أخبارأخبار العالم العربي

أكثر من 100 قتيل وجريح جراء انفجار هائل في لبنان

في مشهد أعاد للأذهان انفجار مرفأ بيروت، وقع انفجار هائل في خزان بنزين في بلدة التليل- عكار بلبنان فجر اليوم، مما أدى سقوط 27 قتيلًا وإصابة 79 شخصًا، وفقًا لآخر إحصاءات وزارة الصحة اللبنانية.

وأفادت الوزارة بأنه تم نقل الضحايا والمصابين إلى عدة مستشفيات، مشيرة إلى أن بعض المصابين في حال حرجة للغاية جراء الحروق الكبيرة التي أصيبوا بها، وتم توجيه نداءات استغاثة للتبرع بالدم في مستشفيات المنطقة  لمساعدة المصابين.

فيما جرت عملية بحث عن مفقودين محتملين في محيط الانفجار قامت بها عناصر من الجيش والصليب الأحمر، والدفاع المدني، وجهاز الطوارئ والإغاثة في طرابلس والأهالي. ووصف الانفجار بأنه الأكثر دموية في البلاد منذ انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020.

أسباب الانفجار

ووفقًا للوكالة الوطنية للإعلام لا تزال ظروف وملابسات حدوث الانفجار غير واضحة، وبانتظار نتائج التحقيقات، والاستماع إلى إفادات المصابين الذين كانوا متجمعين حول الخزان لتعبئة البنزين من هذا المخزن الذي تم العثور عليه أمس.

وكان محتجون على أزمة نقص الوقود بالمنطقة يدعون “ثوار عكار” قد عثروا على مخزن كبير مموه، ويحتوي على كميات كبيرة من مادتي المازوت والبنزين في خراج بلدة التليل، حيث داهموه وتحققوا من الكميات الكبيرة المخزنة فيه في أماكن متعددة.

وتم إبلاغ الجيش بالواقعة والذي حضرت دورية منه إلى المكان، وباشرت التحقيقات لمعرفة الكميات التي عثر عليها، ولمن يعود هذا الموقع المموه.

وبعد مغادرة الجيش المكان ليلا حصل تدافع كبير من قبل أبناء المنطقة لتعبئة ما تبقى من البنزين في الخزان، حيث حصل الانفجار.

وقال بيان صادر عن الجيش اللبناني أنه قرابة الثانية فجر أمس، انفجر خزان وقود داخل قطعة أرض تستخدم لتخزين البحص في بلدة التليل- عكار كان قد صادره الجيش لتوزيع ما في داخله على المواطنين، مما أدى إلى سقوط عدد من الإصابات بين مدنيين وعسكريين.

وأوضح البيان أن حصيلة الخسائر النهائية في صفوف العسكريين بالحادث بلغت 24 عنصرًا توفي منهم عنصرين، و11 عنصرا حالتهم حرجة، و4 عناصر مفقودين، إضافة إلى 7 عناصر إصاباتهم طفيفة تمت معالجتهم وغادروا المستشفيات.

وأكد بيان الجيش أن دورية من مديرية المخابرات أوقفت المدعو (ج.أ) قيد التحقيق، وهو صاحب قطعة الأرض التي انفجر فيها خزان الوقود

بينما قام أهالي المنطقة الغاضبون والمتجمعون في بلدة التليل، باقتحام منزل صاحب الأرض وقاموا بإحراقه، بعدما غادره الجيش.

من جهتها، أعلنت رئاسة الوزراء اللبنانية حدادًا وطنيًا على الضحايا، غدًا الاثنين، وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب إن ما حدث في بلدة التليل في عكار هو مأساة إنسانية تسبب بها الفساد الذي بدأ ينهش الكرامة الإنسانية بعد أن قضى على مقدرات الوطن. لقد آن الأوان ليقظة ضمير تنقذ اللبنانيين من تداعيات الارتطام الكبير الذي لطالما حذرنا من مخاطره المخيفة.

فيما أكد الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة، نجيب ميقاتي، في بيان له أن “ليل عكار الحزين أدمى قلوبنا جميعًا على أبرياء سقطوا ضحية طمع من استغلوا أزمة المحروقات ليحققوا أرباحًا غير مشروعة ويحرموا الناس من أبسط حقوقهم”.

وقال إن “ما حصل يستصرخ ضمائر الجميع للتعاون لإنقاذ اللبنانيين مما هم غارقون فيه من ويلات ونكبات وإهمال. وإننا عازمون على المضي في العمل الدؤوب كي لا تبقى عكار لقمة سائغة للمحتكرين وأصحاب الأطماع. رحم الله الضحايا ودعاؤنا إلى الله أن يشفي الجرحى، ويبعد عن لبنان واللبنانيين المصائب والويلات”.

الحريري وعون

من جانبه غرد رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري عبر حسابه على تويتر قائلًا: “مجزرة ‎عكار لا تختلف عن مجزرة ‎المرفأ. ما حصل في الجريمتين لو كان هناك دولة تحترم الإنسان لاستقال مسؤولوها، بدءًا برئيس الجمهورية إلى آخر مسؤول عن هذا الإهمال.. طفح الكيل.. حياة اللبنانيين وأمنهم أولوية الأولويات”.

وفي تغريدة أخرى دعا الحريري الرئيس عون إلى الاستقالة قائلًا:”احتراما لدماء الشهداء وأهاليهم وللجرحى الذين نتمنى لهم الشفاء العاجل ولأهل عكار الذين يراهم رئيس الجمهورية ميشال عون، وسيلة للفلتان والفوضى، ونراهم نحن عنوانًا للكرامة والوطنية، اكتفي بتوجيه كلمتين لفخامة الرئيس وصهره لأقول: ارحل الآن واحفظ لآخرتك بعض الكرامة، لأنك لن تجد قريبا سفارة تأويك وطائرة تنقلك فوق أجنحة الهروب من لعنة التاريخ”.

 

من جانبه أعرب الرئيس اللبناني ميشال عون عن ألمه الشديد على ضحايا انفجار خزان المحروقات في بلدة التليل بمنطقة عكار، والذي أودى بحياة عشرات الضحايا البريئة، متمنياً الشفاء العاجل للجرحى

وطلب الرئيس استنفار القوى والأجهزة الأمنية والصحية في المنطقة لمكافحة الحريق والعمل لنقل المصابين إلى المستشفيات والمراكز الصحية وتقديم الإسعافات لهم على حساب وزارة الصحة.

كما طلب عون طلب من القضاء المختص إجراء التحقيقات اللازمة لكشف الملابسات التي أدت إلى وقوع الانفجار، كما وشدد على تكثيف البحث للتأكد من عدم وجود مفقودين

وحذر الرئيس اللبناني يحذر من تسييس المأساة التي وقعت في التليل واستغلال دماء الشهداء لرفع شعارات، وإطلاق دعوات تكشف بوضوح نوايا مطلقيها وضلوعهم بمخططات هدفها الإساءة إلى النظام ومؤسساته، ودعا لإظهار أقصى درجات التضامن في هذه الظروف الصعبة، والتعالي على الجراح والانقسامات.

وقال الرئيس عون إن الأزمات التي نمر بها وما ينجم عنها، يحثّنا جميعاً على عدم التهرّب من المسؤوليات الأخلاقية والإنسانية والدستورية التي تحتّم علينا اتّخاذ ما يلزم من تدابير لمواجهتها.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين