
أجرى الحوار: مجدي فكري ــ أعده للنشر: أحمد الغـر
قصة جديدة من قصص النجاح تأتيكم هذه المرة من عالم الفن والإبداع، مع شخصية فريدة لم تصنع قصة نجاح واحدة، بل قصصًا متعددة، تضافرت معًا لتشكل معالم رحلة فنية وإنسانية متميزة.
قصة نجاح الفنانة سميرة عبدالعزيز، التي تأخذنا معها حول ذكريات روائع المسرح والإذاعة والتليفزيون التي قدمتها، والتي منحتها عن جدارة لقب “أم العظماء”، بعد تجسيدها باقتدار لشخصية الأم لعدد من أئمة وعلماء المسلمين في مسلسلات عنهم، مثل أبي حنيفة والترمذى والشافعي والمراغي وابن حزم والشيخ الشعراوى وغيرهم.
كما تذكرنا معها صوتها الذي سيظل علامة مهمة في تاريخ الإذاعة المصرية ببرنامجها الشهير “قال الفيلسوف”، الذي أصبح أقدم برنامج مستمر يذاع بالإذاعات العربية، وغيره من البرامج التي قدمتها بصوتها المميز، والتي شكّلت جزءًا من وجدان الشعب المصري.

فن ورسالة
بدأت الحلقة بالحديث عن آخر نجاحات الفنانة القديرة سميرة عبدالعزيز، وهو تعيينها كعضوة في مجلس الشيوخ المصري، حيث قالت إن “هذا يعدّ تقديرًا عظيمًا من الرئيس المصري للفن، فأنا ليس لدي نشاط سياسي، وكل إنجازاتي في المجال الفني، وفي أي لقاء كنت أطالب الرئيس دائما بأن يدعم الفن الجيد، تمامًا مثلما يتم دعم رغيف الخبز، وأعتقد أن هذا تتويج لهذه المناشدة”.
تؤمن سميرة عبدالعزيز بأهمية الفن الجيد، لذلك ركزّت طوال مشوارها على تقديم فن جيد له رسالة، ومما شجّعها على ذلك نصائح زوجها الراحل، الكاتب القدير محفوظ عبدالرحمن، الذي دائمًا ما كان ينصحها بالتركيز على الأعمال التي تحمل في مضمونها رسالة فنية عظيمة، للارتقاء في النهاية بعقول المتابعين والمجتمع.

من الإذاعة إلى المسرح
بالعودة إلى بدايات مشوارها؛ قالت سميرة عبدالعزيز إنها بدأت التمثيل وهى بالمدرسة الثانوية في مدينة الإسكندرية، وتناولت بعض الذكريات مع والدها وبداياتها في مجال التمثيل المسرحي أثناء الجامعة، قبل أن تنتقل للتمثيل الإذاعي في إذاعة الإسكندرية، حيث التقت مع الإذاعي حافظ عبدالوهاب الذي فتح أمامها الباب للإنطلاق أمام الميكرفون.
تحدثت عبدالعزيز عن قصة إحدى مسرحياتها مع فرقة الأسكندرية المسرحية ومن إخراج حسن عبدالسلام، والتي شاهدها يومها الفنان كرم مطاوع، ومن ثمّ اختارها للتمثيل في مسرحية أخرى معه بالقاهرة، ومن تأليف عبدالرحمن الشرقاوي وبطولة سميحة أيوب.
تناولت الفنانة القديرة بالحديث أيضًا قصة انتقالها من وزارة التربية والتعليم كمعلمة مواد تجارية بالإسكندرية إلى وزارة الثقافة كموظفة في القاهرة، حيث ساعدها في ذلك الفنان كرم مطاوع، حتى تكون قريبة من الفرق المسرحية التي تؤدي المسرحيات معها.
تذكرت أيضًا الخطاب الذي أرسله الإذاعي حافظ عبدالوهاب معها، إلى الإذاعي محمد محمود شعبان “بابا شارو” في الإذاعة بالقاهرة، حيث قال فيه “أهديك صوتًا جميلًا ومثقفًا، برجاء الاستعانة به في برامجكم”، ومن ثمّ بدايتها في برنامج “أماكن لها تاريخ” الذي شكّل انطلاقتها إلى برامج أخرى عديدة.
تكريم ومسيرة
وبسبب آدائها المتميز في أعمالها الفنية؛ كرّمها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عن دورها في مسرحية “المفتش العام”، وكان لهذا التكريم أثر كبير عليها وعلى الأدوار الفنية التي قدمتها لاحقًا، حيث قالت: “أنا أدين للرئيس جمال عبدالناصر باحترافي الفن، فقد كان هذا التكريم فارقًا في حياتي لاحقًا”.
وحكت عبد العزيز قصتها مع برنامج “قال الفيلسوف” الذي ذاع صيته كثيرًا، وانتقال فريق البرنامج إلى إذاعة أبوظبي لتقديمه هناك، ومن ثمّ عودتهم إلى الإذاعة المصرية بفضل الموسيقار محمد عبدالوهاب، الذي سعى إلى إعادة البرنامج إلى الأثير المصري.

ذكريات لا تنسى
عن قصة ارتباطها بالكاتب القدير محفوظ عبدالرحمن، قالت إن معرفتها الأولى به كانت من خلال عرض إحدى المسرحيات على مسرح سيد درويش بالهرم، وبالرغم من عدم لقائهما حينها، إلا أن اسمه ظل عالقًا في ذهنها، إلى أن عملا معا في عمل فني، وهو مسلسل “عنترة”، ثم مسلسل “محمد الفاتح”، ثم “ليلة سقوط غرناطة”، حيث التقيا في عجمان بالإمارات العربية المتحدة، وهناك كان الحديث الأول بينهما.
بعد عام، التقيا مجددًا في تونس، حيث مسلسل “الكتابة على لحم يحترق”، وهناك تزوجا في حفل بهيج بحضور كل أفراد طاقم المسلسل، وتناولت ذكرياتها مع محفوظ عبدالرحمن في الأفلام التي قدمها، وكذلك مشاركة الفنان أحمد زكي فيها، وأيضا ذكرياتها مع دورها في مسلسل أم كلثوم، وكذلك دورها في مسلسل بوابة الحلواني، ومسلسل ضمير أبلة حكمت، ولقاؤها الأول مع الفنانة القديرة فاتن حمامة.
وعن أهم الأشياء التي تعلّمتها سميرة عبدالعزيز من زوجها الراحل، قالت: “تعلمت منه البحث الدقيق حول الشخصية التي سأقدمها، وأن يكون العمل الفني به رسالة هادفة للمشاهد”.