تغطيات خاصةكلنا عباد الله

أول مذيعة محجبة على شبكة كندية.. فأين التنوع على شاشاتنا؟

حافظ الميرازي

اسمها جينيلا ماسّا Ginella Massa ، وعمرها 33 عامًا، وهي مذيعة أخبار ومقدمة برنامج توك شو جديد في شبكة تليفزيون CBC الكندية.

درست الصحافة بجامعة يورك، وعملت بالإنتاج التليفزيوني، ثم أصبحت أول مراسلة محجبة لكن في قناة محلية بتورونتو 2015، بعدها بعامين  مذيعة أخبار في قناة محلية أخرى.

لكن هذه المرة الأولى في كل أمريكا الشمالية التي تظهر فيها مذيعة محجبة بقناة قومية على مستوى البلد، وبمكانة سي بي سي.

غِنيلا مولودة في باناما بأمريكا اللاتينية، وهاجرت مع أمها وأختها وحدهن إلى كندا وهي طفلة في عامها الأول.

كانت أمها مسيحية كاثوليكية ثم اعتنقت الإسلام في كندا، وكان عمر الطفلة غانيلا وقتها ثلاث سنوات. وتقول إن أمها تركت لها وأختها حرية اختيار الدين، فاختارت الإسلام والحجاب مثل أمها.

كتبت تغريدة يوم بدء برنامجها على CBC News تقول أشكر هذه القناة “التي أظهرت لكندا أن الذي يهم هو ما بداخل رأس الشخص وليس ما هو على رأسه..”

فهل شاشاتنا الإخبارية العربية التي قد يتفاخر بعضها في الخليج بما على رأس الرجل من غُطرة، ولو أكثر مما في رأسه، تدرك أن المشكلة السائدة في أغلبها، الاعتقاد بأن التحضر والمعاصرة، سواء في استوديوهات دبي أو القاهرة، يكون بإبهار المشاهد بالشعر الأشقر أو العين الملونة، التي تسبح الكاميرا من خلالها لنرى أخبار الشرق والغرب، والشباب ذوي الوجوه الأوروبية؟!

لا أدعو هنا إلى حجاب المذيعات أو مقاطعة الوجوه الأوروبية أو الصبغات والعدسات الملونة، بل آمل فقط أن تُظهر شاشاتنا تنوع بيوتنا وشوارعنا ومجتمعاتنا.. أن تُظهر المحجبات وغير المحجبات، الشابات والمسنات، ثم المذيعين ببشرة بيضاء وسمراء..

وسأنتقد بالمثل القناة التي تقتصر على المحجبات دون غير المحجبات، المسلمات دون المسيحيات.. فهذا هو درس التحضر الحقيقي وليس عقدة الخواجة أو التزمت الديني.

ملاحظتان:

أولا: رغم انتقادي كثيرا هنا للجزيرة وتوجيه الأخبار، مثلما انتقد غيرها، لكن للإنصاف: هي القناة الإخبارية الوحيدة عربيا التي تقدم شاشتها هذا التنوع في مظهر المذيعات، وحتى بالنسبة للون بشرة المذيعين.

ثانيا: ليس في عائلتي الصغيرة محجبات.. ولست ضد أو مع.

فبرجاء، دعوا حياتي الشخصية ومعتقداتي جانبا، ولنركز على ضرورة التنوع على شاشاتنا لتشبه تنوع المارين في شوارعنا والمشاهدين في منازلنا.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى