رغم رفض الفاتيكان.. بايدن يواصل دعمه لزواج المثليين

قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي، إن الرئيس جو بايدن سيواصل دعمه لزواج المثليين، وذلك على الرغم من إعلان الفاتيكان أن القساوسة لا يمكنهم مباركة هذا النوع من الزواج.
وأصدر الفاتيكان، أمس الاثنين، مرسومًا يقضي بأن الكنيسة الكاثوليكية لا تستطيع أن تبارك زواج المثليين، لأن الله لا يبارك الخطيئة، كما أصدر مكتب الأرثوذكسية بالفاتيكان، وهو مجمع عقيدة الإيمان المسيحي، ردًا رسميًا على سؤال حول ما إذا كان بإمكان رجال الدين الكاثوليك أن يباركوا زواج المثليين، وفقًا لما نشرته “CBS News“.
كانت الإجابة الواردة في شرح من صفحتين ونُشرت بسبع لغات، ووافق عليها البابا فرانسيس، بالرفض، حيث ميّز المرسوم بين ترحيب الكنيسة ومباركتها للمثليين، حيث يرى الفاتيكان أن المثليين يجب أن يعاملوا بكرامة واحترا ، لكن هذا الجنس مثلي الجنس مضطرب جوهريًا.
وتنص التعاليم الكاثوليكية على أن الزواج، وهو اتحاد مدى الحياة بين الرجل والمرأة، هو جزء يهدف إلى خلق حياة جديدة، وبحسب الوثيقة فبما أنه لا يُقصد من اتحادات المثليين أن تكون جزءًا من تلك الخطة، فلا يمكن أن تباركها الكنيسة.
وتابعت الوثيقة: “إن وجود عناصر إيجابية في مثل هذه العلاقات، والتي يجب تقديرها في حد ذاتها، لا يمكن أن يبرر هذه العلاقات ويجعلها أهدافًا مشروعة للبركة داخل الكنسية، لأن العناصر الإيجابية موجودة في سياق اتحاد غير مرتب في هذه الحالة”.
دعم بايدن
في سياق متصل؛ قالت بساكي في مؤتمر صحفي، إن “بايدن لم يكن لديه رد شخصي على بيان الفاتيكان، لكن الرئيس لم يغير نظرته القديمة الداعمة للزيجات المثلية”، مضيفةً: “بايدن لا يزال يؤمن ويدعم الزيجات المثلية كما تعلمون، وهو يفعل ذلك منذ فترة طويلة”.
Psaki on if Biden has a "personal response" to the Vatican saying Catholic clergy can't bless same-sex unions: "I don't think he has a personal response to the Vatican, no. He continues to believe and support same-sex unions as you know, and he's long had that position." pic.twitter.com/eQZMaWNNGg
— USA TODAY (@USATODAY) March 15, 2021
ففي عام 2012، وفي خضم ما توقعه الكثيرون أن تكون حملة إعادة انتخاب صعبة للبيت الأبيض لأوباما، فاجأ بايدن الجميع خلال ظهوره في برنامج “Meet the Press” عندما أصبح أول مسؤول كبير يدعم علنًا زواج المثليين، وفقًا لـ”USA Today“.
في ذلك الوقت، كانت البلاد منقسمة بشأن ما إذا كان ينبغي تقنينها، وكان العديد من السياسيين الداعمين للقطاع الخاص يتجنبون هذه القضية علانية، وكان يُنظر إلى تصريح بايدن حينها على أنه زلة في ذلك الوقت، ويرجع ذلك أساسًا إلى إحجام الرئيس الأسبق باراك أوباما عن معالجة هذه القضية.
.@PressSec said Biden "didn't have a personal response" to the Vatican not letting priests bless same-sex unions.
She answered the question. The answer was a no comment from Biden on the church's action.
— Yamiche Alcindor (@Yamiche) March 15, 2021
ترحيب البابا
سبق وأن أيّد البابا فرانسيس تزويد الأزواج المثليين بالحماية القانونية في الزيجات المثلية، لكن هذا في إشارة إلى المجال المدني، وليس داخل الكنيسة، حيث جاءت هذه التعليقات خلال مقابلة مع محطة تليفزيون مكسيكية في عام 2019، لكن الفاتيكان حذفها آنذاك، لكنها ظهرت في فيلم وثائقي العام الماضي.
لكن في الوثيقة الجديدة والمقال المصاحب غير الموقع، قال الفاتيكان إن أسئلة أثيرت حول مباركة الزيجات المثلية في السنوات الأخيرة وبعد أن أصرّ البابا على الحاجة إلى الترحيب بالمثليين ومرافقتهم في الكنيسة بشكل أفضل.
وشدد الفاتيكان في المقال على “التمييز الأساسي والحاسم بين مثليي الجنس واتحادات المثليين”، مشيرًا إلى أن “الحكم السلبي على زواج أشخاص من نفس الجنس لا يعني حكمًا على أشخاص”.
وأشار الفاتيكان إلى أن “أي اتحاد يتضمن نشاطًا جنسيًا خارج الزواج لا يمكن أن يُبارك لأنه ليس في حالة نعمة، أو أمر بتلقي والتعبير عن الخير الذي يُنطق به، ومنحها البركة”، وأضاف الفاتيكان أن مباركة الزواج من نفس الجنس يمكن أن تعطي الانطباع بوجود نوع من التكافؤ للزواج، وهذا أمر مضلل.
مخالف للأديان والقيم
في سياق آخر؛ أكد أعضاء مجمع البحوث الإسلامية في اجتماع سابق لهم، برئاسة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن جميع الشرائع والأديان السماوية تحرّم زواج المثليين، سواء أكانا رجلين أو امرأتين، وذلك تحريمًا قطعيًا، كما أن الصلاة خلف أي منهم باطلة، وفقًا لما نشره “المصري اليوم“.
وقال أعضاء المجمع: “ينبه المجمع سائر المسلمين في العالم بأن ما يفعله هؤلاء الشواذ محرم شرعًا، ومخالف لما هو معلوم من الدين بالضرورة بنص الكتاب والسنة، وأن هذا الارتباط بين المثليين محرم قطعًا في جميع الأديان، كما أنه مخالف لجميع القيم والأخلاق وللفطرة الإنسانية التي فطر الناس عليها، وأنه يخالف الذوق العام والإجماع البشري عبر العصور”.
وشدّد المجمع على حرمة الصلاة خلف من يعتقد ذلك، حيث أوضح مجمع البحوث الإسلامية للمسلمين في شتى بقاع الأرض أن “الصلاة باطلة وغير صحيحة خلف من يعتقد ذلك المحرم أو يحله أو يجاهر بفعله أو يستحسنه”، مؤكدًا: “على المسلمين ألا يصلوا خلف هؤلاء، وأن يرفضوا هذه السلوكيات الشاذة والظواهر الخبيثة الشائنة”.