أخبارأخبار أميركا

الهجوم الروسي.. انتقادات لتقاعس ترامب وتساؤلات حول رد بايدن

بعد صمت طويل أثار الانتقادات تحدث الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، عن الهجوم الإلكتروني الكبير الذي واجهته وكالات حكومية أمريكية متعددة على مدى أشهر وتم اكتشافه مؤخرًا.

لكن حديث الرئس جاء كالعادة مخالفًا للتوقعات، وأثار انتقادات أكثر وجدلًا أكبر، فبدلاً من إدانة الهجوم، أو إدانة روسيا، عمد ترامب إلى التقليل من شأن الهجوم وتداعياته، مؤكدًا أن وسائل الإعلام بالغت في تضخيم ما يحدث.

وذلك رغم تأكيدات مسؤولين أن الهجوم شكّل خطرًا كبيرًا على شبكات العديد من المؤسسات في القطاعين العام والخاص، وأثر حتى الآن على أكثر من 6 وكالات فيدرالية، بما في ذلك وزارتي التجارة والخزانة وكذلك البنتاجون وإدارة الأمن النووي.

وفي أول تعليق له على ما حدث قال ترامب في  تغريدة له على تويتر إن وسائل الإعلام تنفخ في الهجوم بشكل مبالغ فيه، مؤكدًا أنه تم إطلاعه على أن “كل شيء تحت السيطرة”.

ووفقًا لشبكة (CNN) زعم ترامب أن الاختراق يمكن أن يكون قد أثر على الانتخابات، وكتب قائلًا: “كان من الممكن أيضًا أن تكون هناك ضربة على آلات التصويت السخيفة لدينا خلال الانتخابات، وهو أمر يوضح الآن أنني فزت بالكثير”.

كما رفض ترامب اتهام روسيا بالوقوف وراء الهجمات الإلكترونية على الولايات المتحدة قائلًا إنه عندما “يحدث أي شيء يتم اتهام روسيا”، مشيرًا إلى أنه “قد تكون الصين وراء الهجوم”.

الغريب أن رفض ترامب لاتهام روسيا جاء مخالفًا لما ذهب إليه كثير من مسئولي الاستخبارات والأمن القومي من ترجيح أن روسيا قد تكون وراء الهجمات الأخيرة.

كما جاء قول ترامب مخالفًا لوزير الخارجية  مايك بومبيو الذي قال إن الأدلة تظهر أن روسيا كانت على الأرجح وراء الاختراق.

وقال، في مقابلة مع برنامج “مارك ليفين شو”: “كان هذا جهدًا مهمًا للغاية، وأعتقد أنه يمكننا الآن أن نقول بوضوح تام أن الروس هم من شاركوا في هذا النشاط”.

كما أكد النائب الجمهوري ميت رومني في تغريدة له على أن  الروس وراء الاختراق قائلًا: “كما لو كانت القاذفات الروسية تحلق مرارًا وتكرارًا دون أن يتم اكتشافها فوق بلادنا بأكملها”.

سحب البيان

تصريحات وتغريدات ترامب سببت ارتباكًا للبيت الأبيض، الذي كان مسئولوه يستعدون لإصدار بيان يوم الجمعة يشير إلى أن روسيا كانت وراء الاختراق الإلكتروني.

لكن “رويترز” نقلت عن مصدر أن هؤلاء المسئولين تلقوا تعليمات بعد ذلك بعدم نشر البيان، دون أن يوضح من أصدر الأمر أو لماذا.

وقال أشخاص مُطلعون على الأمر، إن البيان كان يلقي باللوم على روسيا في تنظيم الهجوم، لكنه ترك الباب مفتوحا أمام احتمال تورط جهات أخرى، وفقً لشبكة (CNN)

وواجهت تصريحات ترامب الكثير من الانتقادات، ورد عليه آدم شيف، رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب في تغريدة قائلًا: “خيانة فاضحة أخرى لأمننا القومي من قبل هذا الرئيس. تغريدة أخرى غير شريفة تبدو وكأنها كتبت في الكرملين”.

رد بايدن

في المقابل جاء موقف الرئيس المنتخب جو بايدن مغايرًا، فقد أكد في مقابلة أذيعت على شبكة سي بي إس يوم الخميس أن من قاموا بالاختراق الذي تقوده روسيا “سيحاسبون”. وتعهد بفرض “تداعيات مالية” على “الأفراد والكيانات”.

فيما قال المرشح لمنصب كبير موظفي البيت الأبيض رون كلاين إن رد فعل الرئيس المنتخب جو بايدن على حملة القرصنة الضخمة التي تم الكشف عنها الأسبوع الماضي سيتجاوز العقوبات.

وأوضح أن بايدن كان يرسم طرقًا عدة للرد على المتسللين الروس المشتبه بهم الذين اخترقوا الوكالات الحكومية وتركوا آلاف الشركات الأمريكية مكشوفة.

وأضاف: ” لن تكون مجرد عقوبات.. إنها خطوات وأشياء يمكننا القيام بها لتقليل قدرة الجهات الأجنبية على الانخراط في هذه الهجمات”.

كيف سيرد؟

وكشف أشخاص مطلعون على الأمر لـ”رويترز” أن الخيارات التي تدرسها إدارة بايدن لمعاقبة روسيا تشمل عقوبات مالية وعمليات اختراق انتقامية للبنية التحتية الروسية.

وأشاروا إلى أن الرد يجب أن يكون قويًا بما يكفي لفرض تكلفة اقتصادية أو تكنولوجية عالية على الجناة.

لكن خبراء قالوا إن فريق بايدن سيحتاج إلى فهم أفضل للمعلومات الاستخباراتية حول الاختراق الإلكتروني قبل اتخاذ أي قرارات، لتجنب تصعيد الصراع بين الجانبين.

ووفقًا لـ”رويترز” فإن الخبراء يذهبون إلى أن العقوبات المالية المفروضة على الشركات الحكومية الروسية والإمبراطوريات التجارية للأشخاص المرتبطين بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد تكون أكثر فعالية، لأنها ستمنع الوصول إلى المعاملات بالدولار.

وقد يكون الخيار الأقوى هو عزل روسيا عن نظام SWIFT للتحويلات المصرفية الدولية والرسائل المالية، وهي خطوة معوقة ستمنع الشركات الروسية من معالجة المدفوعات من وإلى العملاء الأجانب.

فيما يتوقع آخرون أن يأتي الرد إلكترونيًا أيضًا من خلال إجراءات تشل البنية التحتية التكنولوجية الروسية، وتشمل تعطيل شبكات الهاتف والإنترنت.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين