
أجرى الحوار: مجدي فكري ــ أعده للنشر: أحمد الغـر
حلقة جديدة من برنامج “قصة نجاح”، نصحبكم خلالها في رحلة فنية متميزة، مع المخرج السينمائي اللبناني صبحي سيف الدين، رئيس اتحاد النقابات الفنية في لبنان ونقيب السينمائيين اللبنانيين، ونائب رئيس الاتحاد العام للفنانين العرب، حيث تناولت الحلقة بدايات اهتمامه بالسينما وارتباطه في البداية بالسينما المصرية وتعلقه بها، وأهم المخرجين الذين تأثر بهم.
حدثنا سيف الدين أيضًا عن حياته العلمية والعملية، منذ تخرجه في معهد الفنون في لبنان، وتوجهه للعمل بالسينما، وقصة أول أعماله، وهو فيلم “الرجل الصامد”، الذي قام بإنتاجه وإخراجه عام 1975، ويعتبر أهم فيلم قام بإخراجه خلال مسيرته السينمائية، كما حدثنا عن سبب اهتمامه بالقضايا العربية في أفلامه، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والصراعات في لبنان.
وروى لنا تاريخ الحركة السينمائية التي شهدها لبنان رغم الصراعات والمؤامرات، وواقع السينما اللبنانية حاليًا، ومدى تأثرها بالأزمات السياسية والاقتصادية التي تعيشها البلاد منذ سنوات.
كما حكي لنا سيف الدين قصة زيارته للولايات المتحدة، وجولاته في نيوجيرسي ونيويورك وميشيجان، وزيارته إلى هوليوود، ورأيه في التطور الكبير الذي وصلت إليه السينما الأمريكية، وكشف لنا لماذا يحمل ذكريات غير طيبة عن أمريكا، هل بسبب السرقة التي تعرض لها أم بسبب بعض مظاهر العنف التي شاهدها؟!
بلد الفن والسينما
في بداية الحلقة؛ بدأ المخرج السينمائي صبحي سيف الدين حديثه عن وطنه لبنان، حيث مولده فيه عام 1950 في بيروت، وتخرجه عام 1972، وقد أخرج 18 فيلمًا سينمائيًا، حينما كانت دور السينما تنتشر في بيروت، كما تحدث عن واقع مهرجانات السينما العربية واللبنانية، وعن صمود لبنان بالرغم من الصعاب التي يمر بها.
وعن بيروت؛ قال إنها بلد الفن والأدب والثقافة، كما أنها بلد القانون و علوم المحاماة، وهى بلد التجارة ومرفأها الذي تم تفجيره هو من أوائل المرافئ بالعالم العربي.
بيروت التي كانت ليلها مثل نهارها، وكانت تضم أناسًا من كل بلدان العالم العربي والغربي، وبالرغم من تأثيرات كورونا إلا أن بيروت ستظل وستبقى بيروت، وقال سيف الدين إن “بيروت إذا ابتسمت.. ابتسم العالم وابتسم كل إنسان محب لبيروت”.
بالنسبة للأغنيات التي أتت على ذكر بيروت؛ قال سيف الدين إن أبرز تلك الأغنيات، أغنية ميادة الحناوي “ارجعي يا بيروت”، التي يحبها كثيرًا، إلى جانب أغاني فيروز العديدة لها.

السينما اللبنانية
باعتباره نقيبًا للسنمائيين اللبنانيين؛ قال سيف الدين إن السينما اللبنانية مثل أي سينما عربية أخرى، وقد كانت في فترة سابقة هى قبلة فناني العالم العربي، من مصر وسوريا وغيرهما، وكان التركيز على إنتاج الأفلام المشتركة في لبنان وتوزيعها إلى العالم.
وقد شارك اللبنانيون في صناعة السينما في مصر، سواء الإنتاج أو الإخراج أو التمثيل، وبالرغم من صغر حجم لبنان إلا أن صناعة السينما لا تزال فيها مستمرة، وفي فترة الستينات والسبعينات تمّ إنتاج أفلام عديدة ومتميزة، ومن ثمّ الأفلام القصيرة وأفلام الفيديو.
من المؤسف أن السينما تعاني الآن ماديًا، وتحدث سيف الدين عن أحد أفلامه، الذي جرى عرضه في زمن الحرب الأهلية، وبالرغم من ذلك فقد حقق إيرادات وصلت إلى 2 مليون ليرة لبنانية، وكان الدولار حينها يساوي 4 ليرات فقط، كما ذكر بعض المشكلات التي باتت تواجهها السينما اللبنانية حاليًا.
بداية الارتباط بالسينما
عن بداية علاقته بالسينما؛ قال سيف الدين إن بعد تخرجه مباشرةً قام بالتحضير لإخراج فيلم طويل بعنوان “الرجل الصامت”، والذي يحكي عن مأساة لبنان، والوجود العثماني هناك، وتدخل الدول الأوروبية بحجة حماية الناس، والاستعمار، ومن ثمّ انتصار الثورة العربية في بلاد الشام.
وتحدث سيف الدين عن ارتباطه بالسينما المصرية منذ بداياته، ومعرفته بالحارة المصرية وصعيد مصر وريفها وشوارعها من خلال الأفلام المصرية، وحتى عندما زار مصر لاحقًا وجد ما كان يشاهدها على الشاشة حقيقةً أمام عينيه، وكانت السينما المصرية سببًا في زيادة شغفه بالسينما.
وتحدث عن الدعم المادي والمعنوي الذي تلقاه من وزارة الداخلية السورية، سواء من ناحية الخيول أو الألبسة والمعدات، وهو ما سهّل تصوير فيلمه الأول، والذي شارك به في مهرجان موسكو عام 1977، وحصل على شهادة تقدير من المهرجان حينها.
فلسطين.. اهتمام خاص
المتابع لأفلام المخرج اللبناني صبحي سيف الدين سيجد أن لديه اهتمام خاص بالقضية الفلسطينية، وينبع هذه الاهتمام من رغبته في التوصل إلى حل عادل لهذه القضية، فهو يكره الظلم، وذكر سيف الدين دوافعه لإخراج فيلم “وطن فوق الجراح”، وكذلك فيلم “عرس الأرض”.
وعن أكثر المخرجين الذي أثروا فيه وفي تكوينه الفني؛ قال: “صلاح أبو سيف، الذي أعتبره أستاذًا للواقعية، ومكانته لم يصل إليها أحد”، وعن الفيلم الذي أخرجه ويعتبره نقطة تحول في حياته، قال إن فيلم “الرجل الصامت”، والذي يعدّ أول أفلامه، إلا انه الأبرز في مسيرته.
وقال سيف الدين إن أفلام الابيض والأسود هى الأقرب إلى قلبه، ولا سيّما أفلام فريد شوقي، وأفلام محمود المليجي، إلى جانب أفلام هند رستم ونادية لطفي وشكري سرحان ورشدي أباظة.
زيارته لأمريكا
عن زياراته للولايات المتحدة؛ قال إنه قد سبق له زيارة نيو جيرسي ونيويورك وميشيجان، وكذلك هوليوود، وحكى عن قصة حدثت له مع صديق بالولايات المتحدة، حيث ذهبا لتناول الغداء بأحد المطاعم، وقد أوصله صديقه بسيارته الفيراري، ولكن بعدما خرجا من المطعم لم يجدا السيارة!.
كما حكى عن صديق آخر يعمل بمحطة بنزين، وكان يجلس ليلًا داخل غرفة من الزجاج المضاد للرصاص، وعندما سأله عن السبب أبلغه أنه قد يتعرض لإطلاق النار في أي وقت.
وقارن سيف الدين بين مشاعره في الولايات المتحدة، ومشاعره في وطنه لبنان والبلدان العربية الأخرى، لكن بعيدًا عن ذلك فقد أقرّ بالتطور والجمال والفن الموجود في أمريكا، وتحدث عن صناعة السينما الأمريكية ومدى نجاحها وانتشارها.