بك الاعتذار وخلاص
طبيب واقعة الممرض: الفيديو هزار من 3 سنين وجزء السجود للكلب مفبرك لابتزازى – https://t.co/05p2bb3x3G

— د.محمد الدسوقى (@OFpSYS3pg3Y1nJ5) September 10, 2021

وأضاف أن الهاكرز فبركوا الجزء الأخير من الفيديو لمساومته على المال، مؤكدًا أن الواقعة الواردة في هذا الفيديو حدثت منذ 3 سنوات داخل أحد غرف الأطباء بأحد المستشفيات الخاصة، وكانت عبارة عن هزار ومزاح بين مجموعه من الأصدقاء الذين تجمعهم علاقة منذ أكثر من 30 سنة، وأن الشخص الذي يتواجد بالفيديو هو مساعد التمريض.

وجدد التأكيد على أن الفيديو مفبرك قائلًا إنه “لا يوجد شخص يدخل كلب إلى مستشفى”، وأعلن أنه بدأ في اتخاذ الإجراءات القانونية ضد من نشر الفيديو بتهمة التشهير والمساومة.

لكن عددًا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي رفضوا مزاعم الطبيب المتهم، قائلين إنه يكذب، والدليل على ذلك أنه قال إن الفيديو تم تصويره منذ 3 سنوات، رغم أنه في هذا الوقت لم تكن هناك جائحة كورونا، ولم تكن هناك كمامات كالتي يظهر بها الأشخاص في الفيديو.

وهو من تلات سنين كان فيه كمامات يا ثور من غير دوك https://t.co/JLxsJ1aJEU

— purple🟣 heart💜 (@PurpleHeartMoh) September 10, 2021

فيما علق الدكتور أسامة عبد الحي، أمين عام نقابة الأطباء المصريين علي الفيديو واصفًا إياه بأنه “مهين جدًا”. وفقًا لموقع “البوابة نيوز“.

وقال عبد الحي، في مداخلة هاتفية لبرنامج “يحدث في مصر”، علي فضائية “ام بي سي مصر”، إن الواقعة تعتبر تجاوزًا إداريًا كبيرًا، ولا يمكن أن يحدث في أي مكان عمل على الإطلاق، حتى لو كان علي سبيل الهزار أو المزاح.

وأكد أن ما حدث ليس تجاوزًا طبيًا أو خطأ فنيًا في العمل، والواقعة ليس لها علاقة بالطب، مطالبًا لجنة التحقيق والنيابة الإدارية باتخاذ كافة الإجراءات القانونية تجاه الواقعة.

جرائم الطبيب

وحول الجرائم التي ارتكبها الطبيب في الفيديو قال المحامي والخبير القانوني سامي البوادى إن الطبيب يواجه عدة جرائم تتمثل في ازدراء الأديان، والتعذيب، واستخدام سلطة في موضع مخالف للقانون، فضلاَ عن التصوير جبرًا بغير رضا الطرف الآخر، والنشر على مواقع التواصل الاجتماعي.

ووفقًا للقانون المصري، تتحقق جريمة “ازدراء الأديان” بوقوع الفعل المُجرّم، وتوافر النية بغض النظر عن تحقق الهدف المرجو من هذا الفعل من عدمه. وفقًا لموقع “اليوم السابع“.

وحول عقوبة الطبيب إذا ثبُتت عليه تهمة “ازدراء الأديان” قال البوادي إنه يُمكن تقديم “الطبيب” للمحاكمة، ووفقًا لقانون العقوبات المصري سيُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر ولا تجاوز 5 سنوات أو بغرامة لا تقل عن 500 جنيه ولا تتجاوز ألف جنيه.

كما يمكن أن يواجه عقوبة أشد تتضمن السجن لمدة ثلاث سنوات وبغرامة لا تقل عن ألف جنيه ولا تزيد عن 5 آلاف جنيه، وربما تصل العقوبة للسجن لمدة 7 سنوات، وفقًا لتقدير المحكمة.