يؤكد خبراء الصحة بان هناك علاقة قوية بين عدم الحصول على التطعيم والوفاة داخل المستشفيات بسبب فيروس كورونا المستجد، حيث أوضح الدكتور أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية وكبير المستشارين الطبيين للرئيس جو بايدن، إن معظم الأشخاص الذين ماتوا بسبب كورونا لم يتم تلقيحهم.

ووفقًا لما نشره موقع “The Hill“؛ ففي يونيو الماضي، كان 99.2٪ ممن ماتوا بسبب فيروس كورونا كانوا من بين الأشخاص غير المطعمين باللقاحات المضادة للفيروس.

ففي ولاية ماريلاند، لم يتم تطعيم 100% من المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بكورونا والذين ماتوا، كما أن 93% من المصابين بحالات جديدة أو أولئك الذين يتم نقلهم إلى المستشفى لم يتلقوا التطعيم.

مع ظهور متغير دلتا الجديد في مناطق معينة، تم تسليط الضوء مرة أخرى على الحاجة الملحة للحصول على التطعيم، كما ذكرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في بيان أن المتغير الجديد يمثل 50% من أحدث الحالات في البلاد، وفي بعض المناطق يهيمن على 80% من الحالات الجديدة.

تم التعرف على متغير دلتا أو المعروف علميًا باسم B.1.617.2، لأول مرة في الهند في ديسمبر 2020، بينما لم يتم تصميم اللقاحات الحالية لمكافحة هذا المتغير، يقول الخبراء إنها توفر بعض الحماية بدلًا من عدم تلقيحها.

أكد الرئيس بايدن، الذي كان هدفه الأولي هو تشجيع 70% من السكان البالغين على تلقي حقنة تطعيم واحدة بحلول الرابع من يوليو – وهو ما لم يتحقق تمامًا – على أهمية التطعيم.

وقال خلال مؤتمر صحفي: “لا يمكننا أن نشعر بالرضا الآن، لا يزال الملايين من الأمريكيين غير محصنين وغير محميين، وبسبب ذلك فإن مجتمعاتهم في خطر، وأصدقائهم في خطر، والأشخاص الذين يهتمون لأمرهم معرضون للخطر”.

تُظهر البيانات من مركز السيطرة على الأمراض (CDC) أن حوالي 67% من البالغين الأمريكيين الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا أو أكثر قد تلقوا جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، وحوالي 59% تم تطعيمهم بالكامل.

تكشف البيانات أيضًا أن معظم الأشخاص الذين يتلقون التطعيم هم من الولايات الساحلية على الساحل الغربي والشمال الشرقي، في حين أن الولايات الجنوبية هي الأكثر مقاومة.

يُعد تردد اللقاحات قضية سياسية، تنبع من عدم ثقة المرء في حكومته أو وسائل الإعلام، أو الاعتقاد بأن تلقي اللقاحات المنقذة للحياة أو ممارسة التباعد الاجتماعي يفضل حزبًا سياسيًا على الآخر، وفقًا لاستطلاع WaPo-ABC.

قال آسا هاتشينسون، الحاكمة الجمهورية لولاية أركنساس، التي تتمتع بأحد أدنى معدلات التطعيم في البلاد، في برنامج حالة الاتحاد على شبكة CNN: “الحل هو اللقاحات، نحن في سباق ضد متغير دلتا هذا، الذي ينتشر بسرعة كبيرة، وستواجه كل ولاية نفس الأمر”.

اعتذار فايزر
في سياق آخر؛ قال الرئيس التنفيذي لشركة فايزر، ألبرت بورلا، أمس الجمعة، إنه اتصل بالدكتور فاوتشي للاعتذار عن عدم إخبار كبار مسؤولي الصحة قبل إعلان الشركة أنها ستسعى للحصول على إذن للحصول على جرعة ثالثة من لقاح كوفيد-19 الخاص بها.

قالت شركتا فايزر و BioNTech، اللتان طورتا معًا أحد اللقاحات الثلاثة لفيروس كورونا المصرح باستخدامها في حالات الطوارئ في الولايات المتحدة، في بيان يوم الخميس، إنهما شاهدا بيانات مشجعة من تجربة جرعة معززة، بحسب “The Hill“.

كما استشهدت الشركات ببيانات من وزارة الصحة الإسرائيلية تظهر أن “فعالية اللقاح في الوقاية من العدوى والأمراض المصحوبة بأعراض قد تراجعت 6 أشهر بعد التطعيم”، قائلة إنها ستطلب الموافقة على جرعة لقاح ثالثة.

ومع ذلك، قالت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) وإدارة الغذاء والدواء (FDA) في بيان مشترك بعد فترة وجيزة من إعلان شركة فايزر أن “الأمريكيين الذين تم تطعيمهم بالكامل لا يحتاجون إلى جرعة معززة في هذا الوقت”.

Dr. Anthony Fauci says fully vaccinated Americans do not need to get booster shots right now.
“The FDA, CDC and NIH are now gathering information through clinical studies and laboratory studies to determine if and when we might need boosters. But that's not right now.” pic.twitter.com/3NM7E2vNKV

— The Situation Room (@CNNSitRoom) July 9, 2021

في مقابلة مع شبكة CNN، أمس الجمعة، سأل المذيع وولف بليتسر، الدكتور فاوتشي، عن مخاوف بشأن نقص التنسيق بين الوكالات الصحية الأمريكية ومصنعي اللقاحات، وقال: “لماذا لستم جميعًا على نفس النهج؟”.

أجاب كبير خبراء الأمراض المعدية في البلاد قائلاً: “وولف، نحن على نفس الصفحة” ، موضحًا أن شركة فايزر “خرجت بالإعلان دون إعطائنا إنذارًا”، وتابع: “وبصراحة تامة، اتصل بي الرئيس التنفيذي، وهو رجل جيد حقًا، عبر الهاتف الليلة الماضية واعتذر عن طرح هذه التوصية دون أن يخبرنا أولاً أنه سيفعل ذلك في وقت مبكر”.

قالت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها وإدارة الغذاء والدواء في بيانهما يوم الخميس أن الوكالات، إلى جانب المعاهد الوطنية للصحة، “تشارك في عملية صارمة قائمة على العلم للنظر في ما إذا كان من الضروري استخدام المعزز أم لا.”

وقال البيان “نواصل مراجعة أي بيانات جديدة فور توفرها وسنطلع الجمهور عليها”، وأضاف البيان: “نحن مستعدون لجرعات معززة إذا وعندما يثبت العلم أن هناك حاجة إليها”.