إسرائيل تقصف مقرات الصحفيين في غزة وبايدن يدعو لحمايتهم

أجرى الرئيس جو بايدن، اتصالًا هاتفيًا، اليوم السبت، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في ظل تصاعد العنف في قطاع غزة، دون أي مؤشر على أنه سيتوقف في وقت قريب، وفقًا لما نشرته “CNBC“.
خلال المكالمة الهاتفية؛ كرر بايدن دعمه لحق إسرائيل في الدفاع عن النفس ضد الهجمات الصاروخية التي تشنها حالفصائل الفلسطينية، كما أدان الهجمات على البلدات والمدن في إسرائيل، بحسب بيان نشره البيت الأبيض.
بشكل منفصل، أعلن نتنياهو، بعد اتصاله مع بايدن، على شاشة التلفزيون في وقت متأخر من اليوم السبت، أن العملية الإسرائيلية ستستمر حتى تحقق أهدافها، وأضاف: “هدفنا هو إرسال رسالة إلى حماس مفادها أن إرسال الصواريخ في المرة القادمة سنتعامل معه ولا ينبغي لأحد أن يأخذ القانون بيديه”.
قال نتنياهو لبايدن إن إسرائيل “تبذل قصارى جهدها لتجنب إلحاق الأذى بأولئك الذين لا يشاركون حركة حماس وأن غير المتورطين تم إجلاؤهم من المبنى المكون من 12 طابقًا في قطاع غزة والذي يضم مكاتب وكالة أسوشيتد برس والجزيرة القطرية، قبل قصفه بثلاثة صواريخ اسرائيلية”.
وجاء في البيان أن “الرئيس أشار إلى أن فترة الصراع الحالية هذه، والتي أودت بشكل مأساوي بحياة المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، وأثار مخاوف بشأن سلامة وأمن الصحفيين وشدد على الحاجة إلى ضمان حمايتهم”.
اتصال بـ”عباس”
في ذات السياق؛ تحدث بايدن مع عباس حول التوترات في القدس والضفة الغربية واهتمامهما المشترك بجعل القدس مكانًا للتعايش السلمي بين الناس من جميع الأديان والخلفيات.
ووفقًا لبيان البيت الأبيض: “أكد الرئيس بايدن التزامه القوي بحل الدولتين المتفاوض عليه باعتباره أفضل طريق للتوصل إلى حل عادل ودائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.
And here is the White House readout of the Biden-Netanyahu call this morning… pic.twitter.com/IZ2LxmkKXC
— Natasha Bertrand (@NatashaBertrand) May 15, 2021
غضب وصدمة
أثارت الأنباء عن تدمير المكاتب الإعلامية في قطاع غزة، غضبًا وصدمة دولية، مما دفع البيت الأبيض للرد قبل نشر محتوى مكالمة بايدن مع نتنياهو، حيث كتبت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين بساكي، في تغريدة، نشرتها اليوم السبت، أن إدارة بايدن “أبلغت الإسرائيليين مباشرة بأن ضمان سلامة وأمن الصحفيين ووسائل الإعلام المستقلة هى مسؤولية قصوى”.
وقال جاري برويت، رئيس وكالة أسوشيتيد برس، في بيان اليوم السبت، إن عشرات من صحفيي وكالة الأسوشييتد برس والصحفيين المستقلين أخلوا المبنى قبل الضربة، ولكن تم تجنب “خسائر فادحة في الأرواح بصعوبة حتى مع تحذير مسبق من إسرائيل بأن المبنى سيُقصف”.
وأضاف برويت: “نشعر بالصدمة والرعب من أن الجيش الإسرائيلي سيستهدف ويدمر المبنى الذي يضم مكتب أسوشيتد برس وغيرها من المؤسسات الإخبارية في غزة، لقد عرفوا منذ فترة طويلة موقع مكتبنا وعرفوا أن الصحفيين كانوا هناك، تلقينا تحذيرًا قبل القصف بقليل”، وأضاف برويت عن الغارة الجوية: “هذا تطور مقلق بشكل لا يصدق”.
“The world will know less about what is happening in Gaza.” AP President and CEO Gary Pruitt and leaders of other news organizations demand an explanation for an Israeli airstrike that destroyed a Gaza City building housing AP offices and other media. https://t.co/0y0frwLVL3
— The Associated Press (@AP) May 15, 2021
اسكات صوت الصحافة
في نفس السياق؛ اتهم الدكتور مصطفى سواق، القائم بأعمال المدير العام لشبكة الجزيرة الإعلامية، إسرائيل بمحاولة إسكات وسائل الإعلام، وأدان الغارة الجوية ووصفها بأنها جريمة حرب، داعيًا المجتمع الدولي إلى محاسبة إسرائيل.
وقال سواق إن “تدمير مكاتب الجزيرة ومكاتب المؤسسات الإعلامية الأخرى في برج الجلاء بغزة هو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان ويعتبر دوليا جريمة حرب”، وتابع: “ندعو المجتمع الدولي إلى إدانة مثل هذه الأعمال الوحشية واستهداف الصحفيين، ونطالب بتحرك دولي فوري لمحاسبة إسرائيل على استهدافها المتعمد للصحفيين والمؤسسات الإعلامية”.
وقال سواق: “الهدف من هذه الجريمة النكراء هو إسكات وسائل الإعلام وإخفاء المذابح التي لا توصف ومعاناة سكان غزة”.
The building housing Associated Press and Al-Jazeera offices in Gaza City was leveled by Israeli airstrikes. The IDF claimed the building contained Hamas military assets.
AP has decried the strike, saying "we narrowly avoided a terrible loss of life." https://t.co/nK4OXJDN0n pic.twitter.com/cZNnTjGdMI
— ABC News (@ABC) May 15, 2021
انتقادات متواصلة
من جهته؛ فقد دعا السناتور بوب مينينديز، وهو ديمقراطي من نيوجيرسي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، في بيان، اليوم السبت، إلى “سرد كامل للأعمال التي أدت إلى مقتل مدنيين وتدمير وسائل الإعلام في غزة”.
مؤكدًا على ضرورة أن “يتحمل جميع القادة السياسيين والعسكريين مسؤولية احترام قواعد وقوانين الحرب ومن الأهمية بمكان أن تجد جميع الجهات الفاعلة طرقًا لتهدئة التوترات وتخفيفها”.