اقتصادمنوعات

ما الذي سيفعله جيف بيزوس بعد استقالته من أمازون؟

استقال رجل الأعمال، جيف بيزوس، من منصبه كرئيس تنفيذي لشركة أمازون، اليوم الاثنين، وذلك بعد 27 عامًا من تأسيسه الشركة التي بدأها من مرآب سياتل الخاص به في عام 1995.

ووفقًا لوكالة “أسوشيتد برس” سيحل، آندي جاسي، الذي كان يدير أعمال الحوسبة السحابية في الشركة، محل بيزوس، وهو التغيير الذي كانت قد أعلنت عنه الشركة في فبراير الماضي.

وكان بيزوس قد أسس أمازون كمتجر لبيع الكتب على الإنترنت، وطورها لتصبح إمبراطورية تسوق وترفيه عالمية، وتعد ثاني أكبر صاحب عمل خاص في الولايات المتحدة، بعد وول مارت.

وتوسعت الشركة في مجالات أخرى فقامت بشراء أستوديو أفلام MGM في أحدث عملية استحواذ كبيرة لها، ولديها خطط لإرسال أقمار صناعية إلى الفضاء لإرسال خدمة الإنترنت إلى الأرض.

واستطاع بيزوس أن يصبح أغنى شخص في العالم، حيث تقدر ثروته الصافية بنحو 177 مليار دولار بحسب مؤشر فوربس لأغنى أغنياء العالم للعام 2021. ونمت ثروته بأكثر من 64 مليار دولار في العام الماضي 2020 على الرغم من آثار جائحة كورونا على الاقتصاد.

ما بعد الاستقالة

بداية لن ينقطع بيزوس عن أمازون، وإنما سيظل مسيطرًا عليها من خلال حصته، حيث سيظل أكبر مساهم في الشركة بحصة تبلغ حوالي 180 مليار دولار، كما سيحتفظ بدور رئيسي في الشركة من خلال استمراره رئيساً تنفيذياً لمجلس إدارتها.

ونقلت شبكة CNN عن محلل التكنولوجيا العالمي، دانيال إلمان، قوله إن “بيزوس سيبقى متمتعا بنفوذ هائل في أمازون بحكم كونه أكبر مساهم فردي فيها”.

لكن بيزوس يتخلى عن الإدارة اليومية لشركته من أجل تخصيص المزيد من الوقت لمشاريع أخرى، حيث قال إن لديه خطط للتركيز على منتجات ومبادرات جديدة.

وكان بيزوس، البالغ من العمر 57 عامًا، قد قال في وقت سابق من هذا العام، إنه يعتزم تخصيص المزيد من الوقت لمشاريع جانبية، بما في ذلك شركته لاستكشاف الفضاء والتي تحمل اسم بلو أوريجين Blue Origin، ومبادراته الخيرية والإشراف على صحيفة The Washington Post التي يملكها، كما أعلن أنه يريد تكريس وقت ومال لمحاربة التغير المناخي.

حلم السفر للفضاء

وسيحقق أغنى رجل في العالم حلم طفولته بالسفر إلى الفضاء، حيث سينطلق إلى الفضاء في 20 يوليو الجاري على متن على متن المركبة الفضائية New Shepard، في أول رحلة مأهولة تنظمها شركته Blue Origin.

وسيصحبه في الرحلة 3 أفراد أولهم شقيقه الأصغر مارك، وهو مستثمر ورجل إطفاء متطوع، فيما اختار بيزوس السيدة والي فانك، 82 عامًا، لتشغل المقعد الثالث في رحلته.

وكانت فانك قد تدربت في برنامج ميركوري التابع لوكالة ناسا للفضاء منذ أكثر من 60 عامًا، لكنها لم تحصل على فرصة للذهاب إلى الفضاء، وها هي الآن ستحصل على فرصة للذهاب إلى الحدود النهائية للغلاف الجوي مع بيزوس في مغامرته شبه المدارية، وفقًا لصحيفة “نيويورك ديلي نيوز

وتطوعت فانك تطوعت في عام 1961 كجزء من “برنامج المرأة في الفضاء” ، وهو مشروع خاص لنقل النساء إلى الفضاء خلال الرحلات الفضائية الأولى لناسا. وكانت فانك أصغر امرأة تخرجت من هذا البرنامج، وقيل لها إنها “قامت بعمل أفضل وأكملت العمل بشكل أسرع من أي رجل”، وفقًا لما نشره بيزوس عبر إنستجرام.

أما المقعد الرابع في الرحلة فقد تم بيعه في مزاد علني عبر الإنترنت إلى شخص آخر لم يكشف عن هويته مقابل 28 مليون دولار، وفقًا لشبكة CNN 

لماذا يكره البعض بيزوس؟

ورغم نجاحه الكبير وتجربته الفريدة في تحقيق الثراء، إلا أن هناك انتقادات كثيرة يتم توجيهها إلى جوزيف بيزوس من وقت لآخر، حتى أن نحو 150 ألف شخص وقعوا على عريضة تدعو لعدم السماح له بالعودة إلى الأرض عندما يغادر في رحلته الفضائية.

وجاء في العريضة، التي نشرت كاملة على موقع change.org: “يجب ألا يتواجد المليارديرات لا على الأرض ولا في الفضاء. ولكن إذا كانوا يختارون الفضاء فيجب أن نجعلهم يبقون هناك”.

وكان مؤسس أمازون قد واجه قدرًا كبيرًا من الانتقادات بشأن حقيقة أنه جمع ثروة هائلة بينما يقال إنه يدفع ضرائب قليلة أو لا يدفع ضرائب في بعض الأحيان. ويزعم البعض أنه لم يدفع أي ضريبة في عامي 2007 و2011.

وتعرض بيزوس أيضًا لانتقادات في الماضي لتبرعه بمبلغ صغير نسبيًا من ثروته الكبيرة للأعمال الخيرية، على الرغم من تعهده مؤخرًا بتقديم أكثر من 12 مليار دولار للجهود الخيرية، بما في ذلك قضايا المناخ.

نجاح فريد

ورغم الانتقادات الموجهة له يظل حيف بيزوس نموذجًا فريدًا في عالم الأعمال، وكانت مهاراته القيادية عصب نجاح شركته، وحاز على لقب أول رجل في العالم يتمكن من جمع 200 مليار دولار كثروة شخصية.

وبالنسبة لمحبيه هو صاحب رؤية تجارية ناجحة، ورجل ذو تركيز فريد، ابتكر فلسفة عمل أسطورية، وشركة تبلغ قيمتها 1.8 تريليون دولار تقريبًا (1.3 تريليون جنيه إسترليني). وفقًا لموقع “بي بي سي“.

وعلى مدى رحلته العملية لم يكن بيزوس يبحث عن ربح سريع، فبالنسبة له لكي تكون الشركة ناجحة، يجب أن يكون لديها عملاء سعداء، بأي ثمن تقريبًا.

ولطالما تعامل بيزوس مع العمل بسياسة بُعد النظر والنفس الطويل. وغالبًا ما يستخدم الأشخاص المقربون منه كلمة “منهجي” لوصف تفضيله سعادة العملاء على تحقيق ربح سريع.

وعلى المستويات العليا، يبدو أسلوب إدارة بيزوس مختلفًا. حيث يحب أن تتمتع الفرق العاملة معه بالاستقلالية التي يعتقد أنها تعزز الابتكار.

ومهما كان رأيك فيه، فقد أثبت بيزوس أنه قائد ذكي للغاية، وشخص مختلف ذو طريقة إدارة مبتكرة تختلف عن الطريقة التي تعمل بها الشركات في جميع أنحاء العالم.

رئيس أمازون الجديد

وفقًا لموقع “الحرة” فقد ولد خليفة بيزوس، أندرو جاسي، عام 1968، وهو حاصل على الماجستير من جامعة هارفارد المرموقة، بتخصص إدارة الأعمال.

انضم إلى أمازون عام 1997 وأسس خدمة أمازون للحوسبة السحابية AWS عام 2006، وحولها إلى أكبر مزود للخدمة في العالم.

يوصف جاسي بأنه “ظل بيزوس” وشبيهه، وهو مثل رئيسه يركز على مبدأ “الهوس بخدمة الزبائن”، ويقال إن بيزوس حماه من “التعرض للطرد” عام 1997 واصفا إياه بأنه “من أكثر الموظفين إمكانية”، في الشركة.

وكان آندي جيسي يدير أعمال الحوسبة السحابية التي تدير موقع بث الفيديو Netflix والعديد من الشركات الأخرى، مما يجعلها واحدة من أكثر الشركات ربحية في أمازون.

ولم يكن لخدمة الحوسبة السحابية الناجحة لأمازون، علاقة كبيرة بنشاط الشركة الرئيسي وهو التجارة الإلكترونية. وعلى الرغم من ذلك أيد بيزوس الفكرة، حيث منح موظفه الموثوق به آندي جاسي الحرية ورأس المال لبدء إنشاء شركة داخل شركة.

وينظر بيزوس إلى جاسي على أنه رائد أعمال، وليس مجرد مدير، وهو جزء أساسي من أسباب توليه قيادة أمازون خلفا لبيزوس.

مستقبل أمازون

ووفقًا لوكالة “أسوشيتد برس” سيتولى آندي جاسي زمام الأمور في أمازون بينما تتعامل الشركة مع تحديات عالم يكافح للخروج من تداعيات جائحة كورونا.

لكن أمازون التي تبلغ قيمتها السوقية 1.7 تريليون دولار استفادت بشكل كبير من الجائحة، حيث ضاعفت أرباحها بأكثر من 3 أضعاف في الربع الأول من عام 2021، وحققت إيرادات قياسية مع تزايد اعتماد العملاء على التسوق عبر الإنترنت.

من ناحية أخرى تواجه أمازون نشاطًا من قوة عاملة مضطربة، فقد أدى الانتعاش الاقتصادي السريع إلى أزمة عمالية أدت إلى تنافس تجار التجزئة والمصنعين والشركات الأخرى على العمال ذوي الأجور الأعلى والمزايا الأخرى.

وفي وقت سابق من هذا العام واجهت أمازون محاولة من قبل العمال في أحد مخازن ألاباما لإنشاء نقابة خاصة بهم، ولا زالت تواجه تحديًا أكبر بسبب جهود الاتحاد الدولي لعمال النقابات لتوحيد عمال أمازون.

جدير بالذكر أن “أمازون” التي ارتفع عدد موظفيها في الولايات المتحدة إلى أكثر من 800 ألف بعد نمو أعمالها خلال الجائحة، تواجه انتقادات كبيرة من الجهات الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق العمال والموظفين.

وفيما تقول الشركة إن الأجر بالساعة لديها يبلغ 15 دولاراً كحد أدنى، وأنها توفر امتيازات مختلفة للعاملين لديها، إلا أن منتقديها يتهمونها بأنها لديها هوس بالفاعلية والإنتاجية للعامل لدرة أنها تعامل الموظفين كما لو كانوا آلات.

كما سيكون من مهام جيسي أيضًا مواجهة الدعوات المتزايدة داخل الكونجرس والإدارة الأمريكية لتشديد القواعد المنظمة لعمل عمالقة التكنولوجيا ومواجهة الاحتكار.

وكان تقرير صادر عن اللجنة القضائية في مجلس النواب في أكتوبر الماضي قد دعا تفكيك شركة أمازون وغيرها حتى يصعب عليهم الاستحواذ على الشركات الأخرى، وفرض قواعد جديدة لحماية المنافسة ومكافحة الاحتكار، ومنع تزايد سيطرة عدد قليل من شركات التكنولوجيا العملاقة على قطاعات كاملة من الاقتصاد.

ويخشى البعض من أن تؤدي هذه الإجراءات إلى اتخاذ تدابير لتفكيك “أمازون” جزئيًا. لكن البعض يرى أنه حتى لو تم تقسيم الشركة إلى كيانات عدة، فإن كل واحدة منها “ستزدهر في سوقها الخاص.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين