الراديوكلنا عباد الله

فى ذكرى الإسراء والمعراج.. ما هي الدروس المستفادة؟

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

تغطية خاصة لراديو صوت العرب من أمريكا فى ذكرى الإسراء والمعراج مع فضيلة الدكتور محمد موفق الغلاييني، إمام المركزالاسلامي “جراند بلانك”، وعضو مجمع فقهاء الشريعة في أمريكا الشمالية، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء، وعضو الهيئة التّدريسية في الجامعة الإسلامية.

مناسبة مهمة
في بداية الحلقة؛ بدأ الدكتور الغلاييني حديثه بتوضيح أن هذه المناسبة المهمة تذكرنا دائما بأن الله (سبحانه وتعالى) لن يترك عباده المخلصين وحدهم، وكان في مقدمتهم رسولنا محمد ﷺ، حيث توفى سنده الخارجي، عمّه أبو طالب، قبيل هذه المعجزة، وتوفى سنده الداخلي، زوجته خديجة.

وعندما خُذِلَ النبي في الطائف، رفع يديه إلى السماء ودعا: “اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني، أم إلى قريب ملّكته أمري..”، إلى آخر الدعاء المعروف الذي اهتزت له السماء.

وهنا نزل جبريل ومعه ملك الجبال، وأخبر النبي أنه لو يريد أن يطبق عليهم الأخشبين “الجبلين” لفعل ذلك، ولكن النبي رفض، ودعا: “اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون”، والله (عز وجل) أكرم نبيه بهذه الرحلة المعجزة، بالإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم المعراج إلى السماء.

دلائل وحقائق
وأكد د. الغلاييني أن رأي جمهور العلماء هو أن هذه الرحلة قد تمت بالروح والجسد معاً، وليست بالروح فقط، وقد ثبت الإسراء في القرآن الكريم، بقوله تعالى: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا”، وثبت المعراج في قوله: ” مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى”.

إضافة لذلك، لدينا 20 رواية في صحيح البخاري، وصحيح مسلم، ومسند الإمام أحمد وغيره، تؤكد جميعها ثبوت الإسراء والمعراج بالروح والجسد، ومن الناحية اللغوية أيضًا عند تفسير الآيات القرآنية الدالة على هذه الرحلة، سنجد أنها تؤكد أنها كانت روحًا وجسدًا.

دروس مستفادة
حول الدروس المستفادة من الإسراء والمعراج؛ قال الدكتور الغلاييني، إن فيها تأكيد على رحمة الله برسوله، وتكريمه، كما كان فيها تحديًا للمشركين، كما أن ذكر المسجد الأقصى وما حوله؛ أيّ أرض فلسطين، هو تكريم لهذه الأرض، وهنا تذكيرٌ لنا بالمحافظة عليها. ومن الدروس أيضًا.. أن هذه الرحلة قد أعطت إشارة إلى تحويل القيادة من القدس إلى مكة المكرمة ببعثة هذا النبي الكريم.

وأضاف د. الغلاييني أنه من الملاحظ أيضًا أن كل الفرائض قد فُرِضَت والنبي على الأرض، إلا الصلاة، فهى وحدها التي فُرِضَت في السماء، وهذا يضيف لها مكانة وأهمية عظيمة، كما تناول الحديث الصحيح حول تخفيض عدد الصلوات من 50 إلى خمس صلوات.

نقطة تحول
ويرى د. الغلاييني أن الإسراء والمعراج كانت نقطة تحول في طريق الدعوة إلى الله، لأن بعدها كانت نقطة إنطلاق في نشر الإسلام، ومن ثمَّ الفتح العظيم بالهجرة إلى المدينة، فكأن هذه الرحلة العظيمة كانت فاصلة بين مرحلتين؛ بين مرحلة الضعف والاضطهاد، ومرحلة النصر والقوة والتمكين.

وحول حكم صيام هذا اليوم، قال د. الغلاييني إنه لم يثبت حديث صحيح حول صيامه، أما فيما يخص الاحتفال بهذه المناسبة، فقال إن الأصل في الأشياء الإباحة، والأصل في العبادات الدليل، لذلك يجب أن يستفيد المسلمون من هذه المناسبة، بالدعاء والعبادة وقراءة القرآن الكريم.

لهذه الرحلة أيضًا فائدة عظيمة أخرى وفقًا للدكتور الغلاييني، وهي أنها تبعث في النفس الطمأنينة والسكينة، من خلال التأكيد على أنه مهما كانت المصائب فإن الله معنا، وهو حسبنا ويكفينا، وفي ظل ما يعانيه العالم حاليًا من جائحة كورونا، علينا أن نتيقن أن الله معنا وسينجينا من كل سوء.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى