أول عيد عمال في عهد بايدن.. مكاسب جديدة ودعم للحقوق والمكتسبات

تحتفل الولايات المتحدة اليوم الاثنين 6 سبتمبر بعيد العمال الـ139، والذي يوافق الاثنين الأول من شهر سبتمبر من كل عام، ويتم الاحتفال به منذ عام 1882.
ويأتي الاحتفال بهذه المناسبة هذا العام مختلفًا عن كل عام، فهو العام الأول للتعافي من التداعيات الكارثية لجائحة كورونا التي ألحقت ضررًا غير مسبوق بسوق العمل، فقضت على العديد من الوظائف وخلقت وظائف أخرى، ووضعت العالم لأول مرة أمام تجربة العمل عن بعد التي كانت خيالاً وأصبحت حقيقة.
كما تسببت الجائحة في تسريح الملايين من العمال بسبب ظروف الإغلاق والشلل الاقتصادي الذي أصاب العالم، ومن نجا من التسريح لم ينج من خفض راتبه وتراجع دخله، في وقت كان في أمس الحاجة للدخل للإنفاق على أسرته المحتمية بمنزلها من خطر الوباء وتوفير نفقات السكن والرعاية الصحية.
2021 هو أيضًا هو أول عام في ولاية الرئيس الجديد جو بايدن، والذي ورث عن سابقه ترامب تركة ثقيلة من المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والصحية، بينما جاء هو بأجندة طموحة تحمل العديد من الوعود للأمريكيين وفي القلب منهم العمال.
فقد أصبح بايدن ملزمًا بل ومهمومًا بمواجهة الجائحة من أجل تحسين إنعاش الاقتصاد وما يتبع ذلك من تحسين للوظائف وفرص العمل، وتحسين أحوال العمال والحفاظ على حقوقهم ومكتسباتهم التي حققوها على مدى 139 عامًا.
خطة بايدن
وفقًا لخطته التي تضمنها برنامجه الانتخابي يعتقد جو بايدن أن العمل الجاد والمهارة التي يتسم بها الشعب الأمريكي هي المحرك الأساسي لأكبر اقتصاد في العالم، وهذا يتطلب منا أن نظهر المزيد من الاحترام للعمال من النساء والرجال الذين يستيقظون كل يوم ويبذلون كل الجهد من أجل بناء هذا البلد والحفاظ عليه، كما يتطلب أن يكون لدينا ثقة أكبر في قدرتهم على مواجهة التحديات.
ويعلم بايدن أن الجائحة جعلت معدل البطالة في أمريكا أعلى مما كان عليه خلال فترة الركود العظيم، لقد فقد الملايين وظائفهم وأجورهم ورعايتهم الصحية، وخسر كثيرون أعمالهم التجارية الصغيرة التي بدأوها، دون أي خطأ من جانبهم.
ويدرك أيضًا أنه حتى قبل الوباء كانت هناك العديد من الأوضاع غير المقبولة، فقد كان يتم مكافأة ومناصرة أصحاب الثروة والشركات على حساب العمال، وكانت عائلات كثيرة تكافح من أجل تغطية نفقاتها، فيما كان الكثير من الآباء قلقين بشأن المستقبل الاقتصادي لأطفالهم، كما لم يتم الترحيب مطلقًا بالأمريكيين السود واللاتينيين والأمريكيين الأصليين والمهاجرين والنساء كمشاركين كاملين في الاقتصاد.
لذا تعهد بايدن بإعادة بناء اقتصاد جديد لعائلاتنا والجيل القادم، اقتصاد أكثر حيوية وقوة وأكثر مساواة، يتمتع فيه كل أمريكي بعائد عادل لعمله وفرصة متساوية للمضي قدمًا.

وتقوم خطة بايدن على خلق ملايين الوظائف ذات الأجور الجيدة، وإعطاء الأسر العاملة في أمريكا الأدوات والخيارات، والحرية التي يحتاجونها من أجل إعادة البناء بشكل أفضل.
