بايدن: أنهيت أطول حروب أمريكا وآن الأوان لوقف تعريض جنودنا للخطر

في حديثه بعد يوم واحد من مغادرة آخر فرد من القوات الأمريكية لأفغانستان، لتنتهي أطول حرب أمريكية خارجية، دافع الرئيس جو بايدن، اليوم الثلاثاء، بقوة عن قراره بإنهاء التدخل العسكري في أفغانستان، واصفا إياه بأنه “القرار الصحيح والحكيم”، وأنه “القرار الأفضل لأمريكا”.
وقال بايدن في تصريحاته من البيت الأبيض: “لن أمدد هذه الحرب إلى الأبد، ولم أمدد خروجنا من هناك إلى الأبد”، وفي رده على أولئك الذين يدافعون عن بقاء قوة صغيرة في أفغانستان، قال: “لا توجد مخاطرة منخفضة أو تكلفة منخفضة لأي حرب”، وفقًا لما نشره موقع “NPR“.
وقال بايدن إن البعثات الأمريكية في الخارج يجب أن يكون لها “أهداف واضحة قابلة للتحقيق وتظل مركزة بشكل واضح على مصالح الأمن القومي الأساسية للولايات المتحدة”.
ودافع بايدن أيضًا عن عمليات الإجلاء التي تعرضت لانتقادات شديدة، وقال إن الولايات المتحدة ملتزمة بمواصلة مساعدة الأمريكيين والأفغان على مغادرة أفغانستان.
Let me be clear: We will continue to support the Afghan people through diplomacy, international influence, and humanitarian aid.
We will continue to speak out for basic rights of the Afghan people — especially women and girls — as we do around the world.
— President Biden (@POTUS) August 31, 2021
تكاليف باهظة
كما فعل سابقًا، رسم بايدن قرار مغادرة أفغانستان كخيار ثنائي – إما الاستمرار إلى أجل غير مسمى في الحرب التي استمرت 20 عامًا بتكلفة إضافية للأرواح والموارد، أو إنهاء التدخل كما كان مخططًا له.
قال بايدن إن أمريكا حققت هدفها الأصلي في أفغانستان قبل عقد من الزمان من خلال مطاردة أسامة بن لادن، زعيم القاعدة والعقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر، لكنها بقيت عقدًا آخر، وأضاف أن التهديد الإرهابي انتشر منذ ذلك الحين، وستواصل أمريكا حربها ضده، لكنه أضاف: “لسنا بحاجة لخوض حرب برية للقيام بذلك”.
قُتِلَ قرابة 2500 جندي أمريكي خلال الحرب التي استمرت 20 عامًا في أفغانستان والتي كلفت مئات المليارات من الدولارات، وفي تصريحاته؛ أشار بايدن إلى تكاليف الحرب التي تكبدتها أمريكا – تقدر بنحو 300 مليون دولار في اليوم – بالإضافة إلى التكاليف البشرية للمحاربين القدامى وعائلاتهم – بما في ذلك 18 من قدامى المحاربين الأمريكيين الذين يموتون منتحرين كل يوم.
كما دافع بايدن عن قرار مغادرة أفغانستان بحلول الموعد النهائي الذي فرضه بنفسه في 31 أغسطس، وقال إن ذلك “لم يكن تعسفيًا، لكنه تم التخطيط له لإنقاذ حياة الأمريكيين”، وفقًا لما نشرته “بلومبيرج“.
وقال بايدن إن ما بين 100 إلى 200 أمريكي ما زالوا في أفغانستان، “مع وجود نية ما للمغادرة”، وأضاف أن معظمهم “مزدوجو الجنسية ومقيمون منذ فترة طويلة قرروا البقاء في وقت سابق بسبب جذورهم العائلية في أفغانستان”.
قال بايدن إن “المحصلة النهائية هي أن 90٪ من الأمريكيين في أفغانستان الذين أرادوا المغادرة كانوا قادرين على المغادرة، وبالنسبة لأولئك الأمريكيين الباقين، ليس هناك موعد نهائي لمغادرتهم، لكننا سنظل ملتزمين بإخراجهم إذا أرادوا الخروج”.
وقال بايدن إن الإدارة تواصلت منذ مارس 19 مرة مع الأمريكيين في أفغانستان بتحذيرات متعددة وعرض مساعدتهم على المغادرة، مشيدًا في الوقت ذاته بأعضاء الخدمة والدبلوماسيين الذين عملوا على إجلاء أكثر من 120 ألف شخص من أفغانستان في الأسابيع الأخيرة، واصفا ذلك بـ “نجاح غير عادي”.
Last night in Kabul, the United States ended 20 years of war in Afghanistan. The longest war in our history.
We completed one of the biggest airlifts in history — with more than 120,000 people evacuated to safety.
No nation has ever done anything like it.
— President Biden (@POTUS) August 31, 2021
انتقادات متعددة
يُذكر ان هناك رد فعل عنيف من الحزبين؛ الجمهوري والديمقراطي، حول كيفية تعامل بايدن مع الانسحاب من أفغانستان، فقد قال السناتور بن ساسي في بيان “الرئيس اتخذ قرارا لا يمكن تبريره أخلاقيا بترك الأمريكيين وراءه”، وتابع: “عسى ألا ينسى التاريخ ما حدث”.
وقالت رونا مكدانيل، رئيسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، في بيان بعد تصريحات بايدن: “تخلى جو بايدن عن الأمريكيين في أفغانستان لأشهر، بايدن ونائبته وعدا بأن الانسحاب من أفغانستان لن يكون فوضويًا، لقد كانا مخطئين”.