بايدن ينهي دعم الحرب في اليمن ويوقف تسليح التحالف السعودي

أعلن الرئيس جو بايدن، وقف الدعم الأمريكي للعمليات الحربية في اليمن، وإنهاء الدور الأمريكي في العمليات الهجومية في هذه البلد التي مزقتها الحرب.
وأكد أن الحرب في اليمن تمثل “كارثة إستراتيجية”، ويجب أن تتوقف، مشيرًا إلى أنه وجّه بفرض هدنة لحين التوصل إلى حل.
كما أعلن بايدن وقف مبيعات الأسلحة الأمريكية للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن، مشيرًا إلى أن إدارته قررت تعيين الدبلوماسي المخضرم تيموثي ليندركينغ مبعوثاً خاصًا لحل الأزمة اليمنية، مشيرًا إلى أن ليندركينغ سيعمل مع الأمم المتحدة وجميع أطراف النزاع للضغط من أجل التوصل لحل دبلوماسي للأزمة اليمنية.
جاء ذلك خلال خطاب ألقاه بايدن من مقر وزارة الخارجية، طرح فيه ملامح سياسته الخارجية، وفقًا لشبكة (CNN).
وقف الدعم
وكانت الولايات المتحدة تقدم دعمًا لوجستيًا وعسكريًا للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية في الحرب باليمن، بالإضافة إلى مبيعات أسلحة بمليارات الدولارات للسعودية والإمارات المشاركتين في التحالف.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية الأسبوع الماضي أنها أوقفت مؤقتًا مبيعات الأسلحة للسعودية والإمارات وتقوم بمراجعتها.
وبدأ الدعم الأمريكي للتحالف السعودي خلال إدارة أوباما التي سعت لإصلاح العلاقات مع المملكة بعد معارضتها للاتفاق النووي مع إيران. لكن بدأت المعارضة لهذا الدعم تظهر بعد تصاعد الحرب ومقتل الكثير المدنيين في غارات للتحالف السعودي، فيما حذرت الأمم المتحدة من أن اليمن يقترب من حدوث مجاعة كارثية واسعة النطاق.
وأسفرت الحرب في اليمن عن مقتل 110 آلاف شخص، ودفعت بملايين اليمنيين إلى حافة المجاعة.
وامتدت هذه المعارضة للمشرعين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونجرس بعد واقعة مقتل الصحفي المقيم في الولايات المتحدة جمال خاشقجي عام 2018، لكن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، تجاهلت هذه المعارضة وعززت دعمها للسعودية سياسيًا وعسكريًا في إطار مواصلة ضغوطها ضد إيران، وفقًا لصحيفة the hill.
وسبق أن صنفت إدارة ترامب الحوثيين كجماعة إرهابية، وهي خطوة قالت المنظمات الإنسانية إنها ستؤدي إلى تفاقم الأزمة في اليمن من خلال منع وصول المساعدات المطلوبة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
فيما قالت إدارة بايدن إنها تراجع هذا التصنيف، كما وافقت وزارة الخزانة على ترخيص للسماح بجميع المعاملات مع الحوثيين لتسهيل وصول المساعدات.
This afternoon, I’m visiting the @StateDept and delivering remarks on America’s role in the world. Tune in. https://t.co/zWG3UETxGX
— President Biden (@POTUS) February 4, 2021
وفاء بالوعد
ويشكل قرار بايدن إنهاء الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية في اليمن وفاءً لوعوده التي أطلقها خلال حملته الانتخابية، والتي تشمل مراجعة علاقة الولايات المتحدة مع السعودية.
وبالرغم من ذلك أكد بايدن دعم الولايات المتحدة للسعودية في مواجهة الهجمات التي تتعرض لها من دول مجاورة، قائلًا إن إدارته ستواصل دعم السعودية في الدفاع عن سيادتها وأمنها ومواطنيها”، وستساعدها في التصدي للصواريخ التي تطلقها جماعة الحوثي المدعومة من إيران. وفقًا لشبكة (CNN)
من جانبه قال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي، إن ما أعلنه بايدن بشأن اليمن لن يؤثر على العمليات العسكرية التي تقوم بها أمريكا ضد تنظيم القاعدة هناك، لأن هذه العمليات هدفها حماية المصالح الأمريكية في المنطقة وحماية امنها القومي، وفقًا لصحيفة the hill.
وقال سوليفان إنه تم إخطار المسؤولين في السعودية والإمارات بقرار بايدن إنهاء دعم العمليات الهجومية، قائلًا: “نحن ننتهج سياسة عدم وجود مفاجآت عندما يتعلق الأمر بهذا النوع من الإجراءات، لذلك فهم يتفهمون ما حدث، ومنطقنا الذي ننطلق منه في هذه الإجراءات”.
سياسة مغايرة
من ناحية أخرى تعهد الرئيس بايدن في خطابه بإحداث تحول كامل في السياسة الخارجية الأمريكية عن تلك التي كانت تنتهجها إدارة ترامب والتي رفعت شعار “أمريكا أولاً”، وأثارت عداء الناتو والحلفاء الآخرين.
وسبق أن عاد بايدن إلى منظمة الصحة العالمية واتفاقية باريس للمناخ ومدد معاهدة الأسلحة النووية الرئيسية مع روسيا. وهي خطوات تهدف لتأكيد التزامه بالتعددية والتحالفات، والتعاون مع المجتمع الدولي.
وأوضح بايدن أنه إدارته ستقوم بإعادة بناء التحالفات الأمريكية، وستنتهج الدبلوماسية في تحقيق أهدافها، متعهدًا بالعمل مع الحلفاء لتعزيز الديمقراطية ومكافحة تغير المناخ والعمل لمواجهة جائحة كورونا.
وقال بايدن في خطابه: “أقول للعالم إن أمريكا قد عادت.. سنصلح سياستنا الخارجية وسنعيد بناء تحالفاتنا وفق أولوياتنا.. سنتعاون مع الشركاء، ونتعامل بشكل دبلوماسي مع الخصوم”.
وأضاف: “سنكون أكثر فعالية في التعامل مع روسيا.. وجاهزون للعمل مع الصين بما يصب في مصلحتنا.. يجب أن نرتقي لمستوى التحديات في العالم وسنواجهها بالتعاون مع الدول الأخرى”.
ووفقًا لصحيفة the hill فقد تعهد بايدن بأن تدعم إدارته الديمقراطية وتواجه الأنظمة الدكتاتورية، مشيرًا إلى أن سيواجه انتهاكات الصين الاقتصادية، وانتهاكات حقوق الإنسان، كما انتقد سجن زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني، ودعا روسيا إلى إطلاق سراحه على الفور.
كما تطرق بايدن إلى الانقلاب العسكري الذي حدث في بورما، ودعا الجيش في ذلك البلد إلى التخلي فوراً عن السلطة، والإفراج عن السجناء السياسيين، ورفع القيود المفروضة على الاتصالات.
وقال بايدن أيضًا إنه أمر بمراجعة موقف القوات الأمريكية المنتشرة في العالم، للتأكد من أن الانتشار العسكري الأمريكي يتماشى مع أولويات الأمن القومي الأمريكي، مشيرًا إلى أنه سيوقف انسحاب القوات الأمريكية من ألمانيا وأفغانستان.