ترتكز خطة بايدن في هذا المجال على التعامل مع الوباء أولًا للقضاء عليه وإصلاح ما أفسده. فالرئيس الجديد يدرك أن لن يمكنه حل أزمة الوظائف ومشاكل العمال دون حل أزمة الصحة العامة.
لذلك وضع بايدن إستراتيجية شاملة للسيطرة على الوباء وإعادة فتح الاقتصاد بشكل فعال – وهو نهج من شأنه حماية صحة وسلامة الشعب الأمريكي وتعزيز النشاط الاقتصادي.
كما يسعى بايدن إلى توفير مزيد من الإغاثة الفورية للعائلات العاملة والشركات الصغيرة، وذلك من خلال تزويد حكومات الولايات والحكومات المحلية بالمساعدات التي تحتاجها حتى لا يتم تسريح المعلمين ورجال الإطفاء والعاملين الأساسيين الآخرين، وتمديد تأمين إعانات البطالة للعاطلين عن العمل والمتضررين من أزمة كورونا، وكذلك تقديم حزمة مساعدات للشركات ورجال الأعمال للحفاظ على استمرار أعماله والحفاظ على العمال وحقوقهم.
كما تستهدف خطة بايدن دعم التصنيع والابتكار المحلي وبناء قاعدة صناعية قوية وسلاسل توريد تقودها الشركات الصغيرة للاحتفاظ بالملايين من الوظائف النقابية ذات الأجور الجيدة في التصنيع والتكنولوجيا في جميع أنحاء البلاد.
كما تستهدف الاستثمار في بنية تحتية حديثة ومستدامة ومحركات نمو مستدامة، وتقديم مقترحات محدثة لمواجهة أزمة المناخ، وبناء اقتصاد للطاقة النظيفة، مما سيخلق أيضًا الملايين من الوظائف النقابية ذات الأجر الجيد .
ويؤمن بايدن بأن إعادة البناء بشكل أفضل يعني عقدًا اجتماعيًا جديدًا يعامل العمال الأمريكيين والأسر العاملة على أنهم ضروريين في جميع الأوقات، وليس فقط في أوقات الأزمات فقط، وأن من حقهم الحصول على أجور أعلى ومزايا أقوى وأماكن عمل عادلة وآمنة.
من اجل تحقيق ذلك يسعى بايدن لمنح العمال أجرًا لائقًا، لا يقل عن 15 دولارًا في الساعة، وأن ينهي الحد الأدنى للأجور للأشخاص ذوي الإعاقة، ومنحهم مزايا قوية حتى يتمكنوا من العيش بأمان.
كما يسعى إلى مكافحة التمييز والتحرش في مكان العمل، وتمرير قانون عدالة الرواتب كخطوة تالية في الجهود المبذولة لضمان حصول المرأة على أجر متساوٍ مقابل العمل المتساوي. والحفاظ على حق العامل في الحصول على أجازة عائلية ومرضية مدفوعة الأجر، وضمان حصول كل أمريكي على رعاية صحية جيدة وبأسعار معقولة.
كما سيضمن بايدن أن تدفع الشركات الأمريكية نصيبها العادل من الضرائب، وأن تضع عمالها ومجتمعاتها في المرتبة الأولى بدلاً من المساهمين فيها، وأن تحترم قوة عمالها وصوتهم في مكان العمل.
وسيساعد بايدن الشركات الصغيرة على التعامل مع الوباء والتعافي، حتى يتمكن الملايين من رواد الأعمال من الوقوف على أقدامهم ودفع الاقتصاد الأمريكي إلى الأمام.

مكاسب جديدة للعمال
سعى بايدن منذ اليوم الأول إلى تنفيذ أجندته ووعوده للعمال، فأصدر أمرًا تنفيذيا يرفع بموجبه الحد الأدنى للأجور للعمال الفيدراليين إلى 15 دولارا للساعة. وجاءت هذه الخطوة بعد رفض الكونجرس تمرير بند رفع الحد الأدنى للأجور ضمن حزمة الإنقاذ الاقتصادية، حتى يضمن بها رفع الحد الأدنى للأجور لمئات الآلاف من العمال الفيدراليين.
كما أصدر بايدن أمرًا تنفيذيًا آخر لإنشاء فريق عمل بالبيت الأبيض من شأنه تعزيز النقابات وتنظيم العمال تترأسه نائبته كامالا هاريس، مما اعتبره كثيرون محاولة مهمة لاستخدام موارد الحكومة الفيدرالية للمساعدة في وقف تراجع عضوية النقابات في البلاد.
ومنذ دخوله البيت الأبيض، أطاح بايدن بعدد من المسؤولين الحكوميين الذين وصفتهم النقابات بأنهم معادون للعمال، وألغى العديد من قرارات سلفه دونالد ترامب التي تضر بحقوق العمال، حتى إنه ظهر في مقطع فيديو خلال زيارته منشأة لشركة أمازون في ولاية ألاباما في مارس الماضي، يلمح فيه إلى العمال لتشكيل نقابة.
في الإطار نفسه اختار بايدن أن يروّج لخطته التاريخية للبنى التحتية البالغة كلفتها 3.5 تريليون دولار من معقل للعمال الأمريكيين، حيث وقف في منشأة للتصليح والتخزين تابعة للبلدية في بلدة لاكروس التي يقطنها العمال في ويسكونسن، وبدأ يروج لخطته التي يراهن عليها في إصلاح الاقتصاد وخلق المزيد من الوظائف، مشيرا إلى أن احتياجات أمريكا تبدأ من الجسور وتصل إلى تحسين الإنترنت.
وفي خطاب ألقاه أمام جلسة مشتركة للكونجرس، بمناسبة مرور 100 يوم على توليه الرئاسة، وضع بايدن أجندة وصفت بأنها مؤيدة للعمال وتسعى إلى الوفاء بالوعود والتعهدات التي قطعها في حملته للبيت الأبيض.
حيث دعا بايدن في خطابه إلى إقرار خطة الوظائف الأمريكية المقترنة بزيادة ضرائب الشركات، ورفع الحد الأدنى للأجور إلى 15 دولارًا في الساعة، والموافقة على تشريع يدعم المساواة في حق الدفع والحق في تكوين نقابات.
وفي مارس الماضي وقع بايدن مشروع قانون لخطة مساعدات اقتصادية بقيمة 1.9 تريليون دولار، بهدف إلى مساعدة الأمريكيين المتضررين من جائحة كورونا. وتضمن وتضمن مشروع القانون تقديم دعم مالي مباشر بقيمة 1400 دولار، وتمديد إعانات البطالة، وإعفاءات ضريبية للأطفال لانتشال الملايين من الفقر.
ودافع بايدن مؤخرًا عن نفسه في مواجهة منتقدين يقولون إن توسيع إعانات البطالة في ظل هذا القانون الذي أصدره يجعل الأمريكيين يحجمون عن قبول وظائف جديدة.
ووفقًا لـ”رويترز” فقد قال بايدن: “إذا كنت تتلقى إعانة بطالة وعرضت عليك وظيفة مناسبة، فلا يمكنك أن ترفض تلك الوظيفة وتستمر في الحصول على إعانة البطالة”.
وأكد أن إدارته تسير في الاتجاه الصحيح فيما يتعلق بالنمو الاقتصادي، مضيفا أن الولايات المتحدة ستشهد في الأشهر القادمة أسرع نمو اقتصادي عرفته البلاد في 40 عامًا.

تحسن مؤشرات الاقتصاد والوظائف
تشير المؤشرات والبيانات الحديثة أن خطة بايدن للتعافي الاقتصادي وتحسين سوق العمل وأحوال العمال بدأت تؤتي ثمارها خاصة مع تحقيق مؤشرات اقتصادية جيدة وتحقيق أدنى معدل بطالة منذ بداية الوباء واستمرار إضافة آلاف الوظائف كل شهر.
