الراديوطبيبك الخاص

د. زاهر سحلول: لقاحات كورونا آمنة ولم تضر 50 مليون شخص تم تطعيمهم

حملة راديو صوت العرب للتوعية حول سلامة لقاح كورونا

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

في ظل انتشار العديد من الشائعات والأخبار المضللة والتي تدفع البعض لرفض تلقي اللقاح المضاد لفيروس كورونا؛ قرر راديو صوت العرب من أمريكا إطلاق حملة إعلامية لتوعية المستمعين حول سلامة اللقاحات، من خلال استضافة الأطباء المشهود لهم بالكفاءة والمصداقية والخبرة.

وتهدف الحملة إلى الإجابة عن جميع التساؤلات المثارة حول اللقاح، والتصدي للشائعات وتفنيد الأخبار الكاذبة المتداولة حول سلامة اللقاح.

حول مكونات اللقاح وسلامته وآثاره الجانبية؛ كان معنا من شيكاغو، الدكتور زاهر سحلول، أخصائي الأمراض الصدرية والعناية المشددة، ورئيس منظمة “ميدجلوبال” الإنسانية، ومؤسس منظمة الأطباء السوريين الأمريكيين (SAMS)، والذي يعمل مستشارًا لدى (USSOM) وأستاذ مشارك في الجامعة.

حقبة جديدة
* مع انتقال الإدارة إلى بايدن وهاريس؛ ما هى أمنياتك لأمريكا؟

** نتمنى أيام مفرحة للجميع، وأن تعود الحياة لطبيعتها في السياسة الأمريكية، مع وجود رئيس بالبيت الأبيض لديه دراية بما يحدث في العالم، ويؤمن بالعلم والطب والصحة، ولديه إدراك بالتحديات التي يواجهها العالم، ومن أهمها التغير المناخي، الذي سيكون من أهم أولوياته.

ونحيي قراره بإلغاء حظر دخول المسافرين من بعض الدول الإسلامية، ونتمنى أن تكون هذه فاتحة خير لأمريكا وللعالم أجمع، فالسنوات الأربع الماضية كانت صعبة جدًا بسبب الكراهية وتحدي العلم وتحدي الصحافة، وتهميش الأقليات.

أخبار كاذبة
* تنتشر العديد من الشائعات والأخبار الكاذبة حول اللقاحات، فمن أين أتت هذه الأخبار؟، هل كان للرئيس دونالد ترامب دور في نشر هذه الأخبار وتعميقها؟

** منذ البداية حاول الرئيس ترامب التقليل من خطورة هذه الجائحة، ونتذكر جميعًا ما قاله في فبراير، عندما قال إن هذا الفيروس مثل الإنفلونزا، وأنه سوف يستمر لعدة أسابيع ثم يختفي، أو إنه سيختفي في الصيف، أو إنه يمكن استخدام مواد مطهرة يتم حقنها بالجسم للتخلص من الفيروس، وهذه كلها أمور مضحكة ومبكية في نفس الوقت.

أيضًا لم يستغل ترامب إمكانيات الدولة الفيدرالية ولم يستفد من التقدم العلمي والطبي الموجود في أكبر دولة بالعالم لمواجهة انتشار الجائحة، ونحن بالأمس تجاوزنا 400 ألف حالة وفاة بسبب الفيروس، ومن المتوقع ان يتوفى نصف مليون شخص مع نهاية شهر فبراير المقبل، بسبب تأخر الرئيس ترامب في إدراك حجم الجائحة منذ البداية وعدم فرض الإجراءات الوقائية مبكرًا.

حملات مضللة
* اليوم هناك حالة من الإنكار والتصدي للقاحات، وحملة تضليل واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تسعى لتنفير الناس وتخويفهم من التطعيم، برأيك.. من يقف وراء هذه الحملات؟، وما هى أبرز هذه المزاعم المنتشرة؟

** قبل أن نتحدث عن الشائعات حول اللقاحات، لنتحدث أولًا عن بعض الحقائق حولها، فأول لقاح تم اكتشافه كان عام 1795 وذلك لمعالجة الجدري Smallpox vaccine، واكتشفه العالم إدوارد جينر، وقبل إيجاد اللقاح توفى 300 مليون شخص حول العالم بسبب الجدري، ومنذ ذلك الحين بدأت اللقاحات فى الانتشار، سواء فيروسية أو جرثومية، وأدت إلى الحد من الأمراض أو انقراضها، مثل شلل الأطفال.

