أخبارأخبار العالم العربي

600 مليون دولار من أمريكا لسوريا ومساعي دولية لجمع 10 مليارات دولار

دعت الأمم المتحدة المانحين الدوليين إلى المساهمة في جمع أكثر من 10 مليارات دولار من أجل المساعدة في تلبية الاحتياجات المتزايدة للاجئين والنازحين السوريين، والمساعدة في تخفيف العبء المالي الكبير عن البلدان المستضيفة اللاجئين، خاصة البلدان المجاورة لسوريا التي تستضيف 80% من اللاجئين السوريين.

جاء ذلك خلال المؤتمر الخامس للمانحين الدوليين بشأن دعم مستقبل سوريا والمنطقة، الذي اختتم أعماله اليوم الثلاثاء في العاصمة البلجيكية بروكسل.

ويشارك في المؤتمر، الذي تنظمه الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، نحو 80 وفداً من 50 دولة بالإضافة إلى منظّمات غير حكومية ومؤسّسات مالية دولية.

ويهدف المؤتمر إلى جمع 10 مليارات دولار، منها 4.2 مليارات دولار للاستجابة الإنسانية في سوريا، و5.8 مليارات لدعم اللاجئين والمجتمعات المضيفة لهم.

وسبق أن تعهد المانحون في مؤتمر بروكسل الرابع، الذي أقيم في يونيو من العام الماضي، بدفع 5.5 مليار دولار في عام 2020 لدعم العمليات الإنسانية وبرامج التنمية في المنطقة، و2.2 مليار دولار إضافية في 2021 لنفس المحاور.

مساعدات أمريكية

من جانبها أعلنت الخارجية الأمريكية خلال جلسة اليوم الثلاثاء عن تعهدها بالمساهمة بنحو 600 مليون دولار. وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن، إن واشنطن ستوفر 596 مليون دولار لدعم المساعدات للمحتاجين السوريين في عموم المنطقة، مؤكدًا دعم الولايات المتحدة لجهود الأمم المتحدة لإنهاء هذه الأزمة.

وأكد بيان لوزارة الخارجية أن السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، أعلنت اليوم في مؤتمر المانحين عن تقديم أكثر من 596 مليون دولار كمساعدات إنسانية جديدة للاستجابة للأزمة السورية.

ويرفع هذا التمويل إجمالي المساعدة الإنسانية للحكومة الأمريكية إلى ما يقرب من 13 مليار دولار منذ بداية الأزمة التي استمرت 10 سنوات، بما في ذلك ما يقرب من 141 مليون دولار لدعم COVID-19 الاستجابة الوبائية في سوريا والمنطقة.

وقال بلينكن إن المساعدات الأمريكية ستفيد 13.4 مليون سوري داخل سوريا يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، بالإضافة إلى 5.6 مليون لاجئ سوري في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر.

وأضاف: “نحن نقدم الدعم للتخفيف من معاناة الأشخاص الأكثر ضعفًا في العالم لأنه يتماشى مع قيمنا كأمة ومع مصالحنا الوطنية. نحث المانحين الآخرين على دعم الشعب السوري من خلال زيادة مساهماتهم في هذه الجهود”.

وكان بلينكن قد طالب مجلس الأمن الدولي أمس الاثنين بفتح المعبرين المغلقين في سوريا والسماح بوصول المساعدات إلى المدنيين في البلاد، مؤكدا أنه يجب عدم تسييس المسألة الإنسانية في سوريا. وفقًا لموقع “الحرة“.

وقال بلينكن إنه ينبغي رفع العوائق عن وصول المساعدات إلى السوريين خاصة في الظروف الحالية التي سببتها الجائحة، مؤكدًا أن غلق المعابر الإنسانية واستهداف العاملين في مجال المساعدات يعقد إيصال الإغاثة لمحتاجيها.

ووفقًا لبيان الخارجية الأمريكية فقد شددت جرينفيلد خلال المؤتمر على مسؤولية المجتمع الدولي في توفير وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق وتقديم المساعدة لجميع السوريين المحتاجين من خلال جميع السبل المتاحة، بما في ذلك من خلال المساعدة عبر الحدود، والتي لا تزال ضرورية للوصول إلى المحتاجين. مشيرة إلى أن إعادة تفويض وتوسيع التفويض عبر الحدود في يوليو هو من أولويات الولايات المتحدة.

وأكد البيان أن الشعب السوري واجه فظائع لا حصر لها ، بما في ذلك الضربات الجوية لنظام الأسد وروسيا، والاختفاء القسري، ووحشية داعش، والهجمات بالأسلحة الكيماوية. علاوة على ذلك، أدى الفساد المنهجي وسوء الإدارة الاقتصادية على أيدي نظام الأسد إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الرهيبة ، والتي تفاقمت بفعل تحدي COVID-19.

وتابع: “إلى جانب حلفائنا وشركائنا، تدعم الولايات المتحدة جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة غير بيدرسن لتحقيق تسوية سياسية وحل دائم للصراع السوري على النحو المبين في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

مساعدات أخرى

من ناحية أخرى تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم مساعدات بقيمة 560 مليون يورو لسوريا، وهو نفس المبلغ الذي تم التعهد به العام الماضي.

وقال جوزيب بوريل، الممثل السامي ونائب رئيس المفوضية الأوروبية، إنها المرة الخامسة التي ينظم فيها الاتحاد الأوروبي مؤتمرا حول دعم سوريا، غير أنه أضاف:”هذا ليس مدعاة للاحتفال، فهو يبين فقط مدى مأسوية الوضع وطول أمده بالنسبة للشعب السوري”

ونقل بوريل رسالة من الاتحاد الأوروبي مفادها أن الاتحاد وقف إلى جانب السوريين ورحب بهم كلاجئين طوال الأزمة، قائلا إن الاتحاد سيواصل القيام بذلك مهما استغرق ذلك من وقت.

كما تعهدت ألمانيا بتقديم أكثر من 1.7 مليار يورو لمساعدة سوريا، وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن بلاده حشدت أكبر تمويل للاستجابة الإنسانية في سوريا منذ 4 سنوات بمقدار 1.7 مليار يورو، خلال مؤتمر دولي للمانحين برعاية الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وتعهدت الإمارات بتقديم 30 مليون دولار دعما للجهود الدولية الرامية لرفع المعاناة عن الشعب السوري، ولتوفير التمويل اللازم للأنشطة الإنسانية في هذا الإطار. وفقًا لوكالة الانباء الإماراتية (وام).

ولفت الوزير الإماراتي خليفة شاهين المرر إلى أن دولة الإمارات قدمت على مدار السنوات العشر الماضية ما يزيد على 1.11 مليار دولار من المساعدات لغوث اللاجئين السوريين سواء داخل سوريا أو في كل من الأردن ولبنان والعراق واليونان.

خلاف حول إدخال المساعدات

وفيما تعهدت بعض الأطراف المشاركة في مؤتمر المانحين بتقديم مساعدات مالية للسوريين، شهد مجلس الأمن سجالا حول آلية إدخال هذه المساعدات، حيث بدت بوادر صدام تلوح في الأفق داخل مجلس الأمن بشأن التجديد لآلية إدخال المساعدات التي تنتهي صلاحيتها في يونيو المقبل، وفقًا لموقع “الجزيرة نت“.

وتؤكد الولايات المتحدة وأغلب الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي أهمية استمرار العمل بآلية إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا.

لكن روسيا والصين تصران على أن الآلية الأممية لإدخال المساعدات الإنسانية تنتهك سيادة النظام السوري، وطالبت الدولتان بإدخال المعونات إلى مناطق الشمال السوري عبر نظام بشار الأسد.

وانتقد سيرغي فيرشينين نائب وزير الخارجية الروسي العقوبات الأميركية والأوروبية على دمشق، وأشار إلى أن هناك تسييسًا صارخًا للقضايا الإنسانية، وتمييزًا ضد المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، خاصة فيما يتعلق بتقديم المساعدات الإنسانية.

مسئولية دولية

من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إن العديد من السوريين، بعد عقد من الحرب، فقدوا الثقة في إمكانية المجتمع الدولي بمساعدتهم في صياغة مسار متفق عليه للخروج من الصراع. لكنه أكد أنه مقتنع بأننا ما زلنا قادرين على فعل ذلك، بمعية الأطراف السورية.

وقال: “إننا سنعمل بلا هوادة في سعينا للتوصل إلى تسوية سياسية تفاوضية تماشيا مع قرار مجلس الأمن 2254″، مؤكدًا أن “الحرب في سوريا ليست حرب سوريا فحسب. وإنهاؤها، والمعاناة الهائلة التي لا تزال تسببها، هي مسؤوليتنا الجماعية”.

ودعا جوتيريش الدول المانحة إلى “المساعدة في تلبية الاحتياجات المتزايدة وتكثيف التزاماتها المالية والإنسانية تجاه الناس في سوريا والمساعدة في تخفيف العبء المالي الكبير عن البلدان التي تستضيف اللاجئين”.

وشدد على أن المساعدات الإنسانية والحماية التي تقدمها وكالات الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني هي بالنسبة لكثيرين المصدر الوحيد لبقائهم على قيد الحياة.

ويقدم العاملون في المجال الإنساني المساعدة كل شهر إلى 7.6 مليون شخص في سوريا، بما في ذلك من خلال العمليات عبر الخطوط والحدود. وفقًا للموقع الرسمي للأمم المتحدة.

مأساة الأطفال

من جانبه تحدث وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك، عن وضع الأطفال السوريين والأزمة التي يعيشونها، قائلًا إن “ما يقرب من نصف أطفال سوريا لم يعرفوا شيئا سوى حياة الصراع. مات عشرات الآلاف منهم. لقد فقد ما يقرب من نصف الشباب في سوريا أحد أفراد الأسرة المباشرين أو أصدقاء مقربين، ولا تزال هذه الصدمات عميقة الجذور دون معالجة”.

وأوضح أن ما يقرب من مليوني ونصف مليون طفل، بما في ذلك 40 في المائة من الفتيات، لا يذهبون إلى المدرسة، مشيرا إلى أن “مدرسة من بين ثلاث مدارس لا يمكن استخدامها لأنها دمرت أو تضررت أو لأنها تأوي الآن عائلات نازحة أو لأنها تستخدم لأغراض عسكرية”.

وذكر أن الجائحة العالمية صعّبت ذهاب الأطفال إلى المدرسة، مشيرا إلى تضرر الأطفال ذوي الإعاقة بشكل خاص بمن فيهم الفتيات.

وحث لوكوك المانحين في مؤتمر بروكسل على إعطاء الأولوية من ضمن تعهداتهم اليوم، إلى نداء تعليم الأطفال في سوريا وفي المنطقة. “فنحن نعتمد على دعمكم المستمر”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين