رأي

شركات الإعلام الأمريكية.. والسيطرة على العقول

بقلم: مروان سمور

تمتلك أمريكا أكبر ترسانة إعلامية في العالم من محطات تلفزيونية ووكالات إخبارية وإذاعات وصحف ومجلات..الخ. وتتركز ملكية 90% من وسائل الإعلام الأمريكية في أيدي 6 مجموعات إعلامية فقط، فهي تسيطر على ما “يشاهده ويسمعه ويقرأه” المواطن الأمريكي والأجنبي معًا وفي كل يوم.

وهذه المجموعات الإعلامية تهيمن عليها شركات متنوعة تعمل بـ (المال، النفط، السلاح، المعلومات.. الخ).

ولعل أمريكا اليوم هي سوق تصنيع الإعلام وتحرير الأخبار وإنتاج الأفلام وتطويع المجتمع حول خيار يخدم مصالح هذه الشركات.

فهي تمتلك 700 محطة تلفزيونية، وما يقارب من 6700 محطة إذاعية، و1500 صحيفة يومية، وصناعة سينما تنتج حوالي 200 فيلم سنوياً، مملوكة لأفراد قلائل أصبحوا يشكلون العقل الأمريكي وعقل مواطني دول العالم.

ولكي تنجلي الصورة أمامنا أكثر، لا بد لنا أن نتعرف على ماهية هذه الشركات العملاقة وإمكانياتها، وحجم انتشارها، والشركات الفرعية التابعة لها، وذلك فيما يلي:

وارنر ميديا 

تعتبر ثالث أكبر الشبكات التلفزيونية والسينما وإنتاج برامج الترفيه في العالم من حيث الإيرادات. وهي أكبر تكتل لوسائل الإعلام في العالم، ويرأس مجلس إدارتها جيفري بيكس.

ومن بين الشركات التابعة لها “سينما نيو لاين”، “HBO”، “سي إن إن”، “نظام تيرنر للبث”، “شبكة التلفزيون CW”، “وارنر بروس” وغيرها.

ومجموعة  “وارنر ميديا”  تضم حاليًا 4 مجموعات كبرى هي:

1- مجموعة الصندوق المنزلي: تعد أكبر منتج للبرامج التليفزيونية في العالم، وهي شبكة التلفزيون المدفوع الأولى في العالم. وأشهر منتجاتها حاليا “مسلسلات لعبة العروش”.

2- شبكة تيرنر للبث “TBS”: تدير مجموعة من أكبر الشبكات التليفزيونية في العالم، لعل أهمها شبكة تلفزيون “CNN” الإخبارية .

3- مجموعة تايم للنشر: أشهر إصداراتها هي مجلة “TIME” ومجلة “Life” وأيضًا مجلة “People” بالإضافة إلى مجلة “Fortune” .

4- مجموعة وارنر براذر الترفيهية: تضم شركات من ضمنها: استوديوهات وارنر براذرز، وتلفزيون وارنر براذرز، وشبكة تلفزيون WB،  ووارنر برازر بيكتشر.

وأشهر ما قدمته فيلم ” Rise of an Empire” وفيلم “Godzilla” و“Lord of rings” وهاري بوتر، وغيرها.

نيوز كورب

تعتبر من أكبر الشركات الإعلامية في العالم، وتعمل في ثمانية قطاعات منها: الأفلام الترفيهية والتلفزيون وبرامج شبكة الكابلات، والبث المباشر من خلال الفضائيات والمجلات والجرائد ونشر الكتب.

ولديها عشرات المؤسسات الإعلامية في أستراليا وأمريكا اللاتينية وأوروبا وكندا وأمريكا. ويعتبر الإمبراطور الإعلامي “روبرت ميردوخ” أكبر مساهم فيها.

وتشمل أصولها أكثر من (175) صحيفة عالمية شهيرة من بينها “ذا تايمز”، و”الصنداي تايمز” و”ذا صن”، وأيضًا “وول ستريت جورنال”.

بحلول عام 2000، أصبحت شركة “نيوز كورب” تمتلك أكثر من 800 شركة في أكثر من 50 بلدًا حول العالم.

ومن الشركات التابعة لها “شبكة تليفزيون فوكس نيوز”، التي تتألف من 21 قناة داخل أمريكا، وأكثر من 7 قنوات خارجها، كما تمتلك 39% من أسهم شركة “بي سكاي بي” الإعلامية.

والت ديزني

هي أكبر شركات وسائل الإعلام والترفيه في العالم، تمتلك إحدى عشر حديقة ملاهي، وشبكة قنوات ديزني وشبكة قنوات “ESPN”.

مقر شركة ديزني الرئيسي ومرافق الإنتاج تقع في استوديوهات والت ديزني في بربانك، كاليفورنيا. ومن أشهر ما أنتجته فيلم “Avatar” وفيلم “Brave”.

كما تمتلك مدن الملاهي “ديزني لاند” الشهيرة في أمريكا وباريس وهونج كونج والصين.

وتمتلك “شركة فوكس للقرن الحادي والعشرين” للإنتاج السينمائي في هوليوود. ولديها 5 شركات توزيع سينمائي، بالإضافة إلى نحو 30 محطة إذاعية حول العالم.

 فياكوم

يديرها قطب الإعلام “سامنر ريدستون”. وتمتلك شبكة قنوات تليفزيونية أبرزها (MTV – BET – CMT).

وفي مجال الإنتاج السينمائي تمتلك عدة شركات مثل “MTV films” و“Viacom International”، كما تمتلك 23 محطة ووحدة إنتاج تلفزيوني من أشهرها “ذا موفي تشانيل”.

سي بي إس 

شبكة كولومبيا للبث (CBS): تعتبر من كبرى الشبكات التلفزيونية الأربع في أمريكا، ويديرها إمبراطور الإعلام “سامنر ريدستون”. وأبرز قنواتها: (CBS News – CBS sport) وقنوات (Show Time).

تمتلك شركة “CBS television Studios” التي تنتج عددًا كبيرًا من البرامج التليفزيونية.

في مجال الإنتاج السينمائي تمتلك المجموعة شركات مثل (CBS studios) و(CBS films)، وأنتجت أفلامًا شهيرة كسلسلة الرجل العنكبوت وشفرة دافينشي.

كومكاست

هي أكبر شركة للبث اللاسلكي والتلفزيون الكبلي في العالم (حسب الإيرادات). وهي ثاني أكبر شركة خاصة لخدمة التلفاز، وأكبر مزود خدمة الإنترنت في الولايات المتحدة، وثالث أكبر شركة للهاتف المنزلي في البلاد.

وهي صاحبة شركة “NBC” التليفزيونية الشهيرة. وتمتلك “ستوديو يونيفرسال”، ويديرها كومكاست رجل الأعمال “برايان روبرت”.

الخلاصة

وفقًا لبعض الدراسات الإعلامية التي أجريت في السنوات القليلة الماضية فإن وكالات الأنباء الأمريكية تتحكم في 80% من الصور التي يتم بثها، وتنتج أو تبث 57% من الأفلام السينمائية في العالم، وتزود وكالة “الأسوشيتدبرس” أكثر من 590 محطة إذاعية وتلفزيونية بأخبارها”.

وأن المواطن الأمريكي يشاهد العالم عبر التلفاز والإذاعة والمسرح والسينما والمطالعة 3400 ساعة تقريبًا أي بمعدل (8-9) ساعات يوميًا.

وختامًا، استطاعت الدوائر السياسية وصناع القرار في أمريكا، ومن ورائهم الشركات الداعمة لهؤلاء السياسيين، توظيف المنظومة الإعلامية الأمريكية وتوسيع دورها في الدعاية السياسية، وتنفيذ السياسات لتحقيق الأهداف والغايات الإستراتيجية ذات التوجه السياسي والاقتصادي والعسكري، وتسويق المفاهيم والمصطلحات الإعلامية ذات المنحى السياسي العسكري، ولعل أبرزها “الحروب الاستباقية” و”الحرب العالمية على الإرهاب” وغيرها.

كما يؤسس لكل مرحلة إستراتيجية (قاموس مصطلحات إعلامية) تصاغ مصطلحاته بدقة، وتنحت بشكل يحقق الغايات والأهداف، وذلك لغزو العقول والقلوب وإعماء الرأي العام، وتوجيهه إلى الغاية المطلوبة، باستخدام أساليب الدعاية، ومصطلحات الخطاب المزدوج بانتقائية، واجتزاء البعض منها، وفق معايير مزدوجة، وعلى سبيل المثال، الحرية، الخير، الشر، المحور، الإرهاب، الأصولية، التشدد، المسلحين، المتمردين، الديمقراطية ..الخ.


الآراء الواردة في المقال تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس وجهة نظر الموقع


تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى