غيّرت سياسة الجيش.. أول مسلمة محجبة في سلاح الجو الأمريكي
دخلت الضابطة، ميساء أوزا، التاريخ من أوسع أبوابه، وذلك بعد أن أصبحت أول امرأة مسلمة يُسمح لها بارتداء الحجاب كجزء من زيها الرسمي في القوات الجوية الأمريكية.
ووفقًا لشبكة CNN فقد قالت الضابطة الأمريكية من أصول لبنانية إن تمسكها بحجابها خلال عملها بسلاح الجو أسهم في إحداث تغييرات مهمة في سياسة الجيش المتعلقة بالتكيف الديني.
الحلم الكبير
ونشأت أوزا، البالغة من العمر 29 عامًا، في ديربورن بولاية ميشيغان، وتعمل حاليًا في JAG، وهو الذراع القانوني لسلاح الجو الأمريكي.
وعن سبب رغبتها في الانضمام لسلاح الجو قالت إن والديها هاجرا من لبنان إلى ميشيغان في أوائل الثمانينيات، وجاءوا إلى هنا وهم لا يحملون شيئًا سوى الملابس على ظهورهم،
وأوضحت أن والدها بدأ وظيفته الأولى في الولايات المتحدة في شركة فورد، وعلّمها أن يكون حلمها كبيرًا وأن تكافح من أجل تحقيقه، وأشارت إلى أن هذا الدرس هو الذي قادها لحياتها المهنية في المقام الأول.
الضابطة المحجبة
وقالت ميساء إنها تفخر بارتدائها الحجاب، مشيرة إلى أنها عندما انضمت لسلاح الجو لم تجد أي امرأة مسلمة أخرى ترتدي الحجاب بالزي الرسمي، وكان شيئًا عليها أن تقاتل من أجله، خاصة وأن ارتداء الحجاب في سلاح الجو يتطلب موافقة على عملية “تكيف وظيفي” دينية.
وأوضحت أنها عندما انضمت أول مرة قيل لها إنه لن يتم السماح لها بالتقدم للحصول على “تكيف وظيفي” إلا بعد أن تكمل مدرسة تدريب الضباط، مشيرة إلى أنها شعرت أنها مجبرة على أن تختار بين خدمة بلدها وممارسة عقيدتها”.
وقالت إنها أرادت الانضمام لسلاح الجو لأنها أرادت أن تساهم في حماية حرية هذا البلد والدفاع عنه، ومن المفارقات أنها شعرت أنها قد تم تجريدها من حريتها الدينية.
وفي عام 2018 كان على ميساء أن تجد التوجيه القانوني الخاص بها، لذا فقد اتصلت بمرشدتها والتي نصحتها بطلب مساعدة “اتحاد الحريات المدنية”، ومجموعة حمود ودخل الله للمحاماة.
وبفضل هذه المساعدة وهذه الجهود لم يمنح سلاح الجو ميساء “تكيف وظيفي” ديني فقط، وإنما في نفس العام قاموا بتغيير سياستهم للسماح بطلبات “التكيف الوظيفي” الدينية قبل الانضمام، مما يعني أنه يمكن للطيارين بدء عملية الحصول على هذه المراجعة على الفور.
وقالت ميساء لـ 7 Action News: “في بعض الأحيان ، لا تؤتي القضايا ثمارها حقًا إلا إذا قام شخص ما بإثارة مشكلة حولها. وأنا من هذا النوع من الأشخاص”.
ومنذ تغيير السياسة، قالت ميساء إنها شاهدت عددًا قليلاً من النساء اللواتي يرتدين الحجاب في سلاح الجو.
لكنها تعتقد أن فتيات مسلمات آخريات سيفكرن في الانضمام لسلاح الجو بعد التعرف على قصتها، مشيرة إلى أنها تلقت رسائل عديدة من مسلمين ومن سيخ وأقليات أخرى يريدون ارتداء ملابسهم الدينية بالزي الرسمي.
تمثيل المهمشين
تعمل ميساء كمستشار خاص للضحايا في قاعدة رايت باترسون الجوية في أوهايو، وهي تمثل ضحايا الاعتداء الجنسي والعنف المنزلي، وتؤكد أنها تريد تمثيل الفئات المهمشة، والمساعدة في تمكين الآخرين أن يكون لهم صوت مسموع.
وقالت إنها تستخدم تيك توك كنافذة لتحقيق هذا الهدف مع زملائها من الضباط في سلاح الجو، وحصدت المقاطع الخاصة بها ملايين المشاهدات، وهي غالبًا ما تستخدم الكوميديا لنشر رسائل المحبة وتقبل الآخر.
هويات عرقية
ووفقًا لموقع (WXYZ) لا يتتبع سلاح الجو عدد حالات “التكيف الوظيفي” الدينية التي يمنحها، لكن الموقع أشار إلى أن سلاح الجو يتكون في أغلبه من الذكور والبيض. وتشير المعلومات إلى أن 21.3% فقط من أفراد القوات الجوية في الخدمة الفعلية هم من النساء.
وتعكس النسب المئوية التالية الهوية العرقية لأعضاء القوات الجوية الموجودين في الخدمة الفعلية: (71% من البيض، 15% من السود أو الأمريكيين من أصل أفريقي، 4.3% آسيويون، 0.8% من الهنود الأمريكيين/وسكان ألاسكا الأصليين، 1.2% من سكان هاواي الأصليين/ وجزر المحيط الهادئ الأخرى، 4.6% حددوا أكثر من انتماء واحد، و3.5% رفضوا الرد.
ويتم تسجيل “أصل إسباني أو لاتيني” الذي يعتبر فئة إثنية وليست عنصرية، بشكل منفصل بالإضافة إلى الفئات المذكورة أعلاه، وعلى هذا الأساس هناك 15.9% من أصل إسباني أو لاتيني، 80.0% ليسوا من أصل لاتيني أو لاتيني، 4.1% رفضوا الرد.
