رياضة من نوع آخر.. مباراة على الوحل تجسد معاناة اللاجئين السوريين

نظم مجموعة من النُشطاء السوريين مباراةً لكرة القدم بمشاركة أطفال على الوحل الذي سببته الأمطار وسط أحد مُخيمات اللاجئين على الحدود التركية- السورية، وذلك في إطار مبادرة ٌتهدف إلى تسليطِ الضوء على أوضاع اللاجئين هناك مع حلول فصل الشتاء ببرده القاسي، وأمطاره التي حولت المخيم لبركة من الوحل داخل الخيام وخارجها. وفقًا لموقع beIN SPORTS.
وتوزع المشاركون في المباراة التي جرت على أرض المخيم الموحلة بين ساكني المخيم من شباب وأطفال، وبين 20 ناشطًا مدنيًا وإعلاميًا من مؤسسات مختلفة، بهدف تحويل معاناة الأطفال إلى فعالية ترفه عنهم.
أحد الأطفال المشاركين في المباراة علق على المشهد قائلًا: “دائمًا ما تتبلل خيمنا بمياه الأمطار ونعاني من الوحل في أرض المخيم”.
وأضاف: “هنا كل أيامنا نقضيها هكذا، لكننا سعداء اليوم بقضاء الوقت في اللعب بالكرة في الوحل”. وفقًا لموقع “عنب بلدي“.
وتسببت الأمطار الغزيرة، شمال غربي سوريا، بأضرار كبيرة في مخيمات النازحين، وهو ما أدى إلى تشريد عشرات العائلات. وبحسب تقرير نشره فريق “منسقو استجابة سوريا” فقد تضررت ثلاثة آلاف و126 عائلة نتيجة العواصف المطرية.
فيما قال الناشط الإغاثي عبيدة دندوش إن الهدف من الفعالية هو لفت النظر للوضع الصعب الذي يعيشه اللاجئون داخل المخيمات، بالإضافة إلى الترويح عن نفوس الأطفال المقيمين في المخيم.
وأضاف: “لم تكن المباراة ممتعة لأطفال المخيم فقط، هذا النشاط خفف عنا كناشطين الضغط الذي نعيشه في أعمالنا، وكان يومًا مميزًا بصحبة الأطفال”.
أما الناشط محمد الأشقر، فاعتبر الفعالية مبادرة مهمة للتعريف بوضع ساكني المخيمات، مشيرًا إلى أن الغرق في الوحل الذي وصلنا إليه بعد المباراة هو حال جميع ساكني المخيم، لأن أي طفل يفكر في اللعب أو الذهاب للمدرسة سيغرق في الوحل ويتسخ بالطين”.
كانت الأمم المتحدة قد أعلنت حاجتها إلى مبلغ 25 مليون دولار لمواجهة موجة الصقيع التي يواجهها الشعب السوري خلال الشتاء.
وقال فرحان حق، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للمنظمة، إن ما يقارب ثلاثة ملايين شخص في سوريا بحاجة إلى مساعدة هذا الشتاء، لتلبية الاحتياجات المنقذة للحياة خلال الأشهر الأكثر برودة.
وأضاف أن الشعب السوري يواجه شتاء آخر، خاصة أن ملايين النازحين من النساء والأطفال والرجال يعيشون في المخيمات دون كهرباء وتدفئة، إلى جانب ارتفاع أسعار المواد الأساسية.
وازدادت أعداد المخيمات في فترة النزوح الأخيرة إلى 1153 مخيمًا يقطنها 936981 نسمة، بينها أكثر من 242 تجمعًا عشوائيًا لا توجد فيه أي خدمات.