ترامب يحقق اختراقًا مهمًا في ملف المصالحة الخليجية

By فريق راديو صوت العرب من أمريكا

December 04, 2020

تفيد المؤشرات القادمة من الشرق الأوسط بأن الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، حقق اختراقًا مهمًا في ملف المصالحة الخليجية، وذلك في إطار مسعاه لحلحة الأزمة المستمرة منذ 4 سنوات، قبل رحيله عن البيت الأبيض.

فقد كشف وزير الخارجية الكويتي،أحمد ناصر المحمد الصباح، عن مباحثات “مثمرة” جرت مؤخرًا في إطار تحقيق المصالحة ودعم وتحقيق التضامن والاستقرار الخليجي والعربي

وكانت إدارة ترامب قد كثفت جهودها لتسوية الأزمة الخليجية خلال الأيام الماضية، وسط أحاديث عن انفراجة قد تحدث قريبًا.

وفي بيان بثه التلفزيون الكويتي قال وزير الخارجية إنه في إطار جهود المصالحة التي سبق أن قادها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح “رحمه الله”، واستمرارا للجهود التي يبذلها حاليا أمير الكويت والرئيس الأمريكي لحل الأزمة فقد جرت مباحثات مثمرة خلال الفترة الماضية.

وشدد البيان، الذي نشرته وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، على أن كافة الأطراف أكدوا، خلال المباحثات، حرصهم على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي، وعلى الوصول إلى اتفاق نهائي يحقق ما تصبو إليه من تضامن دائم بين دولهم وتحقيق ما فيه خير شعوبهم.

كما أعرب البيان عن “التقدیر للسید جارید كوشنر كبیر مستشاري الرئیس الأمریكي على الجهود القیمة التي بذلھا مؤخرا في ھذا الصدد”.

بيان معالي الشيخ د.أحمد ناصر المحمد الصباح، وزير الخارجية ووزير الإعلام بالوكالة بشأن التطورات في المنطقة.#المصالحة #مجلس_التعاون #حل_الأزمة #الكويت #السعودية #قطر #الإمارات #البحرين #عمان #الولايات_المتحدة_الأمريكية #إتفاق #وحدة_الخليج #مصيرنا_واحد#البيت_الخليجي_الواحد pic.twitter.com/Cw1Y8duK1i

— وزارة الخارجية (@MOFAKuwait) December 4, 2020

آمال قطرية

من جانبه رحب وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، بإعلان الكويت عن إجراء مفاوضات مثمرة لإنهاء الأزمة المستمرة منذ عام 2017 بين الدوحة وجيرانها في الخليج.

ووصف آل ثاني، على حسابه في “تويتر”، البيان الكويتي بأنه “خطوة مهمة نحو حل الأزمة الخليجية”، مشيرًا إلى أن هناك بعض التحركات التي يأمل أن تؤدي إلى حل لإنهاء الأزمة، مؤكدًا أن وحدة دول الخليج مهمة جدًا لأمن المنطقة ولاستقرارها.

وأشار إلى أن قطر تشكر الكويت منذ بداية الأزمة على وساطتها، وتقدر الجهود الأمريكية في هذا الصدد، مضيفًا: “نؤكد أن أولويتنا كانت وستظل مصلحة وأمن شعوب الخليج والمنطقة”.

بيان دولة الكويت خطوة مهمة نحو حل الأزمة الخليجية. نشكر للكويت الشقيقة وساطتها منذ بداية الأزمة، كما نقدر الجهود الأمريكية المبذولة في هذا الصدد ونؤكد أن أولويتنا كانت وستظل مصلحة وأمن شعوب الخليج والمنطقة.

— محمد بن عبدالرحمن (@MBA_AlThani_) December 4, 2020

ووفقًا لشبكة (CNN) فقد قال وزير الخارجية القطري، في كلمة خلال منتدى روما السادس لحوار المتوسط، إن هناك تحركات حالية في سبيل حل الأزمة الخليجية بين قطر من جهة وكل من السعودية والإمارات والبحرين (بالإضافة إلى مصر) من جهة أخرى.

وأضاف أنه لا يمكن التنبؤ بأن الحل سيكون “وشيكا” إلا أنه أكد على أن الحل يجب أن يكون “كليا” مع كل الدول ذات العلاقة.

تفاؤل سعودي

في المقابل قال الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، وزير الخارجية السعودي، في تغريدة على تويتر: “ننظر ببالغ التقدير لجهود دولة الكويت الشقيقة لتقريب وجهات النظر حيال الأزمة الخليجية، ونشكر المساعي الأمريكية في هذا الخصوص، ونتطلع لأن تتكلل بالنجاح لما فيه مصلحة وخير المنطقة”. وفقًا لوكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).

ننظر ببالغ التقدير لجهود دولة الكويت الشقيقة لتقريب وجهات النظر حيال الأزمة الخليجية، ونشكر المساعي الأمريكية في هذا الخصوص، ونتطلع لأن تتكلل بالنجاح لما فيه مصلحة وخير المنطقة.

— فيصل بن فرحان (@FaisalbinFarhan) December 4, 2020

وفي وقت لاحق خلال منتدى حوار المتوسط قال بن فرحان “لقد أحرزنا تقدمًا كبيرًا في الأيام القليلة الماضية بفضل الجهود المستمرة للكويت، وأيضًا بفضل الدعم القوي من الرئيس ترامب”.

وأضاف: “نأمل أن يؤدي هذا التقدم إلى اتفاق نهائي يبدو في متناول اليد، ويمكنني أن أقول إنني متفائل إلى حد ما بأننا اقتربنا من انجاز اتفاق بين كل الدول الأطراف في الخلاف للتوصل إلى حل سيرضي الجميع باعتقادنا”.

وكان البعض قد توقعوا أن يقتصر التقارب على السعودية وقطر فقط دون الإمارات، لكن كلام وزير الخارجية السعودي يشير إلى غير ذلك، رغم أن الإمارات والبحرين لم تعلقا بعد على ما أعلنته الكويت من تقدم في ملف المصالحة الخليجية.

ترحيب خليجي

من جانبه رحب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، الدكتور نايف فلاح مبارك الحجرف، بالبيان الصادر من الكويت والمتعلق بتعزيز التضامن والاستقرار الخليجي والعربي، وصولا إلى اتفاق نهائي يحقق ما تصبوا إليه الدول من تضامن دائم وتحقيق ما فيه من خير لشعوبها.

وفي بيان نشره الموقع الرسمي للمجلس أكد الحجرف أن الإعلان الكويتي يعكس قوة المجلس وتماسكه وكذلك قدرته على تجاوز كل المعوقات والتحديات بفضل الله، ثم بحكمة وحنكة أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، والتي كانت دائما المرجع والملاذ في مواجهة التحديات التي تعترض مسيرة المجلس، والذي يمثل الخيار الاستراتيجي لدوله والبيت الكبير الذي يحتضن أبناءه .

الأمين العام لمجلس التعاون يرحب بالبيان الصادر من وزير خارجية دولة الكويتhttps://t.co/bzve9fLWVA#مجلس_التعاون #الخليج_العربي pic.twitter.com/ZMHwkU6Zpj

— مجلس التعاون (@GCCSG) December 4, 2020

وشدد على أن أبناء مجلس التعاون إذ يستبشرون بهذا البيان، ليتطلعون إلى تعزيز وتقوية البيت الخليجي والنظر للمستقبل بكل ما يحمله من آمال و طموحات وفرص نحو كيان خليجي مترابط ومتراص يعمل لخدمة دوله و شعوبه ويدفع بعجلة التنمية والتقدم والأمن و الازدهار .

ووجه الحجرف رسالة إلى أبناء الخليج ووسائل الإعلام بالنظر بإيجابية إلى المستقبل والابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة الخلافات أو تأجيجها، مع ضرورة التركيز على كل ما من شأنه تعزيز ودعم التضامن في مسيرة المجلس وتقوية بنيانه لمواجهة التحديات.

أمر صائب

ورأى وزير الخارجية مايك بومبيو، خلال مداخلة في منتدى حوار المنامة، أن حل الخلاف الخليجي هو «الأمر الصائب» لشعوب المنطقة، معربًا عن أمله في التوصل إلى حل للأزمة الخليجية، وقال إنه “حان الوقت لحل هذا الخلاف”.

ووفقًا لإذاعة “مونت كارلو” أعرب بومبيو عن أمله من أن تتمكن واشنطن من تسهيل التوصل إلى حل، لكنه حذر من أنه لا التكهن بموعد تحقيق هذا الحل، لكن واشنطن ستواصل العمل لتسهيل عقد محادثات وحوار من أجل حصول اختراق وشيك.

جدير بالذكر أن الولايات المتحدة والكويت عملتا خلال الفترة الماضية على إنهاء النزاع الخليجي، الذي فرضت خلاله السعودية والإمارات والبحرين ومصر حظرًا دبلوماسيًا وتجاريًا وحظر سفر على قطر منذ منتصف عام 2017.

وأجرى جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس ترامب، محادثات في الدوحة يوم الأربعاء الماضي بعد زيارة للسعودية بهدف حلحلة الخلاف بين البلدين.

ووفقًا لـ”رويترز” فقد قال دبلوماسيون إن واشنطن تسعى إلى إعادة فتح المجال الجوي الخليجي أمام الطائرات القطرية كخطوة أولى.

وكانت دول المقاطعة قد حددت 13 مطلبًا من أجل إعادة العلاقات مع قطر، من بينها إغلاق قناة الجزيرة، وإغلاق قاعدة تركية، وقطع العلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين، وخفض العلاقات مع إيران.

لكن وزير الخارجية القطري قال إن بلاده تأمل أن “تسير الأمور في الاتجاه الصحيح” مشيرًا إلى أن أي قرار في هذا الشأن يجب أن يستند إلى الاحترام المتبادل للسيادة، بما في ذلك في السياسة الخارجية.