وفي هذا الإطار أفاد مكتب إحصاءات العمل أن الاقتصاد الأمريكي أضاف 235 ألف وظيفة في شهر أغسطس الماضي، وكان معدل البطالة 5.2 في المائة، بانخفاض عن 5.4 في المائة في يوليو، مع متوسط نمو بلغ 750 ألفًا في الأشهر الثلاثة الماضية، وهو أدنى معدل بطالة منذ بدء الوباء.
وبهذه المناسبة غرد الرئيس بايدن قائلًا: “لقد قمنا بإضافة متوسط 750 ألف وظيفة شهريًا على مدار الأشهر الثلاثة الماضية. إجمالي فرص العمل التي تم خلقها خلال فترة رئاستي تساوي ضعف ما تحقق في عهد أي رئيس سابق.. خطة بايدن تعمل.. ونحن نحصل على النتائج”.
We have been adding an average of 750k jobs per month for the last 3 months. Total job creation during my presidency is nearly double that of any previous president.
The Biden plan is working. We are getting results.
— President Biden (@POTUS) September 3, 2021
كما أشاد بايدن بتحسن الاقتصاد وغرد قائلًا: “نما اقتصادنا في النصف الأول من العام بأسرع معدل منذ حوالي 40 عامًا، وعلى الرغم من تأثير متغير دلتا، فإن ما نراه هو انتعاش اقتصادي قوي ودائم.. أمريكا تتقدم مرة أخرى”.
Our economy grew in the first half of the year at the fastest rate in about 40 years. Despite the impact of the Delta variant, what we are seeing is a strong and durable economic recovery.
America is on the move again.
— President Biden (@POTUS) September 4, 2021
وأوضحت وزارة العمل على موقعها الرسمي بعض الجهود التي بذلتها إدارة بايدن من أجل تحسين أوضاع العمال، مشيرة إلى أنه بفضل قانون خطة الإنقاذ الأمريكية، شهدنا نموًا في الوظائف، وزيادة في الاستقرار للشركات والعائلات والمجتمعات.
وقالت إننا بينما نتطلع إلى المستقبل، لدينا الكثير لنكون متفائلين بشأنه، فقد تم إضافة 4.5 مليون وظيفة إلى الاقتصاد منذ تولى الرئيس بايدن منصبه، وتم استرداد 148 مليون دولار من الأجور المتأخرة من خلال تقسيم الأجور والساعات بين 20 يناير 2021 و27 أغسطس 2021، وتم أيضًا استثمار 2.8 مليار دولار في خدمات التدريب والتوظيف للعمال الأمريكيين منذ 20 يناير 2021.
كما تم إلغاء قواعد سابقة وإصدار قواعد جديدة من أجل تحسين صحة العمال وسلامتهم وأمنهم الاقتصادي، ونحن ملتزمون بتمكين ودعم العمال في كل نوع من الوظائف وفي كل مرحلة من مراحل الحياة. ونركز على بناء مستقبل يتمتع فيه كل فرد بإمكانية الوصول إلى وظائف آمنة ودفع أجر عادل وخالي من التمييز. نحن نمكّن العمال من شغل مقعد على الطاولة وأن يكون لهم رأي في عملهم، ونشجع أصحاب العمل على خلق فرص جديدة.
ونحن ملتزمون بضمان ألا يؤدي فقدان الوظيفة إلى فقدان الرفاهية المالية. وهذا يعني التأكد من أن كل شخص يمكنه الادخار للتقاعد، والحصول على الرعاية الصحية، وأنه إذا حدث خطأ ما، فإنهم يحصلون على الدعم الذي يحتاجون إليه للتغلب عليه.
شكرًا لعمالنا
من جانبه تقدم وزير العمل، مارتن والش، بالتهنئة للعمال الأمريكيين بمناسبة عيدهم، وقال إن إدارة بايدن لا تظهر فقط تقديرها للعمال، بل تلتزم بتحويل هذا التقدير إلى عمل من خلال تحسين حياة جميع العمال في أمريكا.

وأضاف: “نحن في وزارة العمل، نغتنم هذه الفرصة لتمكين جميع العمال وتقديم الرعاية لهم، وبناء قوة عاملة أكثر شمولاً، وضمان تمتع جميع العمال بالصحة والأمان المالي، من خلال الاستمرار في تلقيح الناس، وخلق وظائف جيدة من خلال قانون البنية التحتية، والاستثمار في موظفينا من خلال أجندة الرئيس لإعادة البناء بشكل أفضل، لدينا فرصة هائلة في عيد العمال لتعزيز العدالة والازدهار للعاملين”.
وتابع: “لقد وصلنا إلى ثاني عيد عمال في زمن الوباء المستمر وقد أحرزنا تقدمًا كبيرًا، ونحن نشكر العمال الذين تحملونا إلى هذا الحد، مع تحملهم لخطر شخصي كبير”
وقال والش: “في عيد العمال هذا، نفكر في ما يعنيه تكريم تضحيات الملايين من العمال الأساسيين وعائلاتهم. من حيث الجهود الهائلة التي بذلوها لدعمنا جميعًا. نحن نقر بأن العديد من العمال والأسر على الخطوط الأمامية للوباء هم من بين أقل الأجور والأكثر ضعفا. إن قول “شكرًا” هو الشيء الصحيح الذي يجب فعله، لكنه لا يكفي حقًا للاعتراف بمساهماتهم. إن إخبارهم بأنهم “أبطال”، وهم بلا شك كذلك، لا يفعل شيئًا لتحسين وضعهم. ولتكريم هؤلاء وجميع العمال بشكل صحيح ، نجدد اليوم التزامنا ببناء اقتصاد وسوق عمل أكثر عدلاً وإنصافًا، وخلق الفرص للجميع”.
وأضاف: “سنظل ملتزمين بتلبية احتياجات الرعاية للعمال وأسرهم بطرق تسمح لهم بالازدهار في وظائفهم. سنقوم ببناء قوة عاملة حديثة وشاملة – لضمان حصول العمال على وظائف جيدة وفرص للتقدم ومقاعد على الطاولة، لن تدمر الأزمات رفاهية الأسرة، حيث يمكنك الحصول على الرعاية الصحية، والعثور على الدعم للتحولات في حياتك المهنية والتقاعد بكرامة”.
واختتم قائلًا: ” في وزارة العمل، نريد أن تتحسن الأمور.. سنقف جنبًا إلى جنب مع العمال في بناء مستقبل يعمل من أجل الجميع، مع اقتصاد أقوى، وعمل من أجل كل ما هو أكثر ازدهارًا وعدلاً مما كنا نتخيله”
تاريخ عيد العمال
تم الاحتفال بأول عيد للعمال في البلاد عام 1882، وأصبح يوم عطلة رسمية فيدرالية عام 1894. ويصادف العيد أول يوم اثنين من شهر سبتمبر، لكن الاحتفال به يستمر لعدة أيام بالنزهات والاستعراضات وما هو أكثر من ذلك.

وفي تقرير لها بهذه المناسبة ألقت وزارة العمل الضوء على تاريخ عيد العمال في أمريكا، مشيرة إلى أنه احتفال سنوي بالإنجازات الاجتماعية والاقتصادية للعمال الأمريكيين.
,تعود جذور هذه المناسبة إلى أواخر القرن التاسع عش ، عندما ضغط النشطاء العماليون من أجل الحصول على عطلة فيدرالية للاعتراف بالمساهمات العديدة التي قدمها العمال من أجل تحقيق قوة أمريكا وازدهارها ورفاهيتها.
وقبل أن يكون يوم عطلة فيدرالية، تم الاعتراف بعيد العمال من قبل النشطاء العماليين والولايات الفردية. وبعد إصدار المراسيم البلدية في عامي 1885 و1886، تطورت حركة تطالب بإقرار تشريعات تقر هذه المناسبة.
