أخبار أميركاتقارير

قمة بايدن وبوتين- مصافحة ولقاء مشحون.. والخلاف لازال مستمرًا

اتجهت أنظار العالم اليوم الأربعاء إلى مدينة جنيف السويسرية، لمتابعة اللقاء الذي كان مرتقبًا بين الرئيس جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في أول قمة رئاسية بينهما منذ وصول بايدن للسلطة.

لقاء هام جاء على أرض محايدة، وسط أجواء توتر في العلاقات بين البلدين، التي تسودها الكثير من نقاط الخلاف حول ملفات عدة.

تصافح الرئيسان قبل بدء القمة، وأبدى كل منهما النيات الطيبة قبل بدء المباحثات، حيث قال بايدن إن “اللقاء المباشر أفضل دائمًا”، فيما عبر بوتين عن أمله في أن يكون الاجتماع مثمرًا.

ورغم أن اللقاء بدأ بمصافحة، وتخللته إشادة من بوتين ببايدن وإيماءة من بايدن لبوتين، إلا أن ذلك لم يخفف من جو اللقاء المشحون، الذي انتهى دون إحراز تقدم ملموس.

فيما لا زال الخلاف بين الجانبين مستمرًا، خاصة فيما يتعلق بقضايا الأمن السيبراني والحد من التسلح وحقوق الإنسان وأوكرانيا.

وتدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا منذ سنوات، لا سيما بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014 من أوكرانيا، وتدخلها في سوريا عام 2015، والاتهامات التي طالتها بالتدخل في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016.

قضايا شائكة؟

وفقًا لشبكة (CNN) فقد عقد الرئيسان جولة محادثات أولية استمرت حوالي ساعة ونصف، قبل أن تنطلق القمة الموسعة بينهما بمشاركة وفدي البلدين. وعقب اللقاء عقد كل منهما مؤتمرًا صحفيًا منفصلًا تحدث فيه عن ما دار خلال اللقاء.

وفي هذا الإطار وصف بايدن القمة بأنها كانت “إيجابية”، مشيرًا إلى أنه لا يوجد إنه لا يوجد بديل للمناقشات وجهاً لوجه. لكنه أكد أن هناك حاجة لقواعد أساسية يجب الالتزام بها من أجل إيجاد علاقات مستقرة بين البلدين يمكن التنبؤ بها”.

وقال بايدن: “لقد أخبرت الرئيس بوتين أن أجندتي ليست ضد روسيا أو أي شخص آخر، إنها لصالح الشعب الأمريكي”، وأكد بايدن أنه لا يعتقد أن نظيره الروسي، يسعى لحرب باردة جديدة مع بلاده.

وكشف بايدن أنه أثار ملف الديمقراطية وحقوق الإنسان مع بوتين، قائلًا: “أخبرته أنه لا يمكن لأي رئيس للولايات المتحدة ألا يدافع عن القيم الديمقراطية وعن الحريات الأساسية التي يتمتع بها جميع الرجال والنساء”.

وحول التدخل الروسي في الانتخابات وعمليات القرصنة الإلكترونية، قال بايدن: “أوضحت له أننا لن نتسامح مع محاولات انتهاك سيادتنا أو زعزعة استقرار انتخاباتنا وسنرد بقوة”.

وأضاف أنه أبلغ بوتين أن هناك مناطق معينة من “البنية التحتية الحيوية” يجب أن تكون بعيدة عن الهجمات الإلكترونية، مشيرًا إلى أنه حدد 16 كيانًا تم تعريفهم على أنهم بنية تحتية حيوية، بما في ذلك الطاقة والمياه، والتي يجب أن تكون خارج نطاق الحرب الإلكترونية.

ووفقًا لـ”رويترز” فقد سأل بايدن بوتين كيف سيكون شعوره إذا ضرب هجوم فدية شبكة النفط الروسية، في إشارة إلى الهجوم الذي أدى إلى إغلاق خط أنابيب خلال مايو الماضي مما تسبب في اضطرابات على طول الساحل الشرقي للولايات المتحدة.

كما تطرق بايدن إلى قضايا حقوق الإنسان مؤكدًا أن العواقب بالنسبة لروسيا ستكون “مدمرة” إذا مات المعارض المسجون أليكسي نافالني، كما تطرق إلى مصير المواطنين الأمريكيين المسجونين في روسيا.

بوتين يرفض

من جانبه رفض بوتين مخاوف الولايات المتحدة بشأن نافالني، والوجود العسكري الروسي المتزايد بالقرب من الحدود الشرقية لأوكرانيا، والتلميحات الأمريكية بأن الروس مسؤولون عن الهجمات الإلكترونية على الولايات المتحدة.

وأشار أيضا إلى أن واشنطن ليست في وضع يسمح لها بإلقاء محاضرات على موسكو بشأن حقوق الإنسان، كما رفض الانتقادات حول حملته ضد الخصوم السياسيين قائلًا إنه كان يحاول تجنب الفوضى والاضطراب وانتهاكات القانون.

وأضاف بوتين، أن روسيا لا تريد اضطرابات على أراضيها مماثلة لأعمال الشغب في الكابيتول أو حركة حياة السود مهمة.

ورفض بايدن تعليقات بوتين حول حياة السود مهمة، ووصفها بأنها “سخيفة”، وصرّح أن حقوق الإنسان “ستكون دائما مطروحة على الطاولة”. وفقًا لموقع “بي بي سي“.

مديح دون توافق

وحرص بوتين على مدح بايدن ووصف بأنه شريك بناء وذو خبرة، وقال إنهما يتحدثان “نفس اللغة”. وأضاف أنه كان هناك حوار عملي حول مصالح البلدين.

ووصف بوتين القمة بأنها “بناءة”، معلنًا أن سفيري البلدين سيعودان إلى ممارسة عملهما، وإن البلدين ستجريان مشاورات حول الأمن الإلكتروني.

وعن أجواء اللقاء، قال بوتين: “لا أعتقد أنه كان هناك أي نوع من العداء. على العكس من ذلك، من الواضح أن اجتماعنا كان اجتماعًا أساسيًا. العديد من مواقفنا المشتركة متباينة، لكن مع ذلك، أعتقد أن كلا الجانبين أظهر التصميم على محاولة فهم بعضنا البعض ومحاولة تقارب مواقفنا، وأعتقد أن ذلك كان بناءً للغاية”.

ووفقًا لشبكة (CNN) فقد صرح الرئيس الروسي بأن نظيره الأمريكي لم يوجه له دعوة لزيارة البيت الأبيض، وأنه لم يوجه له أيضا دعوة لزيارة الكرملين، وقال إن “الظروف يجب أن تكون مناسبة لعقد مثل هذا الاجتماع”.

وقال بوتين إنه “من الصعب القول” ما إذا كانت العلاقات ستتحسن ، لكن هناك “بصيص أمل”.

فيما قال بايدن “لا يتعلق الأمر بالثقة، بل بالمصلحة الذاتية والتحقق من المصلحة الذاتية” ، لكنه أشار أيضًا إلى “احتمال حقيقي” لتحسين العلاقات. وفقًا لـ”رويترز

سر الإيماءة

وبعيدًا عن تفاصيل اللقاء وما دار فيه تساءل كثير من الصحفيين والمتابعين عن سر إيماءة بالرأس صدرت عن الرئيس بايدن عندما سأله  أحد الصحفيين عما إذا كان يمكن الوثوق ببوتين.

ووفقًا لموقع “الحرة” أثارت هذه الإيماءة العديد من التكهنات حول فحواها، وهل تعني نعم؟، وهل تشير إلى مستوى جديد من الثقة بشأن بوتين الذي سبق وأن وصفه بايدن بأنه خصم وأنه قاتل؟

من جانبه رد البيت الأبيض على هذا الواقعة بقوله إن بايدن لم يكن يريد التعبير عن أي شيء من خلال إيماءته برأسه، وأنه لم يكن يرد على سؤال معين، وإنما كان يومئ لوسائل الإعلام المحيطة به بشكل عام، وربما لم يستمع للسؤال جيدًا خلال لحظات الفوضى وصراخ المراسلين الصحفيين.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين