أخبار العالم العربيالراديو

جيرالد فيرستين: بايدن أخطأ في تقييد الرد السعودي على هجمات الحوثيين

ترجمة: فرح صفي الدين– بعد توليه منصبه في يناير الماضي، دعا الرئيس جو بايدن السعوديين إلى الحد من الرد العسكري على هجمات الحوثيين، حيث اعتقد أن ذلك سيشجعهم على الدخول في المفاوضات لإنهاء الأزمة في اليمن.

لكن السفير الأمريكي السابق لدى اليمن، جيرالد فيرستين، كان له وجهة نظر أخرى، فقد أوضح خلال لقائه مع الصحفي المخضرم راي حنانيا، في برنامجه The Ray Hanania Show، أن العنف الذي يمارسه الحوثيون ودعم إيران لهم أكد أن استراتيجية الرد التي تبنتها السعودية منذ البداية، لإجبارهم على إنهاء هجماتهم على أراضيها، كانت هي السبيل الوحيد لإنهاء تلك الهجمات.

وأشار إلى أنه رغم تقييد الرد السعودي، والحد من العمليات العسكرية ضد جماعة الحوثي، إلا أن الجماعة المدعومة من إيران قامت بتوسيع حملتها العسكرية واستهدفت مدينة مأرب وميناء الحديدة.

وشغل فيرستين منصب سفير الولايات المتحدة لدى اليمن في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، من سبتمبر 2010 إلى أكتوبر 2013، كما شغل منصب نائب رئيس معهد الشرق الأوسط حتى عام 2016.

تغيير جذري

وخلال اللقاء قال السيد فيرستين إن إنهاء الأزمة في اليمن يتطلب من إدارة الرئيس بايدن اتخاذ موقف “أكثر تشددًا” في التعامل مع هذا الملف، والتأكيد على أنه لا يمكن للحوثيين “تحقيق نصر عسكري”.

وأكد أن الحوثيين رفضوا مبادرة السعودية والأمم المتحدة لوقف إطلاق النار الشامل، حيث حاولت الأمم المتحدة منذ عدة أشهر التفاوض على ما أسمته بـ “الإعلان المشترك”، والذي تضمن عددًا من النقاط التي طالب بها الحوثيون، بما في ذلك إعادة فتح مطار صنعاء؛ ورفع الحصار عن ميناء الحديدة، لكنهم في المقابل لم يتعاونوا فيما يتعلق بوقف العمليات العسكرية والعودة إلى طاولة المفاوضات، على حد قوله.

وأضاف: “من المؤكد أن رد فعل الحوثيين على هذه المبادرة قد أوضح أنهم غير مستعدين لوقف إطلاق النار”. مشيرًا إلى أن الاستراتيجية التي كانت تطبقها السعودية “هي الحل الأصوب والأكثر فاعلية”.

وطالب فيرستين ببذل مزيد من الجهود الأمريكية والسعودية لمنع تقدم الحوثيين في مأرب والحديدة، قائلًا “إن الحوثيين سعوا للسيطرة على الحديدة على الرغم من جهود إدارة بايدن لكبح ردود الفعل السعودية على عدوانهم”

وأضاف: “هناك مخاوف من تمكن الحوثيين من السيطرة على محافظة مأرب، والتي تعتبر من أكبر مصادر النفط والغاز في اليمن، كما أنها موطن لأكثر من مليون يمني نازح، فروا إلى من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون إلى تلك التي لا تزال تحت سيطرة الحكومة”.

وتابع: “إذا نجح الحوثيون في السيطرة على الحديدة، فسيؤدي ذلك إلى تغيير جذري في التوازن داخل اليمن، ويجعل تحقيق أي نوع من الاتفاق السياسي أكثر صعوبة.”

وأكد أن الحل يكمن في تعزيز التواصل مع بعض العناصر داخل جماعة الحوثيين الذين يريدون التفاوض والتعاون مع الأمم المتحدة من أجل الوصول إلى حل وسط.

نهجٌ مختلف

وقال السفير الأمريكي السابق لدى اليمن إن الرئيس بايدن سعى لمنح فرص للتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق سلام من خلال الأمم المتحدة، وكان الرد من الحوثيين أنهم قاموا بتكثيف هجماتهم سواء بالطائرات المسيّرة أو الصواريخ، التي استهدفت أهدافًا مدنية داخل السعودية. واستخدموا وسائل إعلامهم الخاصة “لإلقاء اللوم على السعوديين”، مشيرًا إلى أن ذلك كان سببًا رئيسيًا في تغيير سياسة الرئيس بايدن تجاه ذلك الملف.

وأوضح فيرستين أن واشنطن والرأي العام في الغرب كانوا يعتقدون أن وقف الرد السعودي على الهجمات، وإخراج السعودية من المعادلة، وإيقاف العمليات العسكرية للتحالف الذي تقوده في اليمن، سيمهد الطريق أمام طرفي النزاع (الحوثيون والحكومة الشرعية برئاسة عبد ربه منصور هادي)، للجلوس على طاولة المفاوضات والتوصل إلى اتفاق تحت رعاية الأمم المتحدة.

وأشار إلى أن الرئيس بايدن كان واضحًا عندما قال إن استراتيجية الولايات المتحدة ستبتعد عن نهج الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي دعّم التدخل السعودي.

وقال إن بايدن ركّز على دعم مفاوضات الأمم المتحدة، والضغط على السعوديين لوقف عملياتهم العسكرية داخل اليمن. كما عيّن تيم ليندركينغ، وهو دبلوماسي مخضرم، ليكون المبعوث الخاص للولايات المتحدة باليمن، لدعم جهود الأمم المتحدة.

وأضاف أنه بدلاً من العودة إلى طاولة المفاوضات والتعاون مع الأمم المتحدة، قام الحوثيون بتوسيع عملياتهم العسكرية على مدى الأشهر الخمسة الماضية.

وتابع: “لقد شنوا اعتداءات جديدة داخل اليمن، لاسيما في محافظة مأرب، وزادوا أيضًا من حجم الهجمات عبر الحدود على الأراضي السعودية، وذلك باستخدام طائرات بدون طيار وصواريخ سكود وأنواع أخرى من الأسلحة، في محاولة لتهديد البنية التحتية المدنية السعودية”.

أهداف إيرانية

من ناحية أخرى أشار السيد فيرستين إلى أن الإيرانيين ربما يستغلون الصراع اليمني للاستفادة به في مفاوضاتهم الجارية مع الولايات المتحدة بشأن الاتفاق النووي، الذي انسحب منه الرئيس السابق ترامب وسعى الرئيس الحالي بايدن إلى إحيائه.

وأكد أن المحادثات مع إيران في فيينا وصلت إلى طريق مسدود، مشيرًا إلى أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، قال إن إيران تُماطل من أجل عدم تحمل مسئوليتها في الأزمة الحالية.

وأضاف أنه على الرغم من عدم وضوح أهداف إيران في اليمن، إلا أنه كان لملالي طهران تأثير كبير على دور الحوثيين في الصراع. وقال “إن الحوثيين يعتمدون بشكل كبير على إيران في الحصول على أسلحتهم والكثير من أنواع الدعم الأخرى، وبالتالي لا يمكنهم تجاهل وجهات النظر والمواقف الإيرانية”، على حد قوله.

وأضاف: “هناك بالتأكيد وجهة نظر مفادها أن الإيرانيين يربطون ما يحدث في اليمن بسير المفاوضات في فيينا مع الولايات المتحدة بشأن الاتفاق النووي، وأن الإيرانيين يرون في اليمن نقطة ضغط على الولايات المتحدة لرفع العقوبات وأشياء أخرى تتعلق بالملف النووي”.

المصدر: Arab News

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين