مقتل 26 وإصابة 50 في تفجيرات استهدفت الحكومة اليمنية بمطار عدن

قتل 26 شخصًا وأصيب أكثر من 50 آخرين في 3 تفجيرات استهدفت مطار عدن بعد بالتزامن مع وصول طائرة تقل أعضاء الحكومة اليمنية الجديدة ومعهم السفير السعودي باليمن.
وكان أعضاء الحكومة اليمنية قادمين من السعودية عقب أداء الحكومة اليمني الدستورية أمام الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يوم السبت الماضي بالعاصمة السعودية الرياض.
وجاء هذا الاستهداف قبيل أن تستأنف الحكومة، التي يرأسها معين عبد الملك وتتكون من 24 وزيرا، عملها اليوم كما كان مقرراً لها سابقا بناءً على اتفاق الرياض.
ونقلت قناة الجزيرة عن مصادر طبية قولها إن وكيلة وزارة الأشغال العامة والطرق ياسمين العواضي قُتلت في الانفجارات، إلى جانب مدير سجن المنصورة في عدن التابع للمجلس الانتقالي. كما أصيب وكيل وزارة الداخلية اللواء محمد مساعد الأمير.
ووفقًا لمراسل قناة “العربية“، فإن الانفجارات وقعت داخل صالة المطار قبل نزول الوزراء من الطائرة، مشيراً إلى إصابة نائب وزير النقل في عدن ومسؤول آخر محلي، وعدد كبير من الطواقم الإعلامية التي كانت بانتظار الطائرة.
فيما أكد المراسل سلامة الوزراء، قائلًا إنهم “لم يتعرضوا لأذى”، وتم نقلهم إلى قصر المعاشيق في العاصمة اليمنية المؤقتة بعد الانفجار، مبيناً أنهم كانوا في الطائرة لحظة التفجير.
وأكد أن الانفجار كان ضخمًا، وصاحبه إطلاق نار، مشيرًا إلى أن هناك معلومات أولية عن احتمال أن تكون طائرة مسيرة استخدمت في الهجوم.
مراسل العربية: معلومات تشير إلى أن وزراء الحكومة اليمنية لم يصابوا في الهجوم #العربية pic.twitter.com/ld5ZCEGGjR
— العربية (@AlArabiya) December 30, 2020
فيما عرض موقع “سكاي نيوز عربية” لقطات فيديو تظهر لحظة سقوط صواريخ على مطار عدن، ونقل الموقع عن مصادر أمنية قولها إن صاروخين استهدفا مطار عدن انطلقا من منطقة الجند في تعز الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في حين ذكر المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، أن مطار عدن تعرض لقصف بصواريخ طويلة المدى.
كما وأفاد عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي سالم العولقي -عبر تويتر- بأن استهداف مطار عدن تم “بقصف صاروخي”. ودعا إلى التحقيق في الاستهداف. ونشر العولقي مقطع فيديو قال إنه يوضح لحظة إطلاق الصواريخ من محافظة تعز على مطار عدن.
الاستهداف لمطار عدن تم بقصف صاروخي.
الحكومة وقيادة السلطة المحلية بخير وهناك شهداء وجرحى من ضباط الأمن وحراسات المطار.
تفجير اليوم يذكرنا بالتفجير الإرهابي الذي استهدف حكومة بحاح واستهدف العرض العسكري لقواتنا في اغسطس٢٠١٩م.
التحقيق مهم ويبقى اتفاق الرياض ضمان لأمن وسلام الجميع.— سالم ثابت العولقي (@s_th_alawlaqi) December 30, 2020
اتهام الحوثيين
من جانبها شنت القوات الأمنية حملة تفتيش واسعة في الأحياء السكنية الواقعة قرب المطار، وأقامت عددا من نقاط التفتيش.
من جانبه وجه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بتشكيل لجنة للتحقيق في التفجيرات التي استهدفت مطار عدن الدولي، على أن تكون برئاسة وزير الداخلية وعضوية قيادات الأجهزة الأمنية والاستخباراتية والسلطة المحلية بعدن بالتنسيق مع تحالف دعم الشرعية.
وأكد الرئيس اليمني أن “الأعمال الإرهابية التي تفتعلها مليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً والجماعات الإرهابية المتطرفة لن تثني الحكومة الشرعية من ممارسة مهامها من العاصمة المؤقتة عدن، ومواصلة جهودها الرامية إلى حفظ الأمن والاستقرار وجهود تطبيع الأوضاع في مختلف المحافظات وإنهاء الانقلاب”.
ووفقًا لوكالة الأنباء اليمنية “سبأ” فقد شدد هادي على ضرورة تعزيز الجهود الأمنية ورفع مستوى اليقظة والجاهزية لمواجهة كافة التحديات. وأكد تقديم كافة أوجه الدعم للحكومة وأعضاءها لكي تتمكن من تقديم الخدمات للمواطنين في مختلف المحافظات.
فيما عبر رئيس الوزراء اليمني، معين عبد الملك، أن “تلك المحاولات البائسة لقوى التمرد والانقلاب والشر والظلام لن تثني الحكومة عن القيام بمهامها بل ستزيدها إصرارًا على الاضطلاع بمهامها الميدانية في عدن والمحافظات المحررة وتوحيد الجهود لمواجهة تلك القوى الظلامية والانتصار لمشروع اليمن الاتحادي الجديد”.
وأكد أن الأيادي الغادرة التي تبنت هذا الهجوم الإرهابي لن تكون بمنأىً عن العقاب وستنال جزاءها الرادع والعادل.
الحوثيون ينفون
كما اتهمت قيادات سياسية يمنية جماعة الحوثي بالوقوف خلف الهجوم، لكن المكتب السياسي للجماعة نفى علاقته بما جرى.
وحمّل وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، الحوثيين مسؤولية الإنفجارات. وقال في تغريدة على حسابه الرسمي على تويتر: “نطمئن أبناء شعبنا العظيم أن جميع أعضاء الحكومة بخير”.
وأضاف أن “الهجوم الإرهابي الجبان الذي نفذته مليشيا الحوثي المدعومة من إيران لمطار عدن لن يثنينا على القيام بواجبنا الوطني، وأن دمائنا وأرواحنا لن تكون أغلى من دم اليمنيين. نترحم على أرواح الشهداء، ونتمنى للمصابين الشفاء العاجل”.
نطمئن ابناء شعبنا العظيم ان جميع اعضاء الحكومة بخير، ونؤكد ان الهجوم الارهابي الجبان الذي نفذته مليشيا الحوثي المدعومة من ايران لمطار عدن لن يثنينا على القيام بواجبنا الوطني وان دمائنا وارواحنا لن تكون اغلى من دم اليمنيين
نترحم على أرواح الشهداء، ونتمنى للمصابين الشفاء العاجل— معمر الإرياني (@ERYANIM) December 30, 2020
من جانبه صرح هاني بن بريك، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي -المدعوم إماراتيا- بأنه “من العجلة اتهام الحوثيين بتفجيرات عدن”.
فيما أوضح عضو المكتب السياسي للحوثيين، محمد البخيتي، أن ما وقع هو تصفية حسابات جراء الصراع الدائر بين “مرتزقة العدوان”، مبينا أن اتهام الجماعة به “أسطوانة مشروخة”.، وفقًا لموقع “الجزيرة نت“.
تحديات الحكومة الجديدة
جدير بالذكر أنه في 18 ديسمبر الجاري أعلنت الرئاسة اليمنية تشكيل حكومة جديدة تضم 24 وزيرًا مناصفة بين الشمال والجنوب، بناء على اتفاق الرياض، بعد مشاورات بين الحكومة (السابقة) والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات.
ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” يهدف التشكيل الحكومي الجديد إلى إنهاء الخلاف بين الحكومة اليمنية السابقة والمجلس الانتقالي، والتفرغ لمواجهة الحوثيين الذين اقتربوا من السيطرة على مأرب، آخر معاقل الحكومة شمالي اليمن.
وتواجه الحكومة الجديدة العديد من التحديات لعل أبرزها الملف الأمني في المناطق المحررة، بالإضافة إلى التحدي الاقتصادي المتمثل في دعم العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية، وتحسين الخدمات ودفع رواتب الموظفين المدنيين والعسكريين، وتحسين مداخيل الحكومة الشرعية، وفقًا لموقع “العربية“.
كما تواجه الحكومة تحدي توحيد الجهود العسكرية وتعزيزها في الجبهات المشتعلة مع الحوثيين مثل مأرب والجوف، ومواجهة الانتهاكات في الحديدة، وتحرير بقية المحافظات بدعم من تحالف دعم الشرعية.