مبادرة سعودية لإنهاء الحرب في اليمن والحوثيون يشترطون رفع الحصار

رحب المجتمع الدولي بالمبادرة التي أعلنتها المملكة العربية السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية من خلال وقف الحرب والتوصل لحل سياسي.
ووفقًا لوكالة الأنباء السعودية (واس) تتضمن المباردة السعودية وقف إطلاق نار شامل تحت مراقبة الأمم المتحدة، وبدء المشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية برعاية الأمم المتحدة.
وتأتي المبادرة السعودية في ظل تصاعد الهجمات الحوثية على مناطق عدة بالمملكة باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة.
كما تأتي وسط قتال محتدم يشنه الحوثيون في محافظة مأرب، آخر معقل للحكومة اليمنية في الشمال، ممّا يزيد الضغط على القوات المدعومة من السعودية.
وكانت الأمم المتحدة، قد أكدت أنّ اليمن سيواجه أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وحذرت من عواقب وخيمة على المدنيين إذا استمر القتال في مأرب.
تفاصيل المبادرة
وخلال مؤتمر صحفي بالرياض قال الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، إن “مبادرة المملكة لإنهاء الأزمة اليمنية والتوصل لحل سياسي شامل” والتي تتضمن وقف إطلاق نار شامل تحت مراقبة الأمم المتحدة، وإيداع الضرائب والإيرادات الجمركية لسفن المشتقات النفطية من ميناء الحديدة في الحساب المشترك بالبنك المركزي اليمني بالحديدة وفق اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة، وفتح مطار صنعاء الدولي لعدد من الرحلات المباشرة الإقليمية والدولية، وبدء المشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية برعاية الأمم المتحدة بناء على مرجعيات قرار مجلس الأمن الدولي 2216، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل.
دعوة للحوثيين
وأضاف: “تدعو المملكة الحكومة اليمنية والحوثيين للقبول بالمبادرة، وهي مبادرة تمنح الفرصة لتحكيم العقل، ووقف نزيف الدم اليمني، ومعالجة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية التي يعاني منها الشعب اليمني، مطالبًا الحوثيين بقبول المبادرة ليتم تنفيذها تحت إشراف ومراقبة الأمم المتحدة.
وأوضح بن فرحان أن المبادرة سارية الآن، لكنها تتعلق بقبول الحوثيين بما طرح من وقف القتال، مشيراً إلى أن الحوثيين سبق أن رفضوا الاستجابة لحلول سياسية سابقة طرحتها المملكة والتحالف.
وأكد أن المملكة أحاطت الحكومة اليمنية ودول التحالف كافة والمبعوث الأممي والولايات المتحدة الأمريكية بما ستعلنه، متطلعاً إلى قبول الحكومة اليمنية الشرعية لهذه المبادرة وأن يكون هناك تجاوب من الحوثيين.
وتابع: “نتوقع من أمريكا وجميع شركائنا في المجتمع الدولي دعم المبادرة والعمل على إنجاحها، وفي حال امتنع الحوثيون عن التعاون في إيجاد السبل الكفيلة بوضع الضغوط الكافية عليهم لقبول المبادرة ووقف إطلاق النار”.
دعم إماراتي وقبول يمني
من جانبها أكدت الإمارات العربية المتحدة دعمها الكامل لمبادرة السعودية للتوصل إلى حل سياسي شامل في اليمن.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، أن هذه المبادرة فرصة ثمينة لوقف شاملٍ لإطلاق النار في اليمن، وتمهيد الطريق نحو حل سياسي دائم. وحث المجتمع الدولي على تضافر الجهود لالتزام كافة الأطراف بهذه المبادرة ووقف إطلاق النار.
فيما أعلنت الحكومة اليمنية عن ترحيبها بمبادرة السعودية بشأن وقف إطلاق النار الشامل، داعية الحوثيين لقبول المبادرة لكي تدخل حيز التنفيذ من أجل تخفيف المعاناة الإنسانية للشعب اليمني.
وقال بيان للخارجية اليمنية نشرتهُ وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) ” نذّكر بأن الحوثيين قابلوا كل المبادرات السابقة بالتعنت والمماطلة، وعملوا على إطالة وتعميق الأزمة الإنسانية من خلال رفضهم مبادرتنا لفتح مطار صنعاء، ونهب المساعدات الإغاثية وسرقة مدخولات ميناء الحديدة المخصصة لتسديد رواتب الموظفين، مقابل تضليلها للمجتمع الدولي بافتعال الأزمات على حساب معاناة اليمنيين”.
وأشار البيان إلى أن هذه المبادرة أتت استجابة للجهود الدولية الهادفة لإنهاء الحرب والمعاناة الإنسانية، وهي اختبار حقيقي لمدى رغبة الميليشيات المدعومة من إيران بالسلام، واختبار لمدى فاعلية المجتمع الدولي المنادي بإنهاء الحرب واستئناف المسار السياسي.
شروط حوثية
في المقابل أكد الحوثيون أن “فك الحصار” لا يتطلب مبادرة، مشيرين إلى أن على السعودية وقف عملياتها العسكرية لا إعادة طرح أفكار نوقشت سابقًا، وفقًا لشبكة (CNN).
وقال رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام إن “العالم يدرك أن السعودية في حرب مع اليمن ومحاولة السعودية الهروب من استحقاقات الحرب تسطيح”. ورأى أن تقديم الرياض نفسها على أنها ليست طرفًا في ما وصفه بـ”العدوان” يُمثل “تسطيحا مبالغا فيه وغير دقيق ولا يؤدي إلى نجاح على الإطلاق”.
وتابع: “على الجانب السعودي أن يعلن إنهاء العدوان ورفع الحصار بشكل كامل، أما طرح أفكار تم نقاشها لأكثر من عام فلا جديد في ذلك”، على حد تعبيره.
وأشار إلى أن الحوار بين اليمنيين لا يتم إلا بعد إعلان السعودية “فك الحصار”، موضحًا أن “المبادرات تحت النار والحصار غير جادة، وهي هروب إلى الأمام من استحقاق العدوان”.
ترحيب عربي ودولي
وقوبلت المبادرة السعودية بترحيب عربي ودولي، حيث أعرب الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط عن تأييده المبادرة، مؤكدًا أنها تمثل خطوة إيجابية نحو تسوية شاملة في اليمن، وتعكس صدق نوايا المملكة وسعيها للتخفيف من معاناة الشعب اليمني جراء استمرار الحرب.
وأضاف أن النقاط الأساسية في المبادرة تمثل نقطة انطلاق لحوار سياسي شامل، وتمثل معالجة متوازنة لشواغل مختلف الأطراف.
وطالب أبو الغيط الحوثيين بتنحية أية مصالح خاصة أو أجندات خارجية، والنظر إلى الفرصة التي تنطوي عليها المبادرة من أجل رفع المعاناة عن كاهل الشعب اليمني والشروع في حوار سياسي شامل ينهي الأزمة.
كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش عن ترحيبه، بمبادرة السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية، والتزامها مع الحكومة اليمنية الشرعية بوقف إطلاق النار في اليمن، مؤكدًا أن هذه المبادرة تتوافق مع مبادرات الأمم المتحدة وجهودها في هذا الجانب.
أما الولايات المتحدة الأمريكية فأعربت عن ترحيبها بالمبادرة السعودية، وأكدت نائبة المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جالينا بورتر، أن أمريكا ترحب باستئناف العملية السياسية في اليمن، داعية الأطراف إلى الالتزام بوقف إطلاق النار على الفور، والدخول في مفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة.
وجدد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن التزام الولايات المتحدة بدعم الدفاع عن السعودية، وأدان بشدة هجمات الحوثيين الأخيرة ضد أراضي المملكة. وفقًا لموقع “الحرة“
وأكد على ضرورة التزام جميع الأطراف بوقف إطلاق النار، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين.