أخبارأخبار العالم العربي

السعودية تستضيف قمة المصالحة الخليجية وتفتح حدودها مع قطر

​تستضيف المملكة العربية السعودية غدًا الثلاثاء فعاليات القمة الخليجية الـ41، والتي ستعقد في مدينة العلا، برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، ومشاركة قادة الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي.

وتعقد القمة وسط أجواء إيجابية تمهد لتحقيق المصالحة الخليجية التي طال انتظارها لنحو 3 سنوات، منذ أن أعلنت كل من السعودية والإمارات والبحرين، بالإضافة إلى مصر، قطع علاقاتها مع قطر عام 2017 بدعوى دعمها للإرهاب.

وأعلنت وكالة الأنباء القطرية أن الشیخ تمیم بن حمد آل ثاني، أمیر دولة قطر، سيترأس وفد بلاده في القمة، كما تمت دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للمشاركة في أعمال القمة، وهو ما زاد التطلعات حول الإعلان عن اتفاق للمصالحة بين قطر والدول الأربع المقاطعة لها خلال القمة المرتقبة.

كوشنر سيشارك

وكان مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية قد قال لشبكة (CNN) إن جاريد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترامب وكبير مستشاريه، سيشارك في القمة الخليجية، مشيرًا إلى أن كوشنر لعب دوراً في إعادة المفاوضات بين قطر والسعودية.

وأضاف أن كوشنر وآفي بيركوفيتز، مبعوث الشرق الأوسط، وبريان هوك المبعوث المختص بالملف الإيراني، سيحضرون حفلًا بمناسبة الإنجاز الذي حدث بين البلدين في القمة الخليجية.

فتح الحدود

كان وزیر الخارجیة الكویتي، أحمد ناصر المحمد الصباح، قد أعلن التوصل إلى اتفاق یتم بموجبه فتح الأجواء والحدود البریة والبحریة بین السعودیة وقطر اعتبارا من مساء الیوم الاثنین.

وقال الناصر في بیان نقله تلفزیون دولة الكویت إنه “بمناسبة انعقاد القمة الخلیجیة أجرى الشیخ نواف الأحمد الجابر الصباح، أمیر الكويت، اتصالا ھاتفیًا بكل من أمير قطر، تمیم بن حمد آل ثاني، وولي العهد السعودي، الأمیر محمد بن سلمان. وأضاف أنه “تم التأكيد خلال الاتصال على حرص الجمیع على وحدة الصف ولم الشمل وجمع الكلمة من خلال توقیع بیان العلا الذي یعد إیذانا ببدء صفحة مشرقة في العلاقات الأخویة خالیة من أي عوارض تشوبھا”.

وأوضح أنه تم الاتفاق على فتح الأجواء والحدود البریة والبحریة بین السعودیة وقطر اعتبارا من مساء ھذا الیوم”.

ووفقًا لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) فقد عبر أمير الكويت عن ثقته في حرص قادة دول الخليج ومصر على أن تكون هذه القمة قمة مصالحة، تعزز اللحمة وتقوي التضامن وتكفل إنهاء ھذا العارض ومعالجة كافة الموضوعات ذات الصلة، وعودة الأمور إلى طبيعتها، بما یحقق التعاون والتكاتف ویضمن تكثیف أواصر الود والتآخي”.

قمة موحدة للصف

من جانبه أكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس)، أن سياسة المملكة قائمة على نهج راسخ قوامه تحقيق المصالح العليا لدول الخليج والدول العربية.

وقال إن القمة الخليجية في بلاده “ستكون قمة جامعة للكلمة موحدة للصف ومعززة لمسيرة الخير والازدهار، وستترجم من خلالها تطلعات السعودية وقادة دول المجلس في لم الشمل والتضامن في مواجهة التحديات التي تشهدها منطقتنا”.

فيما قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، إنه يتوقع “قمة تاريخية” في السعودية “تعيد اللحمة الخليجية”.

وكتب قرقاش، في حسابه عبر تويتر: “نحن أمام قمة تاريخية بامتياز في العلا نعيد من خلالها اللحمة الخليجية ونحرص عبرها أن يكون أمن واستقرار وازدهار دولنا وشعوبنا الأولوية الأولى، أمامنا المزيد من العمل ونحن في الاتجاه الصحيح”.

اتفاق لإنهاء الخلاف

وكانت وكالة “رويترز” قد نقلت عن مسؤول في إدارة ترامب أنه من المقرر توقيع اتفاق يهدف إلى إنهاء الخلاف بين قطر والدول الأربع، مشيرًا إلى أن هذه المصالحة تأتي في إطار جهود واشنطن لبناء جبهة موحدة ضد إيران.

وجميع الدول المشاركة في الاتفاق حلفاء للولايات المتحدة، حيث تستضيف قطر أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة، كما أن البحرين موطن للأسطول الخامس للبحرية الأمريكية، فيما تستضيف السعودية والإمارات القوات الأمريكية.

وأوضح المسؤول أن السعودية تعتزم رفع الحصار، وكذلك الدول الثلاث الأخرى، وفي المقابل ستعلق قطر الدعاوى المتعلقة بالحصار، وسيسمح بالسفر بين الجانبين بالإضافة إلى تداول البضائع، وسيؤدي الاتفاق إلى مزيد من الاستقرار في المنطقة.

ونوه إلى أن جاريد كوشنر، كبير مستشاري البيت الأبيض، ساعد في التوصل إلى هذا الاتفاق، وكان يجري اتصالات بجميع الأطراف حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين.

مجلس التعاون الخليجي يرحب

من جانبه رحب الدكتور نايف الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي بفتح الأجواء الجوية والحدود البرية والبحرية بين السعودية وقطر. وأكد الحجرف أن هذه الخطوة والتي تأتي عشية انعقاد القمة الخليجية إنما يعكس الحرص الكبير والجهود الصادقة التي تبذل لضمان نجاح القمة، والتي تنعقد في ظل ظروف استثنائية ويعلق عليها أبناء مجلس التعاون الكثير من الآمال بهدف تعزيز قوة ومنعة المجلس وتماسكه والحفاظ على مكتسباته، وكذلك قدرته على تجاوز  كل المعوقات والتحديات.

ووفقًا لبيان نشره الموقع الرسمي لمجلس التعاون الخليجي أكد الحجرف أن أبناء مجلس التعاون يستبشرون بهذه الخطوة ويتطلعون إلى تعزيز وتقوية البيت الخليجي والنظر للمستقبل بكل ما يحمله من آمال وطموحات وفرص نحو كيان خليجي مترابط ومتراص يعمل لخدمة دوله وشعوبه ويدفع بعجلة التنمية والتقدم والأمن والاستقرار.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين