فيلم لمخرج تونسي يفوز بالجائزة الأولى في مهرجان تكساس

فاز فيلم “الغابة المقدسة” (The Sacred Woods) من إخراج التونسي عبد الله الشامخ بجائزة أفضل فيلم وثائقي طويل في مهرجان الفيلم الأفريقي (TAFF) في دالاس بدورته السادسة، التي أقيمت في الفترة من 2 إلى 6 يونيو/حزيران الجاري.
وكان فيلم “الغابة المقدسة” قد ترشح للعديد من المهرجانات العالمية سابقا، ويعد العمل التونسي الأول الذي يتم تصويره في غابات كوت ديفوار أو ساحل العاج.
الفيلم من إنتاج قناة الجزيرة الوثائقية، ويتناول إشكالية تغيير نمط الحياة في العديد من القرى الأفريقية في ساحل العاج، وذلك من خلال قصة المعلم الروحاني “بيار لاب” المُتمسك بعادات وتقاليد الغابة المقدسة حفاظا على تراث أجداده، في الوقت الذي أصبح فيه شباب القرية يقاطعون مثل هذه التقاليد. وفقًا لموقع “الجزيرة الوثائقية“
ويكشف الفيلم عن كيف يواجه يواجه المعلم الروحاني “بيار لاب” العديد من الصعوبات في توريث تقاليد الغابة المقدسة من خلال ابنه والعديد من الشباب حفاظا على هوية القرية وتقاليدها، والتي أصبحت في نظر الشباب هناك مجرد تراث تجاوزه الزمن.
ووفقًا لـ”راديو ديوان إف إم” التونسي تدور أحداث الفيلم في إحدى الغابات الاستوائية بدولة كوت ديفوار، حيث يتابع المخرج أحد طقوس العبور الإنثروبولوجية المهددة بالاندثار، والمتمثل في “احتفال الأجيال” الذي تقيمه قبيلة “أدكرو” في قرية “بوبوري” بإشراف الزعيم الروحي “بيار لات” الشخصية الرئيسية في الفيلم، وهذه الطقوس عبارة عن اختبار يمتحن بلوغ الشباب، ويشترط تأدية عدد من الطقوس في الغابة لمدة معينة.
ومن خلال هذا العمل يقدّم المخرج وفق رؤية سينمائية تصوره للتراث الأفريقي وسبل المحافظة عليه، بعيدًا عن النظرة التي تختزله في الفلكلور والسياحة، حيث ينقل من خلال “احتفال الأجيال” الصراع الوجودي بين جيل متشبث بهويّته وخصوصيته الثقافية والعرقية وجيل جديد مغترب ومنبتّ نتيجة تأثيرات الواقع الراهن.
من جانبه قال مخرج الفيلم عبدالله شامخ، إن الرسالة التي أراد إبلاغها من خلال الفيلم الوثائقي الطويل هو أن الإنسان أصبح سجين العولمة، وأن الكرة الأرضية بمثابة ”الشجرة المقدسة“ التي لا يمكن تدنيسها بالاستعمار. وفقًا لموقع “إرم نيوز“.
وأضاف أن الفيلم لا يتحدث عن الطقوس الاجتماعية فحسب، بل يتطرّق إلى أزمة العولمة والحداثة، والصراع القائم بين الأجيال، وهما أساسا جيل قديم يرى أنه من غير الممكن مواكبة التطور التكنولوجي لمخاطر ذلك على إمكانية ضياع معالم الهوية، وإمكانية تسهيل دخول الاستعمار، وجيل ثان شاب يرى أن العالم قد تغير وأصبح قرية ومن غير الممكن عزل النفس فيه.