وكانت نيويورك أول ولاية تقدم مشروع قانون في هذا الشأن، لكن أوريغون كانت أول ولاية أقرت قانونًا يعترف بعيد العمال، وذلك في 21 فبراير 1887.
وخلال عام 1887 أصدرت أربع ولايات أخرى، هي كولورادو وماساتشوستس ونيوجيرسي ونيويورك، قوانين تنشئ عطلة عيد العمال.
وبحلول نهاية العقد، حذت ولايات كناتيكت ونبراسكا وبنسلفانيا حذوهم. وبحلول عام 1894، تبنت 23 ولاية أخرى العطلة، وفي 28 يونيو 1894، أقر الكونجرس قانونًا يجعل أول يوم اثنين من شهر سبتمبر من كل عام عطلة قانونية.

من أسس عيد العمال؟
وحول من هو أول من اقترح عطلة عيد العمال، يقول التقرير إن هذا الأمر ليس واضحًا، فهناك بعض السجلات تشير إلى أن النجار بيتر ماكغواير Peter J. McGuire كان أول من اقترحه في عام 1882، بينما يعتقد الكثيرون أن الميكانيكي ماثيو ماغواير Matthew Maguire وليس بيتر هو من أسس العطلة.
وتدعم الأبحاث الحديثة الزعم القائل بأن ماثيو ماغواير، الذي أصبح لاحقًا السكرتير المحلي رقم 344 للرابطة الدولية للميكانيكيين في باترسون بنيو جيرسي، هو من اقترح العطلة في عام 1882، وذلك أثناء عمله سكرتيرًا لاتحاد العمل المركزي في نيويورك.

ووفقًا لجمعية نيو جيرسي التاريخية، فإنه بعد أن وقع الرئيس كليفلاند على قانون إنشاء يوم وطني للعمال، نشرت صحيفة باترسون مورنينج كول مقال رأي جاء فيه أن “قلم الهدايا التذكارية يجب أن يذهب إلى ألدرمان ماثيو ماغواير في هذه المدينة، لأنه أول من نادى بعيد العمال كعطلة “.
لكن الثابت أن كلا من Maguire وMcGuire حضرا أول عرض لعيد العمال في مدينة نيويورك في ذلك العام.
عيد العمال الأول

تم الاحتفال بأول عطلة عيد العمال في أمريكا يوم الثلاثاء 5 سبتمبر 1882 في مدينة نيويورك، وفقًا لما قرره اتحاد العمال المركزي، وأقر الاتحاد العمالي المركزي إجازته الثانية لعيد العمال بعد عام واحد فقط، في 5 سبتمبر 1883.
وبحلول عام 1894، تبنت 23 ولاية أخرى العطلة، وفي 28 يونيو 1894، وقع الرئيس جروفر كليفلاند قانونًا يجعل أول يوم اثنين من سبتمبر كل عام عطلة وطنية.
احتفالات وطنية

يحتفل العديد من الأمريكيين بعيد العمال من خلال المسيرات والنزهات والحفلات، وهي احتفالات شبيهة بتلك التي حددها الاقتراح الأول لعطلة عيد العمال، والذي اقترح أنه يجب الاحتفال باليوم من خلال موكب يجوب الشارع لإظهار “قوة وروح العمل الجماعي التي تتمتع بها المنظمات التجارية والعمالية، يليها مهرجان للترفيه والتسلية للعمال وأسرهم. وقد أصبح هذا بالفعل هو نمط الاحتفالات بعيد العمال.
وفيما بعد شهدت احتفالات عيد العمال تقديم خطب لرجال ونساء بارزين، حيث تم التركيز بشكل أكبر على الأهمية الاقتصادية والاجتماعة للعطلة.
وفي وقت لاحق، وبقرار من الاتحاد الأمريكي لاتفاقية العمل لعام 1909، تم اعتماد يوم الأحد السابق ليوم العمال باعتباره أحد العمال، والمخصص للجوانب الروحية والتعليمية للحركة العمالية.