أرباح 10 أثرياء في زمن كورونا فقط تكفي لتلقيح كل البشر

بالرغم من الآثار الكارثية التي تسببت فيها جائحة فيروس كورونا المستجد؛ إلا أن القيمة الإجمالية لثروات 10 من أثرياء العالم قد زادت منذ بدء تفشي الفيروس القاتل بقيمة 540 مليار دولار.
وبحسب ما كشفته مؤسسة أوكسفام الخيرية في تقرير حديث صادر عنها؛ فإن هذا المبلغ يكفي لتلقيح كافة سكان العالم ضد الوباء، بالإضافة إلى حماية فقراء العالم من الوقوع في الفقر المدقع بسبب الفيروس، بحسب ما نشرته “BBC“.
وأظهر التقرير الذي يحمل عنوان “فيروس عدم المساواة”، أن إجمالي ثروات هؤلاء الأشخاص تعادل إنفاق حكومات دول مجموعة العشرين من أجل التعافي من آثار الجائحة، إذ أن ثرواتهم زادت بقيمة 3.9 تريليون دولار، بين 18 مارس و31 ديسمبر، لتصل حاليا إلى 11.95 تريليون دولار.
وتحث المؤسسة حكومات العالم على بحث فرض ضرائب على أصحاب الثروات الضخمة، حيث يواجه الاقتصاد الحقيقي ركود عميق منذ قرن، فيما يؤدي الدعم غير المسبوق من جانب الحكومات لاقتصاداتها إلى انتعاش أسواق الأسهم وزيادة ثروات أصحاب المليارات فقط، دون أن يشعر الفقراء بأيّ تحسن.
ويأتي في مقدمة الأثرياء العشرة، الذين زادت ثرواتهم بمقدار 540 مليار دولار منذ بدء الجائحة؛ جيف بيزوس، مؤسس موقع أمازون، وإيلون ماسك، مؤسس تيسلا، ومارك زوكربيرج، مؤسس فيسبوك.
إذ حقق بيزوس حتى سبتمبر 2020 مكاسب تمكنه من منح مكافأة قدرها 105,000 دولار لجميع موظفي أمازون وعددهم 876 ألفا، مع احتفاظه بنفس مستوى ثرائه قبل تفشي الوباء.
ووفقًا للتقديرات؛ فإن عدد الذين يعيشون في الفقر نتيجة الوباء يقدر بنحو 500 مليون شخص، بالرغم من التبرعات الخيرية الضخمة التي شهدت زيادة نسبية منذ بدء الوباء، حيث استجاب عدد كبير من المشاهير ونجوم الرياضة ورجال الأعمال للمناشدات الإنسانية.
خلال الشهر الماضي، كشفت ماكينزي سكوت، زوجة لجيف بيزوس السابقة، عن تبرعها بأكثر من 4 مليارات دولار لصالح بنوك الطعام وصناديق الإغاثة الطارئة، ويُعتقد أن بيزوس نفسه تبرع بـ125 مليون دولار حتى يونيو من العام الماضي لصالح جهود مواجهة الفيروس.
وأعلن جاك دورسي، مؤسس تويتر، عن تحويله مليار دولار من ممتلكاته لصالح صندوق مخصص لدعم جهود الإغاثة من الوباء، فيما تعهد بيل جيتس وزوجته ميليندا بتقديم 305 ملايين دولار من خلال مؤسستهما الخيرية، لصالح تطوير اللقاحات والعلاجات وأساليب التشخيص.
وبحسب تقرير أوكسفام فإن الأمر قد يستغرق أكثر من عقد من الزمان لتقليل عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر إلى مستويات ما قبل الجائحة، إذ أن الوباء يمثل نقطة محورية كشفت الفوارق الاقتصادية ودعمت السياسات التحويلية.
وفقًا لـ”رويترز“؛ فإن إدارة الرئيس الجديد جو بايدن ستحفز مزيدًا من الاستعداد لاتخاذ إجراءات مشتركة بشأن قضايا من بينها حملة على الملاذات الضريبية وإنقاذ الدول النامية.