أميركا بالعربيهجرة

هل يمنح بايدن الأمل للفائزين في الهجرة العشوائية بالدول التي حظرها ترامب؟

ترجمة: مروة مقبول

يتقدم ما لا يقل عن 12 مليون شخص حول العالم للحصول على تأشيرة بموجب برنامج الهجرة العشوائية أو هجرة التنوع Diversity Visa، ولكن بدا الطريق إلى حياة جديدة في الولايات المتحدة للفائزين بتلك التأشيرة شبه مغلق.

ففي عام 2017، اتخذ الرئيس آنذاك دونالد ترامب سلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى منع الأفراد من الدول ذات الأغلبية المسلمة من القدوم إلى الولايات المتحدة. وبالمثل، وضع الإعلان الرئاسي رقم 9645 مستويات مختلفة من القيود على الرعايا الأجانب من ثماني دول: تشاد وإيران وليبيا وكوريا الشمالية وسوريا وفنزويلا والصومال واليمن.

الآن، وبعد أربع سنوات، يأمل عشرات الآلاف من الفائزين أن تتاح لهم فرصة أخرى لدخول البلاد، في ظل القيود التي قام الرئيس جو بايدن بإلغائها مؤخرًا.

“فقدوا الأمل”

فازت بلقيس الدويس، من اليمن، بتأشيرة الهجرة العشوائية “اللوتري” عام 2016، وهو الأمر الذي تصورت أنه سيغير حياتها والوصول إلى “أرض الأحلام”.

وبحسب شبكة CNN، لم تحصل على الرفض بموجب الأمر التنفيذي، لكنها لم تتمكن أيضًا من الحصول على بطاقتها الخضراء “الجرين كارد” قبل انقضاء المدة المسموح بها.

وقالت الدويس للشبكة الإخبارية إن أحلامها بالسفر إلى الولايات المتحدة قد تحطمت تمامًا، بعد أن وصفت فوزها بالتأشيرة بأنها “كانت من أعظم لحظات حياتها”. وأضافت “إن أبسط طريقة لوصف حياتي حاليًا هي أنها كابوس”.

باعت الدويس، التي كانت متزوجة حديثًا، أثاث بيتها وذهبها واقترضت هي وزوجها آلاف الدولارات للسفر إلى ماليزيا لإجراء المقابلة للحصول على التأشيرات، حيث ليس لدى الولايات المتحدة حاليًا سفارة في اليمن. تلقت رسالة بريد إلكتروني من السفارة تخبرها أن تأشيرتها جاهزة للإصدار، لكن تأشيرة زوجها لازالت قيد المعالجة. واجهت سلسلة من المشاكل في الحصول على التأشيرة بالفعل، وقبل أن تتمكن من ذلك، انتهت فرصتها.

تعيش الآن الدويس في اسطنبول مع ابنتها سدرة البالغة من العمر ثلاث سنوات، بعد أن هرب زوجها من البلاد عن طريق البر ودخل أوروبا بشكل غير شرعي منذ عام ونصف للبحث عن عمل؛ وهو الآن يعيش في مخيم للاجئين في صربيا.

وقالت لشبكة CNN: “زوجي ليس معي.أنا ضائعة حقًا؛ لا أعرف ماذا أفعل أو ماذا سيحدث لي في المستقبل”.

“حلم ضائع”

فاز أحمد من سوريا بتأشيرة من خلال في القرعة التي تقام سنويًا، وذهب لإجراء مقابلة في السفارة الأمريكية في الأردن في عام 2019، حيث علقت السفارة الأمريكية في سوريا أنشطتها في عام 2012.

وعلى الرغم من علمه بالأمر التنفيذي الذي أعلنه ترامب، إلا أنه تتبع الأمل ولو كان ضئيلًا للخروج من سوريا.

وقال في لقاء مع الشبكة الإخبارية: “إذا كانت هناك فرصة بنسبة واحد بالمائة للخروج من هذا البلد الذي دمرني حرفيًا فسأغتنمها”.

واستطرد أحمد أنه تم رفض طلبه للحصول على التأشيرة بسبب الإعلان الرئاسي، كما أخبره موظفًا قنصليًا أنه غير مؤهل للحصول على إعفاء

وفقًا لبيانات وزارة الخارجية الأمريكية، فقد تم رفض تأشيرات عشرات الآلاف من المتقدمين للحصول على تأشيرات الهجرة، بما في ذلك المتقدمون للحصول على تأشيرة التنوع أو الفائزين بتأشيرة “الجرين كارد” كما يُطلق عليها، في السنوات المالية 2017 و 2018 و 2019 بموجب سياسة إدارة ترامب.

برنامج الهجرة العشوائية

تأسست تأشيرة الهجره التعدديه (DV) بموجب قانون الهجرة للعام 1990، حيث تطرح 55 ألف تأشيرة هجرة في القرعة السنوية، ابتداءً من السنة المالية 1995. تهدف القرعة إلى تنويع السكان المهاجرين في الولايات المتحدة، من خلال اختيار أشخاص يأتي معظمهم من بلدان كانت معدلات الهجرة منها إلى الولايات المتحدة منخفضة في السنوات الخمس السابقة.

 وقال عابد أيوب، مدير السياسات في اللجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز العنصري، لشبكة CNN: “إنها توفر فرصة للأفراد للدخول إلى الولايات المتحدة الذين لن يكون لديهم عادة أي وسيلة أخرى للوصول إلى هنا”.

وأضاف أنه يمكن للفائزين في تلك القرعة التقدم بطلب للحصول على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة، وهي عملية يمكن أن تكون مكلفة للغاية وصعبة.

يحصل الفائزون على “الجرين كارد” الذي يمنحهم فرصة السفر بحرية تامة من وإلى الولايات المتحدة لأنهم يعتبرون مثل المواطنين الدائمين على أرض الولايات المتحدة ويحق لهم بشكل قانوني العمل والاستفادة من خدمات الصحة والتعليم والضرائب والتقاعد والضمان الاجتماعي وغيرها من المساعدات، وبعد ذلك يمكن لحاملي بطاقة الجرين كارد التقدم للحصول على الجنسية الأمريكية دون أن يفقدوا جنسيتهم الحاصلين عليها من بلدهم التي ولدوا فيها، وتعتبر بطاقات الجرين كارد سارية المفعول لمدة عشر سنوات ويمكن تجديدها بإجراءات بسيطة.

تصحيح الخطأ!

وقال السيد أيوب إن الإدارة السابقة لم توقف عمل البرناج وقدمت “أملًا كاذبًا” للآلاف، والآن تقع على عاتق الإدارة الحالية مسؤولية تصحيح هذا الخطأ وإعطائهم فرصة للمجيء إلى الولايات المتحدة”.

وفي أول يوم له كرئيس، أصدر بايدن أمرًا رئاسيًا لـ “إنهاء الحظر التمييزي على الدخول إلى الولايات المتحدة”، الذي بموجبه أجرت وزارة الخارجية مراجعة للتأكد من الأفراد الذين رُفضت طلباتهم للحصول على تأشيرة الهجرة على أساس القيود المفروضة على الدخول بناء على الأمر التنفيذي رقم 9645 أو 9983 ووضع خطة لتسريع النظر في تلك الطلبات.

كما قام الرئيس بايدن أيضًا يوم الأربعاء الماضي بإلغاء أمرًا تنفيذيًا آخر من عهد ترامب يحظر مؤقتًا بعض تأشيرات الهجرة أثناء جائحة فيروس كورونا.

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس يوم الخميس إن “متلقي تأشيرة التنوع الذين يحملون تأشيرات سارية وغير منتهية الصلاحية قد يسعون الآن للدخول الفوري إلى الولايات المتحدة”.

وأوضح أنه بموجب القانون الحالي، سيتعين على هؤلاء الذين لم يتمكنوا من الحصول على تأشيراتهم قبل انقضاء المدة المحددة، أو الذين لديهم تأشيرات منتهية الصلاحية، “تقديم طلب تأشيرة جديد ودفع رسوم معالجة طلب التأشيرة الجديدة”.

تأمل الدويس وأحمد، وكل من ربحوا في الهجرة العشوائية منذ عام 2017، أن تعيد إليهم الأوامر التنفيذية للرئيس بايدن والتغييرات في السياسة حقوقهم وتمنحهم فرصة أخرى للحصول على البطاقة الخضراء.

المصدر: CNN

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين