مصر تودع الكاتب والسيناريست الكبير وحيد حامد

ودعت مصر اليوم السبت الكاتب والسيناريست الكبير وحيد حامد، الذي رحل عن عالمنا عن عمر 76 عامًا، بعدما وافته المنية في العناية المركزة بأحد المستشفيات التي نقل إليه إثر أزمة صحية قبل أيام.
وقال نجله مروان حامد في تدوينة على صفحته الرسمية بفيسبوك: “إنا لله وإنا إليه راجعون.. توفي إلى رحمة الله تعالي أبي الغالي الكاتب الكبير وحيد حامد.. البقاء والدوام لله و حده.. تقام صلاة الجنازة في مسجد الشرطة في الشيخ زايد بعد صلاة الظهر”.
ونعى الفنان أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية المصرية، الكاتب والسيناريست الكبير وحيد حامد، حيث نشر زكي صورة له عبر حسابه بموقع “انستجرام”، معلقا عليها قائلا: “وداعا يا من علمتنا وأسعدتنا”.
وتم تشييع الجثمان إلى مثواه الأخير بعد ظهر اليوم، من مسجد الشرطة في مدينة الشيخ زايد، وسط إجراءات احترازية بسبب وباء كورونا، حيث حرص الجميع على ارتداء الكمامات خلال التواجد في الجنازة.
وشارك في تشييع الجنازة المئات من أبرز نجوم السينما والتلفزيون بالوطن العربي، فضلا عن أعداد كبيرة من جمهوره، وفقًا لموقع “سكاي نيوز عربية“.
وكان من بين الحاضرين وزيرة الثقافة المصرية، إيناس عبد الدايم، التي قالت إن “الثقافة فقدت أستاذ كبير، صاحب قلم مميز وبصمة حقيقية من خلال أعمال فنية سكنت في وجدان المجتمع”.
كما شارك في تشييع الجنازة أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، ونخبة من الفنانين بينهم النجمة لبلبة والفنان أحمد حلمي وزوجته منى زكي، والفنان كريم عبد العزيز، والفنانة السورية، سوزان نجم الدين، والمنتج محمد العدل، ومحمد حفظي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي.
كما شاركت النجمة إلهام شاهين، التي قالت إن الراحل “شخصية لن تتكرر مرة ثانية، هو علامة بارزة في دنيا الفن والفكر والأدب، له أيادي بيضاء على تاريخ عدد من نجوم السينما، اليوم فقدنا أستاذ وصديق وإنسان لا يعوض”.
بينما قال الفنان الكبير عزت العلايلي إن “وحيد حامد كان ناطقا بلسان الشارع المصري بدون زيف أو كذب، وهي ميزته الأكبر، لذلك أصبح ملتصقا بالناس وصاحب شعبية جارفة وبات أحد الرموز الهامة في الدراما المصرية والعربية”.
رحلة إبداع
ولد وحيد حامد عام 1944، في إحدى القرى التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية في دلتا مصر، وجاء إلي القاهرة عام 1963 لدراسة الآداب قسم اجتماع . وتزوج من الإعلامية زينب سويدان، وأنجب منها ابنه مروان الذي يعمل مخرجًا سينمائيًا.
بدأ حياته المهنية بكتابة مجموعة قصصية بعنوان “القمر يقتل عاشقه”. وتتلمذ على يد عدد من الكتاب والأدباء المصريين الكبار، ومنهم نجيب محفوظ وعبد الرحمن الشرقاوي ويوسف أدريس، ونصحه الأخير بالكتابة للسينما والتلفزيون وهو ما فعله حامد ونجح فيه. وفقًا لموقع “بي بي سي“
ووفقًا لموقع “اليوم السابع” امتدت مسيرته المهنية لأكثر من خمسة عقود، قدم خلالها أكثر من 40 فيلما وحوالي 30 مسلسلا تلفزيونيًا وإذاعيًا.
وأصبح وحيد حامد أحد أبرز أعمدة السينما المصرية خلال العقود الأخيرة، حيث عُرف بتقديمه لأعمال اجتماعية ذات بعد سياسي تناقش قضايا المجتمع المصري، من بينها “البريء ” و”زوجة رجل مهم” و”طيور الظلام” و”اللعب مع الكبار” و” الجماعة”.
وعمل وحيد حامد مع عدد من المخرجين الكبار منهم سمير سيف، شريف عرفة، وعاطف الطيب، كما تعاون مع نجمات مثل سعاد حسني وميرفت أمين ومديحة كامل ويسرا.
وشكل ثنائي سينمائي مميز مع النجم عادل إمام، حيث بدأ تعاونه معه بمسلسل “أحلام الفتى الطائر” عام 1978، واستمر ليشمل عشرة أفلام أبرزها: “الهلفوت”، “اللعب مع الكبار”، “الإرهاب والكباب”، “النوم في العسل”، وكان آخرها فيلم “عمارة يعقوبيان” الذي صدر عام 2006 وأخرجه مروان نجل وحيد حامد.
جوائز وتكريمات
اشتهر وحيد حامد بتقديمه للأعمال المهمة والمؤثرة في تاريخ السينما المصرية، ولاقت أعماله إعجابا بكافة المحافل المحلية، والدولية، وحاز عنها على عدة جوائز، من بينها جائزة النيل في الفنون عام 2012، وكرمته مهرجانات عديدة منها مهرجان دبي السينمائي عام 2017.
كما حصل على جائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 42 والتي عقدت في ديسمبر الماضي، وكان هذا التكريم هو آخر ظهور علني له، وألقى خلاله كلمة مؤثرة أبكت الحاضرين.
وقال حامد في كلمته أثناء تكريمه: “أنا بشكر حضراتكم جدًا، علشان انتوا من عشاق السينما، إلى أنا حبيتها بقدر كبير جدًا من الإخلاص والتفاني، وأعتقد إن أنا ممكن تفتكروني بأفلام أسعدتكم بقدر ما، أنا بشكر كل الذين تعلمت منهم، وكل واحد اتعلمت منه أو علمني، هما كتير علشان المشوار طويل، وكان من الصعب جدًا، إن أنا أقف في مكاني ده لولا حبكم، ولولا دعمكم، ولولا حبكم للسينما وللمخلصين للسينما”.