لماذا لا يستجيب المريض لعملية إعادة التأهيل بالعلاج الطبيعي؟
أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر
في عملية إعادة التأهيل يشعر الطبيب أو المعالج في بعض الأحيان بأن المريض لا يتجاوب أو لا يتفاعل كما يجب، وبالتالي يتأخر في الحصول على النتيجة المرجوة من العلاج.
في فقرة جديدة من “فن العلاج الطبيعى”، مع الدكتور محمد فرح حسين، تمت مناقشة هذا الموضوع، مع التطرق للإجابة على أسئلة عديدة، منها: لماذا لا يستجيب المريض لعملية إعادة التأهيل بالعلاج الطبيعي؟، وما هي الأسباب المعيقة لعملية التأهيل؟، وما هى العوامل المؤثرة التي تؤخر عملية الشفاء؟، وما هى أهم نصائح للتعامل مع المرضى؟
يُذكر ان الدكتور محمد فرح حسين يقدم نصائحه الهامة من خلال سلسلة حلقات تقدم معلومات هامة عن فن العلاج الطبيعي، أحد فروع المهن الطبية المساعدة للشخص المصاب لاستعادة الحركة الوظيفية التي تأثرت لديه بسبب التعرض لمرض أو الإصابة بإعاقة.
سلسلة الحلقات تذاع حصريًا على راديو صوت العرب من أمريكا، صباح يوم الاثنين، وبرعاية مركز طب العلاج الطبيعي Top Rehab Physical Therapy Services.
علاج مسببات المرض
* د. محمد؛ نبدأ من السؤال الوارد في عنوان حلقتنا.. لماذا لا يستجيب المريض لعملية إعادة التأهيل بالعلاج الطبيعي؟
** هذا سؤال مهم جدًا، فأحيانا المريض يقول إنني أتعالج منذ فترة، ولكنني لا أتحسن، أهم قضية هنا هى قضية التشخيص الدقيق للحالة المصابة، فعندما يقوم الأخصائي باختيار وسيلة العلاج، فهو ينظر إلى الجسد بأكمله، ولا يركز فقط على العوامل الفردية التي أدت إلى الإصابة أو المرض.
فمثلًا.. مرض أسفل الظهر، ما هو إلا عَرَض، ولكن حتى نعرف ونعالج السبب الذي أدى إلى هذا المرض، تكون هنا النتيجة المطلقة، فالتشخيص الدقيق أولًا هو أسرع الأمور لنجاح عملية التأهيل في العلاج الطبيعي، وأبشرك أن نسبة التعافي والشفاء عندنا في عيادتنا أكثر من 90%، وهى نسبة عالية جدًا إذا ما قورنت بالعيادات الأخرى.
التشخيص الدقيق
* لفت نظري موضوع التشخيص الدقيق، فالبعض قد يظن أن الطبيب المعالج يرسل إليكم هذا التشخيص، ولكن بحسب ما فهمت الآن فإن أخصائي العلاج الطبيعي له دور أيضًا في اكتشاف المنطقة المتضررة بشكل صحيح وعلاجها، فهل هذا دقيق؟
** نعم، فالتشخيص الدقيق، ومعرفة السبب الأساسي الذي أدى إلى حدوث المرض هو أمر هام جدًا، وإلا فإننا سنعالج شئ مبهم وغير معروف، كمثال بسيط.. جائتني حالة تعاني من ألم فظيع جدًا بالظهر، ومن خلال الفحص وجدنا أن سبب الألم هو التهابات متقدمة بالمسالك البولية، وفورًا أرسلت المريضة إلى طبيبها لمعالجة هذه الأمور.
ففي مثل هذه الحالات يجب إرسال المريض لعلاج سبب الألم أولًا، وإذا استمر الألم يبدأ هنا دور العلاج الطبيعي، لذا فإن مسألة التشخيص الدقيق تعدّ من أول وأهم عامل من عوامل تأخير إعادة التأهيل.
عوامل أخرى
* ما هى العوامل الأخرى التي تعيق أو تسبب تأخر عملية إعادة التأهيل؟
** هناك بعض العوامل التي تخص المريض نفسه، منها عدم وعيّ المريض بمرضه، فعلى سبيل المثال قد يكون لدى المريض تآكل تام بمفاصل الركبة، ويريد أن تعود الأمور إلى كامل طبيعتها، ولكن هذا غير ممكن، فلا يصلح العطار ما أفسده الدهر، فالمفاصل والغضاريف علاجها الأمثل في هذه الحالة هى العملية الجراحية، لذا فإن فهم المريض لطبيعة مرضه يلعب دورًا كبيرًا.
من العوامل الأخرى أيضًا، رفض المريض لبعض العلاجات، كأن يرفض المريض إجراء الجراحة والاستعانة بدلًا عن ذلك بالعلاج الطبيعي، لكن ذلك قد لا يكون حلًا ناجعًا لمشكلته، هو فقط قد يخفف مؤقتًا من ألمه، كما نجد أيضا أن الكثير من المرضى يمتنعون عن تناول الأدوية التي وصفها لهم الأطباء، وهذا بدوره يؤخر عملية إعادة التأهيل.
هناك أيضا تأخر المريض في البدء بعملية التأهيل بالعلاج الطبيعي، فقد يتم تحويل المريض إلى العلاج الطبيعي لمرات ومرات، ولكنه لا يأتي للعلاج، وهذا يؤثر سلبًا بشكل كبير، خاصةً في الأمراض العصبية، لأن هذه الأمراض لها فترة ذهبية في بداية الإصابة، ونسبة نجاح التأهيل تقلّ كلما تأخر المريض عن بدء العلاج الطبيعي.
من العوامل الأخرى؛ نوعية المرض، هل هو مزمن أم حديث الوقوع، وكذلك عدم إدراك المريض أن بعض الأمراض تحتاج إلى فترة طويلة حتى ينجح العلاج، كذلك من بين أهم العوامل.. نجد درجة تعاون المريض والتزامه في إتمام برنامجه العلاجي، سواء في العيادة أو بالبيت.
وهناك أيضًا عوامل خارجية، خارجة عن إرادة المريض، مثل العوامل الجوية كالطقس البارد بشدة، أو ضغوطات الحياة اليومية كالحاجة إلى العمل، أو بعض العوارض التي تليّ العمليات الجراحية كالالتهابات، وجميع هذه الأمور تؤخر من عملية الشفاء وإعادة التأهيل.
تقبّل العلاج
* هل سبق وأن صادفت مرضى لديهم رفض لنصيحة المعالج، ولا يتقبلون حالتهم المرضية؟، وهل العامل النفسي للمريض يؤثر على تحسنه؟
** نعم، فأهم شئ هو أن المريض يجب عليه أن يتقبل العلاج الذي جاء من أجله، فإذا كان لديه قناعة بأن هذا العلاج لن يفيده، فإنه لن يفيده، لأنه يضع حاجزًا بينه وبين العلاج، لذا فإن التقبل النفسي من المريض للعلاج هو جزء مهم جدًا في الشفاء.
نصائح هامة
* ما هى نصائحك للتعامل مع المرضى؟
** أهم شئ هى توعية المريض توعية تامة بطبيعة مرضه، وطرح كل الخيارات المتاحة للعلاج، فليس فقط العلاج الطبيعي هو العلاج المتاح، فقد يكون أحدها أو قد يساعد على إتمام العلاج، فهناك خيارات أخرى للعلاج يجب طرحها أمام المريض.
يجب أيضًا أخذ الوقت الكافي مع المريض عند تشخيص حالته المرضية ومعرفة السبب الرئيسي لمشكلته، ويجب أيضًا أن تكون هناك صراحة متبادلة بين المريض والمعالج، فعلى المريض أن يقول كل الأعراض التي يعاني منها، ولا يخفي شئ عن المعالج، حتى لا تكون عائقًا أمام التحسن، كما يجب على المعالج أن يكون صريحًا في توضيح فعالية العلاج على المريض.
فالتعاون بين المريض والمعالج مهم جدًا، ولا يجب أن يكون العلاج الطبيعي في مؤخرة الخيارات المتاحة للعلاج، بل إنه يجب أن يأتي في مرتبة متقدمة عند علاج أيّ مرض.
إجراءات وقائية
* ونحن مقبلين على فصل الشتاء، وفي ظل الموجة الثانية من جائحة كوفيد-19، نودّ أن توضح لنا بعض الأمور عن إجراءات الوقاية والسلامة في مركزكم Top Rehab في هذا الصدد؟
** نحن في Top Rehab نلتزم بكافة تعليمات الـCDC فيما يخص إجراءات الوقاية والسلامة، وبالنسبة لإجراءات التباعد الاجتماعي فإن كل مريض يتم معالجته في غرفة منفصلة، إلى جانب التعقيم الدوري والمستمر لكل الآلات والأجهزة وكل أجزاء العيادة على مدار الساعة، لذا فإن جاهزيتنا عالية لسلامة مرضانا وسلامة موظفينا.
وفي Top Rehab أيضا لدينا خدمة توصيل للمرضى في محيط ديربورن، وأيضا نقبل كافة أنواع التأمين.
نصائح لكبار السنّ
* ما هى نصيحتك لتجنب حالات الوقوع أو السقوط لكبار السنّ، خاصةً في فصل الشتاء؟
** فصل الشتاء هو أكثر الأوقات خطورة على كبار السن، لأنهم يكونون أكثر عرضة فيه للسقوط، و90% من حالات تغيير الورك عند الكبار تكون بسبب السقوط، لذا فإن الوقاية خير من العلاج، وننصح كبار السنّ بعدم الخروج من المنازل في اليوم الممطر أو حالات التجمد.
