أخبارأخبار العالم العربي

هل تنجح السلطة الليبية الجديدة في إنهاء العنف والفوضى؟

لم تعرف ليبيا الهدوء أو الاستقرار منذ أن سقط نظام العقيد معمر القذافي وحتى الآن، لكن يبدو أن الإتفاق الأخير حول اختيار السلطة التنفيذية الجديدة المتمثلة بالمجلس الرئاسي ورئيس الوزراء قد تشكل كلمة السر نحو شئ من الاستقرار النسبي من أجل مستقبل مزهر طال انتظاره، والوصول إلى الحل الدائم والشامل، بما يحقق الأمن والاستقرار والتنمية في ليبيا.

وسيحاول القادة الجدد بالسلطة الليبية إعادة توحيد مؤسسات الدولة التي تعاني من انقسامات حادة مع وجود سلطتين متنافستين في شرق البلاد وغربها، ففي شرق ليبيا؛ توجد سلطة بقيادة المشير خليفة حفتر، المدعوم من روسيا والامارات، وفي الغرب، توجد حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، التي تعترف بها الأمم المتحدة، وتدعمها تركيا.

سلطة جديدة
في مدينة جنيف السويسرية وتحت رعاية الأمم المتحدة؛ شهد يوم أمس الجمعة فشلًا للأربع لوائح المرشحة لملء السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا، إذ لم تحصل أي منها على النسبة المطلوبة للفوز، وهو ما دفع الحاضرين إلى التوجه لجلسة تصويت ثانية وحاسمة لاختيار أعضاء السلطة الجدد من ضمن لائحتين صعدتا إلى تلك الجولة.

الأفرقاء الليبيون المشاركون في الحوار اختاروا محمد المنفي رئيسًا للمجلس الرئاسي، وعبدالحميد الدبيبة رئيسًا لحكومة الوحدة الجديدة، فيما تم اختيار موسى الكوني وعبدالله اللافي لعضوية المجلس الرئاسي، إذ أن القائمة الفائزة بمناصب السلطة المؤقتة حصلت على 39 صوتًا، وفقًا لما أعلنته بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.

المبعوثة الأممية إلى ليبيا بالإنابة، ستيفاني ويليامز، قالت إنه يجب ‏على الحكومة الليبية المقبلة أن تحصل على ثقة البرلمان خلال 21 يومًا، حيث يتوجب على السلطة الجديدة تنفيذ خريطة الطريق التي توافق عليها أعضاء ملتقى الحوار السياسي الليبي.

وأضافت وليامز إنه “في حال لم تمنح الثقة يعود الأمر لأعضاء الـ 75 لمنحها الثقة”، مؤكدةً على ضرورة توفير دعم كامل لاتفاق وقف إطلاق النار واللجنة العسكرية المشتركة (5+5).

حكام جدد
السلطة الجديدة جاءت لتطيح بكبار المسؤولين الحاليين، بمن فيهم رئيس البرلمان عقيلة صالح ووزير الداخلية المفوض فتحي باشاغا، مما يضعها أمام تحديات كبيرة ومهام غاية الصعوبة، من أبرز الوجوه الجديدة في السلطة، يأتي محمد يونس المنفي، الذي آلت إليه رئاسة المجلس الرئاسي.

يُذكر ان المنفي هو مرشّح إقليم برقة والمنتمي لعشيرة الصائب من قبيلة المنفّة، إحدى أبرز قبائل المنطقة الشرقية، والتي ينحدر بطل ليبيا التاريخي عمر المختار، ودرس المنفي في ليبيا قبل أن ينتقل إلى فرنسا، حيث كان من قيادات رابطة الطلاب الليبيين في فرنسا، وعاد إلى ليبيا في 2011.

حيث ترشح عن دائرة طبرق في أول انتخابات بعد الإطاحة بالقذافي، وفاز فيها، ليحصل على مقعد بالمؤتمر الوطني العام وينضم لاحقاً إلى كتلة الوفاء، وفي يوليو 2018 كلفته الكتلة بمهمة سفير في أثينا.

أما عبدالحميد الدبيبة، الفائز بمنصب رئيس الحكومة، فهو من أبرز رجال الأعمال الليبيين، وينتمي لأسرة ثرية كانت تدير مشاريع كبرى في عهد القذافي، وهو حاصل على الماجستير في الهندسة المدنية من كندا، وعمل في العدد من المؤسسات، وأسّس في عام 2017 تيار “ليبيا المستقبل” الذي يرأسه حتى اليوم.

نحو المصالحة الشاملة
يتعين على السلطة الجديدة إعادة توحيد مؤسسات الدولة الليبية وحل الأزمة الاقتصادية في ليبيا، إلى جانب تحقيق مصالحة شاملة ووقف إطلاق النار وفتح الطريق الساحلي وتحقيق المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية، هذا إلى جانب إجراء الانتخابات الرئاسية في 24 ديسمبر المقبل.

بانتخاب السلطة الجديدة؛ تم الاتفاق على أول ميزانية ليبية موحدة منذ 2014 وهي قيد الإصدار من المجلس الرئاسي الحالي، الذي يجب عليه أيضا إنهاء وجود جميع القواعد الأجنبية والمرتزقة في البلاد.

ترحيب عالمي
تم الترحيب بالانتخابات الاخيرة من عدد كبير من دول العالم والمؤسسات الدولية، حيث قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش: “أعتقد أن ذلك يمثل اختراقًا كبيرًا”، مضيفا أنها “أخبار جيدة جدا في بحثنا عن السلام، بعد اتفاق لوقف إطلاق النار”.

وانضمت حكومات الولايات المتحدة والمانيا وفرنسا وايطاليا وبريطانيا إلى عدد من الدول العربية للترحيب بالحكومة الانتقالية الليبية الجديدة، لكنها مع ذلك حذرت من أن “الطريق لا يزال طويلًا”.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين