رأي

الأزمة السورية.. حلول عبثية وأفكار ارتجالية

بقلم: معن الحسيني

يقول المَثل: “دير المفلس على المفلس ترى العجب”، والعجب ما نسمعه ونراه كل يوم في سورية مما كان لا يخطر على بال أحد من السوريين أو أصدقائهم أو حتى أعدائهم.

يعيش أكثر من 90 بالمئة من سكان سوريا تحت خط الفقر البالغ دولارين في اليوم، وفق بيانات منظمة الصحة العالمية.

ورغم ذلك نسمع الدعوات العبثية لإيجاد حلول للمشاكل العميقة كمشكلة الكهرباء، وذلك عن طريق تركيب الخلايا الشمسية.

علماً أن المنظومة الجيدة منها والتي بالكاد تكفي تشغيل أدوات أساسية في المنزل تكلف أكثر من 3000 دولار، أي حوالي 10 ملايين ليرة سورية وفق سعر الصرف السائد، أو ما يعادل راتب موظف لأكثر من 8 سنوات، بافتراض أن راتبه 100 ألف ليرة سورية شهريًا.

لا يمكن إيجاد حلول للنكبة السورية الكبرى (كما سماها أحد أساتذتنا) بهذه الأفكار الارتجالية، التي تعمل على تسطيح الأزمة، وإيهامنا أنها مشكلة جزئية تتعلق بالغاز والمازوت والكهرباء والطحين والدواء.

كما لا يمكن مطالبة أفراد الناس المغلوبة على أمرها التوصل إلى حلول لنكبة بلد كامل وهذا ليس دورهم أصلاً.

الأزمة الاقتصادية عميقة ولا يمكن حلها إلا بتوافق على ضخ ما يكفي من الأموال من خارج هذه المنظومة المفلسة، كما كان مثلاً مشروع مارشال الذي أنعش اقتصاد أوربا بالأموال الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية.

وحتى يحصل هذا التوافق ليس لأهل بلدي إلا الدعاء والصبر أو حتى الرحيل.


الآراء الواردة في المقال تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس وجهة نظر الموقع


تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى