الراديوطبيبك الخاص

اختفاء الحيوانات المنوية.. الأسباب وطرق العلاج

أجرى الحوار: سامح الهادي ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

هل لديك مشكلة في عدد الحيوانات المنوية؟، كيف تعرف أن لديك هذه المشكلة؟، هل يمكن أن تختفي الحيوانات المنوية في السائل المنوي؟، ما هي الأسباب في نقص أو انعدام الحيوانات المنوية؟، ومتى تعرف أن عليك التوجه للطبيب؟، وما هي عوامل الخطر والمضاعفات التي قد تتعرض لها جراء هذه المشكلة؟، وهل يؤثر ذلك على قدرتك الجنسية أو قدرتك على الإنجاب؟، وما هي طرق العلاج؟

الإجابة على كل هذه الأسئلة، مع الدكتور فائق نيكولاس شما، أخصائي الغدد الصماء وعلاج العقم والأمراض التناسلية فى حلقة جديدة من “طبيب وراء الميكروفون”.

تأثير سلبي
عادةً ما تكون هذه الموضوعات حساسة عند الحديث عنها بالنسبة لبعض الرجال، لا سيّما عند الحديث عن الحيوانات المنوية وقدرة الرجل على الإنجاب، هنا يرى الدكتور فائق نيكولاس شما أن الأثر النفسي يزيد من فداحة هذه المشكلة، حيث لا يؤثر هذا الأمر على الناحية الجسدية فقط، وإنما أيضا على العلاقة بين الرجل وزوجته، وعلى مستوى الأسرة والعائلة بأكلمها.

بحسب دكتور شما فإن “الأثر النفسي عند الرجل يختلف عن الأثر النفسي عند المرأة فيما يخص القدرة على الإنجاب، فالمرأة عندما يكون عندها ضغط نفسي وعصبي كبير، تتوقف قدرتها على إنتاج بويضات، وعلى عكسها تماما الرجل، لأنه لا يتوقف عن إنتاج السائل المنوي أو عدد وسرعة النطف بسبب هذه الضغوط النفسية أو العصبية”.

علامات ظاهرة
فيما يخص العلامات التي يمكن من خلالها للشخص أن يعرف بوجود مشكلة تتعلق بالسائل المنوي لديه أو قدرته على الإنجاب، قال الدكتور شما: “هناك بعض العلامات الظاهرة التي يمكن من خلالها الاستدلال المبكر على وجود مشكلة، مثل عدم نزول الخصيتين، أو وجود مشكلة بالقضيب منذ الصغر، أو وجود الفتاق، أو أيّ أمراض خبيثة استدعت تدخلًا كيميائيًا أو إشعاعيًا، أو وجود مشكلات تناسيلية أخرى تؤثر على الخصيتين”.

وأضاف د. شما أن الأمراض المزمنة أيضا، مثل السكري أو أمراض الكلى، يمكن أن تؤثر على السائل المنوي أيضا، وعلى جودة الحيوانات المنوية، مشيرًا إلى أن طبيعة حياة الشخص، والتلوث البيئي، وبعض أنواع الأدوية التي يأخذها الشخص، تؤثر على عدد وجودة الحيوانات المنوية.

تقليل الأثر السلبي
لتحسين صحة وجودة النطف لتكون قادرة على التخصيب، وتقليل الآثار السلبية للتلوث البيئي والأدوية والأمراض؛ أشار الدكتور شما إلى ضرورة أن يحيا الشخص حياة خالية من التلوث، والابتعاد عن العادات الشخصية الضارة مثل التدخين، وزيادة الأكل والسمنة وغيرها.

وردًا على سؤال من أحد المستمعين بخصوص تغيير الشريك والحالة النفسية وتأثير ذلك على جودة النطف، أشار الدكتور شما إلى وجود تأثير نسبي لهذا الأمر، لأن التناغم مع الشريك يؤثر على طبيعة العلاقة بينهما، وبالتالي يؤثر على  القدرة على الإنجاب.

أما بخصوص تعاطي الهرمونات مثل التستوستيرون والمكملات الغذائية وتأثيرها على القدرة الإنجابية، فقال الدكتور شما إن تعاطي الهرمونات الخارجية تؤثر سلبًا بشكل كبير، موضحًا التأثيرات السلبية للتستوستيرون على جسم وصحة الإنسان.

وأضاف أن بعض مجالات العمل التي قد يتعرض فيها الشخص لدرجة حرارة مرتفعة أو الإشعاعات أو المواد الكيميائية أو غيرها، تؤثر على عدد وجودة النطف التي ينتجها وقدرته الإنجابية.

فحوصات ونصائح
قال الدكتور شما إن هناك فحص بسيط يتم إجراؤه للسائل المنوي للرجل، يتم من خلاله فحص عدد النطف وجودتها وسرعتها ومدى كونها بشكلها الطبيعي، وأضاف أن هذا الفحص على بساطته إلا أنه في غاية الأهمية، ومن المؤسف أن هناك بعض الرجال يترددون في إجراء هذا الفحص.

وأضاف الدكتور شما أن هناك 3 حالات تكون فيها عدد النطف يساوي صفر؛ وذلك بسبب إما أن الخصية لا تعمل، أو أن الأنابيب الخارجة من الخصية مغلقة، أو أن الدماغ لا يعطي الرسالة اللازمة للخصية لإنتاج النطف. وتحدث شما عن بعض الحلول لهذه الحالات، وكذلك الحالات التي تكون لديها مشكلات جينية، وذلك من أجل تمكينها من الإنجاب.

كورونا والإنجاب
حول مدى وجود علاقة بين الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وجودة وسلامة النطف؛ قال الدكتور شما إن هناك عدة دراسات وجدت أن كوفيد-19 يؤثر سلبيًا على عدد النطف عند الرجل، ولكن حتى الآن من غير المعروف ما إذا كان هذا التأثير قصير أو متوسط أم طويل الأجل، ولا ننسى أن الإصابة بهذا الفيروس تسبب حدوث بعض الجلطات، وهذه الجلطات تؤثر لا محالة على الخصية والدماغ وبالتالي على النطف.

الشق الآخر المهم هو الخوف من اللقاحات، لا سيّما في دولنا العربية في الشرق، وربط البعض بين اللقاحات وعدم القدرة على الإنجاب، بالرغم من عدم وجود أي دراسة تثبت هذا الأمر. وأشار الدكتور شما إلى أن “تأثير كورونا خطير على النطف، وهذا مثبت علميًا، بعكس اللقاحات التي لا تؤثر سلبيًا على النطف، ولا يوجد أي دليل علمي على تأثيرها على النطف، لذلك أنا أشجع الجميع على أخذ اللقاحات”.

اختلافات وتأثيرات
حول مدى وجود اختلاف بين الأعراق وبعضها في عدد وجودة النطف؛ قال الدكتور شما إنه لا توجد دراسات كثيرة حول هذا الأمر، ولكن هناك دراسات تؤكد أن هناك حالات مجتمعية تؤثر أكثر، فالمجتمعات التي بها حالات مرضية تناسلية أكثر يكون بها تأثر سلبي في عدد النطف، وكذلك المجتمعات التي بها نسب تلوث أكثر.

وضرب شما مثالًا بتأثر الرجال الذين عاشوا في اليابان بعد إلقاء القنابل الذرية عليها، حيث تأثرت النطف لديهم والقدرة الإنجابية عندهم بسبب الإشعاعات الناتجة عن القنبلتين والتلوث الذي حدث، واختتم الدكتور شما الحلقة بعدة نصائح للحفاظ على صحة سليمة وقدرة إنجابية.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى