دراسة: بعض العسل الأمريكي به آثار إشعاع من زمن الحرب الباردة

أظهرت دراسة جديدة أن بعض العسل الأمريكي لا يزال يحمل آثارًا من السيزيوم 137، وذلك جراء اختبار قنبلة ذرية إبان فترة الحرب الباردة، حيث تم العثور على الآثار المشعة في العسل بالصدفة، وفقًا لما نشره موقع “Business Insider“.
بحسب الدراسة التي أجراها موقع Science Alert، فإن مستويات التلوث في العسل ليست عالية بما يكفي لتكون ضارة للإنسان، لكن البحث يوفر مزيدًا من المعلومات حول الآثار طويلة الأمد للتساقط النووي على البيئة.
المؤلف الرئيسي للدراسة، الجيولوجي جيم كاستي، من كلية ويليام وماري في ويليامزبرج بفيرجينيا، أرسل طلابه في مهمة عطلة الربيع لقياس الإشعاع في الأطعمة مثل المكسرات والفواكة.
فوجدوا أن الكثير منها يحتوي على آثار خافتة من السيزيوم 137، وهو عنصر مشع تم إنشاؤه بواسطة التفاعل النووي لليورانيوم والبلوتونيوم الذي يشغل الأسلحة الذرية، لكن كاستي قال في تدوينة إنه عندما اختبر جرة عسل من سوق مزارعين في نورث كارولينا، وجد أن جهاز الكشف الخاص به كاد أن يُصاب بالجنون بسبب الإشعاع.
لصنع العسل، يركز النحل رحيق الأزهار في سائل بخمس مرات أكثر تركيزًا، وهذا له تأثير أيضًا في تركيز أي ملوثات تلتقطها النباتات، لهذا السبب يمكن استخدامه لتحديد النقاط الساخنة للملوثات.
في دراسة نشرت في مجلة Nature Communication في 29 مارس الماضي، حدد كاستي وزملاؤه مستويات النشاط الإشعاعي للعسل في شرق الولايات المتحدة، حيث أفاد موقع Science Alert أنه من بين 122 عينة عسل تم اختبارها، أظهرت 68 عينة يمكن اكتشافها من السيزيوم المشع.
ووجدوا أن العسل في تلك المنطقة يحتوي في المتوسط على حوالي 0.03 بيكريل لكل كيلوجرام بعد أكثر من 6 عقود من اختبار القنبلة النووية، وقد فاجأ هذا العلماء، حيث أن نصف عمر السيزيوم 137 هو 30 عامًا، مما يعني أنه بعد فترة طويلة يجب أن يتبدد معظم النشاط الإشعاعي.
ووجد العلماء مستويات ضئيلة من السيزيوم 137 في 4 عينات من العسل من وسط الولايات المتحدة وواحدة من كوبا، وأشارت الدراسة إلى الأبحاث السابقة التي تشير إلى أن أنماط الطقس قد تسببت في تلقي الساحل الشرقي للولايات المتحدة كمية كبيرة بشكل غير عادي من التداعيات من تجارب الأسلحة النووية في جميع أنحاء العالم، وهى تداعيات أكثر بكثير مما يمكن تتبعه.
على سبيل المثال، العودة إلى المستوى النووي البارز للكوارث في محطات الطاقة في تشيرنوبيل وفوكوشيما، فمن عام 1951 إلى عام 1980، تم تفجير ما يعادل 440 ميجا طن من المتفجرات فوق الأرض، وأطلق معظمها الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، كما أجرت الصين وفرنسا والمملكة المتحدة أيضًا اختبارات مماثلة.
تم تفجير أكثر من 500 قنبلة نووية في 13 موقع اختبار، و75% من القوة المتفجرة من تلك القنابل جاءت من اختبارات قبل عام 1963 في موقعين فقط للاختبار، هما جزر مارشال في المحيط الهادئ ونوفايا زيمليا في شمال روسيا.
على الرغم من عدم وضوح أي انفجارات أدت إلى تلوث العسل، إلا أن إنتاج السيزيوم 137 من هذه القنابل كان أعلى بـ 400 ضعف من الإنتاج في نيو مكسيكو ونيفادا، كما قال كاستي في المنشور على مدونته.
قال كاستي في تدوينة: “ما حدث هو وضع غطاء من هذه النظائر في البيئة خلال فترة زمنية ضيقة للغاية”، وتابع أن “العناصر المشعة، أو النويدات المشعة، سقطت على التربة، وبحلول أوائل الستينيات، تعرض كل مكان على هذا الكوكب تقريبًا للملوثات المشعة”.
نظرًا لأن تلوث التربة كان في كل مكان، استخدم العلماء هذه النويدات المشعة لتأريخ عينات من التربة حتى الستينيات، وتوجد آثار للنويدات المشعة المتساقطة في الأنهار الجليدية في جميع أنحاء العالم وفي خنادق أعماق البحار.
يشعر العلماء بالقلق من تأثير العناصر المشعة طويلة العمر، مثل السيزيوم، على البيئة، وقال العلماء في الدراسة إن هذا لم يتم دراسته بشكل جيد حتى الآن.