للأسف خلال السنوات الماضية، بدأت مجموعات تسمي نفسها “Anti-vaccines” في الانتشار تدريجيًا، حيث يزعمون أن اللقاحات تؤدي إلى أضرار جانبية مثل التوحد أو الشلل الوجهي أو حتى الوفاة، وبالرغم من تفنيد العلم لهذه المزاعم، إلا أن هذه المجموعات ظلت تنتشر، ومع ظهور السوشيال ميديا انتشرت بصورة أوسع.

حاليًا هناك حوالي 2800 مجموعة من مجموعات الـ”Anti-vaccines”، هدفهم هو نشر المعلومات المغرضة ضد اللقاحات على اختلاف أنواعها، ومع اكتشاف لقاحات كوفيد-19 بشكل سريع، وجدت هذه المجموعات بيئة خصبة لنشر معلوماتها المضللة، وقد وجدت أفكارهم دعمًا بسبب الأحاديث المغلوطة لبعض الساسة مثل الرئيس ترامب والرئيس البرازيلي، وكل هذه الأشياء جعلت الناس متشككين في العلم والعلماء.

وأؤكد بشكل عام أن اللقاحات الحالية آمنة وفعّالة، سواء لقاح فايزر أو موديرنا أو أسترازينيكا، أو غيرها من اللقاحات المنشور حولها دراسات تؤكد سلامتها، وحاليًا لدينا 13 مليون أمريكي أخذوا اللقاحات، وهناك 50 مليون شخص بالعالم أخذوا اللقاحات، وبالرغم من ذلك لا يزال هناك من يشككون في سلامة اللقاحات.

طبيعة اللقاح
* ما هى طبيعة اللقاح وتركيبته؟، وهل هناك تغييرات تحدث في الحمض النووي بسببه كما يزعم البعض؟

** بكل تأكيد، لا تحدث أيّ تغييرات في الحمض النووي أو المادة الجينية للجسم أو للخلايا، وبالنسبة لطبيعة اللقاح، سواء الخاص بفايزر أو موديرنا، فإنه يعمل بطريقة الـMessenger RNA، وهى مادة جينية تحض خلايا الجسم لمواجهة جزء من الفيروس، يسمى البروتين S.

وبالتالي بدلًا من أن نعطي الفيروس بشكل أضعف أو ميتًا، فإننا نعطي جزء من المادة الجينية الوراثية المصنعة كي تحض خلايا الجسم على مقاومة جزء من الفيروس، وبالتالي تقوي الجهاز المناعي للجسم ضده.

في هذه الحالة لن يستطيع الفيروس الدخول إلى الخلايا، ولا يوجد أيّ شئ آخر باستثناء المواد الحافظة، وهذه موجودة في كافة اللقاحات.

وبالنسبة للأمان فإن العديد من الدراسات تؤكد آمان اللقاحات، وللعلم فإنه في حالة وجود آثار جانبية فإنها تظهر خلال أول 45 يوم من إعطاء اللقاح، وقد وصلنا الآن إلى 7 أشهر، ولم نسمع عن أيّ آثار جانبية قصيرة الأمد أو طويلة الأمد.

وهذه تقنية متطورة يعمل عليها العلماء منذ 30 عامًا، وهناك العديد من الدراسات حولها، لذلك استطعنا أن نتوصل إلى اللقاح بسرعة كبيرة، ووصلت فعاليته إلى 95%، ومن ناحية الأمان فقد تم تطبيقه حتى الآن على ملايين الأشخاص، ولم تحدث أيّ أعراض جانبية، لذلك أنصح الناس بالتسابق على أخذ اللقاح لمواجهة هذا الفيروس الذي يؤدي إلى الموت.

أنا أخذت اللقاح، وهناك العديد من الأطباء والممرضين والأشخاص ممن أعرفهم أخذوا اللقاح، ولم تحدث لهم أي مضاعفات أو آثار جانبية، باستثناء الأمور البسيطة والمرتبطة بكافة اللقاحات، مثل ارتفاع بسيط في درجة الحرارة والصداع ووجع عضلي لمدة 12 ساعة أو 24 ساعة.

* نشكر لك وقتك، دكتور زاهر سحلول، لمشاركتنا في هذه الحملة التي يقودها راديو صوت العرب من أمريكا، للتصدي للمعلومات الكاذبة والمضللة حول اللقاحات.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى