ردود فعل متباينة قوبلت بها المناظرة الأولى بين الرئيس دونالد ترامب ومنافسه جو بايدن التي عقدت أمس في مدينة كليفلاند بولاية أوهايو.

لكن الجميع تقريبًا اتفقوا على الفوضى التي اتسمت بها المناظرة وأنها جاءت متسقة مع الحرب الكلامية وتراشق الاتهامات المستمر بين الطرفين، لكنها تحوّلت إلى عرض فوضوي غير مسبوق في تاريخ المناظرات التلفزيونية الرئاسية، بحسب “رويترز“.

ألفاظ مسيئة

واشتبك ترامب وبايدن بشدة حول تعامل ترامب مع جائحة فيروس كورونا والاقتصاد والضرائب في المناظرة الحامية التي شهدت مقاطعة ترامب لمنافسه مرارًا.

ولئن كان ترامب المبادر إلى شن الهجوم، إلا أن نائب الرئيس السابق البالغ 77 عامًا كان الطرف الذي وجه بعضًا من أشد الإهانات خلال المناظرة ناعتا ترامب بـ”المهرج” و”الكاذب”، و”جرو بوتين”.

في المقابل عمد الرئيس المرشح لولاية ثانية إلى وصف منافسه بأنه “دمية في يد اليسار الراديكالي” سواء بشأن قضايا الصحة أو الأمن أو المناخ.

فوضى وصراخ

ورغم الفوضى الدائرة تمكن بايدن، الذي كانت تثير قدرته على المواجهة تساؤلات، من الصمود في هذه المناظرة التي استمرت لأكثر من 90 دقيقة بحسب ما أشارت إليه “الحرة“.

في الأثناء تعمد بايدن التوجه إلى الكاميرا أكثر من مرة ليطلب من المواطنيين أن يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع لتجنب “أربع سنوات إضافية من الأكاذيب”.

زمام الأمور

على صعيد آخر، حاول ترامب عبثًا استعادة زمام المبادرة، طوال المناظرة فانبرى يقاطع “جو” المرة تلو الأخرى، مما دفع بمدير المناظرة كريس والاس،  المذيع في شبكة فوكس نيوز، إلى الطلب منه مراراً وتكراراً أن يفسح المجال أمام بايدن للكلام.

مقاطعة باستمرار

ومع استمرار ترامب بمقاطعته مراراً وتكراراً، بلغ الأمر ببايدن حدّ مخاطبة ترامب بالقول “هلّا تخرس يا رجل!”. وقال “من الصعب أن يحظى المرء بفرصة لقول كلمة واحدة بوجود هذا المهرج، عفواً هذا الشخص”. وتابع “أنت أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة”.

وفي مبادلة حادة سأل ترامب بايدن “هل أنت مع القانون والنظام؟” متهمًا منافسه بأنه يستند إلى داعميه من “اليسار الراديكالي”، مسلطًا الضوء على حركة أنتيفا المناهضة لليمين والتي يتهمها ترامب بالإرهاب على خلفية دورها في المظاهرات التي عمت البلاد قبل أشهر قليلة.

وقال ترامب من على منصّة المناظرة مخاطباً نائب الرئيس السابق “أنت لا تمتّ إلى الذكاء بصلة، فطوال مسيرتك المهنية 47 عاماً ولم تفعل شيئا”.

من جهته توجه بايدن مخاطباً الناخبين “كم منكم استيقظ هذا الصباح وكان لديه كرسي فارغ على طاولة المطبخ لأنّ أحدهم مات بسبب كوفيد-19؟”.

وأردف قائلا: “مات كثيرون وسيموت عدد أكبر بكثير ما لم نصبح أكثر ذكاء بكثير وأسرع بكثير”.

واعترض ترامب على استخدام بايدن كلمة “ذكي”. وقال ترامب “أنت تخرجت إما الأخير أو قبل الأخير في صفك الدراسي تقريبًا. لا تستخدم كلمة ذكي أبدًا معي. لا تستخدم هذه الكلمة مطلقًا”.

وفيما يخص أسلوب التعامل مع أزمة كورونا، دافع ترامب عن أسلوبه قائلًا “لقد قمنا بعمل رائع… لكنني أقول لك يا جو، لم يكن بإمكانك أبدا القيام بالعمل الذي قمنا به”.

استطلاع فوري

وأظهر استطلاع فوري للرأي، نشرته شبكة “CNN” وأجرته SSRS، أن 6 من بين كل 10 أشخاص تابعوا المناظرة، أمس الثلاثاء، قالوا إن جو بايدن قدم أداء أفضل،و28% فقط قالوا إن أداء الرئيس دونالد ترامب كان أفضل.

وقال نحو ثلثي الأشخاص الذين تمت مقابلتهم في الاستطلاع إن إجابات بايدن كانت أكثر مصداقية (65% لبايدن و29% لترامب) وأن مهاجمته للرئيس كانت أكثر عدلا في رأي 69% مقابل 32% فقط قالوا إن هجوم ترامب ضد بايدن كان عادلا.

وفي مقابلات مع الأشخاص ذاتهم قبل المناظرة، قال 56% منهم إنهم يتوقعون تقديم جو بايدن لأداء أفضل، في حين قال 43% أنهم يتوقعون أداءً أفضل لترامب.

كما أشارت نتائج الاستطلاع إلى أن النتائج كانت قريبة جدًا لنتائج العام 2016 في المناظرة بين ترامب والمرشحة الرئاسية حينها، هيلاري كلينتون، حيث كانت الأرقام في ذلك الاستطلاع تشير إلى تفوق كلينتون بنسبة 62% مقابل 27% لصالح ترامب.

يشار إلى أن ترامب تحدث لوقت أطول من بايدن خلال المناظرة، وذلك لمدة 39.06 دقيقة، مقابل 37.56 دقيقة لبايدن.

مناظرات تلفزيونية

يذكر أن المناظرة جرت في جامعة كيس ويسترن ريزيرف في كليفلاند وأدارها المذيع كريس والاس من قناة فوكس نيوز. وهي تعد المناظرة الأولى من ثلاث مناظرات من المقرر إجراؤها، وقد استغرقت 90 دقيقة بحضور جمهور محدود بينهما السيدة الأولى ميلانيا ترامب، وجيل بايدن زوجة المرشح الديموقراطي.

ومن المرتقب تنظيم مناظرتين أخريتن في 15 و22 أكتوبر على التوالي في ميامي بفلوريدا وناشفيل في تينيسي.

كما سيتواجه نائب الرئيس  الجمهوري مايك بنس مع المرشحة لمنصب نائب الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس في 7 اكتوبر في سولت لايك سيتي في ولاية يوتا.