هذه الدول العربية مرشحة للتطبيع مع إسرائيل بعد الإمارات

ربما شعر بعض العرب بالصدمة بعد الإعلان عن توقيع اتفاق للسلام بين الإمارات وإسرائيل، لكن البعض الآخر لم يتفاجأ بهذا الإعلان، والذي كان يتم التمهيد له منذ وقت طويل من خلال عدة خطوات لتحقيق التقارب بين البلدين.
وكان من بين هذه الخطوات استقبال فرق رياضية إسرائيلية، والسماح لوزراء إسرائيليين بالتحدث في مؤتمرات، والتجول في الإمارات لغرض السياحة، كما كان آخرها هبوط رحلات جوية إماراتية في مطار إسرائيلي بتل أبيب لأول مرة.
وكان جاريد كوشنر، مستشار البيت الأبيض، قد كشف الخميس، أن المحادثات بين الجانبين بشأن اتفاق السلام والتطبيع استمرت عامًا ونصف العام، وتم تكثيفها قبل نحو 6 أسابيع، إلى أن توجت باتفاق من حيث المبدأ، جرى التوصل إليه الأسبوع الماضي، وفقًا لـ”رويترز“.
دول أخرى ستلحق بالإمارات
وحتى لا يصاب البعض بالصدمة مرة أخرى، ولكي يكونوا مهيأين لسماع أخبار مماثلة خلال الأيام المقبلة، فإن كل المؤشرات تفيد بأن دولة أو دول عربية أخرى ستنضم للإمارات أو ستلحق بها باتفاق مماثل مع إسرائيل.
فقد طورت إسرائيل علاقاتها مع عدد من الدول العربية في الأعوام الأخيرة، حتى وإن تم هذا بشكل غير معلن، وركزت في ذلك على دول الخليج، التي تتشارك معها المخاوف من نفوذ إيران المتنامي في المنطقة.
وكان الرئيس دونالد ترامب واضحًا في هذا الشأن وهو يزف إلى أنصاره خبر الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل، قائلًا إن الخطوة الأمريكية ستكون بداية لانضمام دول عربية وإسلامية أخرى لمسار تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وقال ترامب إنّ الأسابيع المقبلة قد تشهد إبرام مزيد من اتفاقيات السلام. وقال “لدينا أشياء أخرى مثيرة للاهتمام تجري مع دول أخرى، وهي مرتبطة أيضا باتفاقات سلام”، وفقًا لموقع “الحرة“.
وأضاف “ستكون هناك الكثير من الأخبار المهمّة في الأسابيع المقبلة. أنا متأكّد من أنّكم ستكونون منبهرين جدًا”.
بينما قال جاريد كوشنر، مستشار ترامب وصهره، إنّ هناك احتمال كبير جداً أن تعلن دولة عربية أخرى تطبيع العلاقات بينها وبين إسرائيل خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
من جانبه وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الاتفاق مع الإمارات بالتاريخي، قال إنه يدشن “حقبة جديدة” من العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي، مؤكدًا أن دولا عربية وإسلامية جديدة ستبرم اتفاقات سلام مماثلة.
من هي الدولة التالية؟
يتفق كثير من المراقبين مع ما ذهب إليه ترامب وكوشنر ونتنياهو، مؤكدين أن الخطوة الإماراتية ستشجع العديد من دول المنطقة على إبرام اتفاقات مشابهة مع إسرائيل قريبًا
من بين هؤلاء ريتشارد غولدبيرغ، كبير المستشارين في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، الذي قال في حديث لـ”الحرة“: “كان يجب أن تكون هناك دولة أولى، ويعزى الفضل في ذلك للإمارات لشجاعتها في المضي قدما باتجاه عقد اتفاق السلام مع إسرائيل”.
وتوقع غولدبيرغ أن “دول البحرين وعمان والسعودية، وربما العراق ستمضي باتجاه السلام مع إسرائيل”.
فيما رأت الباحثة في شؤون الشرق الأوسط، روان رجولة، أن الخطوة الإماراتية ستشجع “جميع دول مجلس التعاون الخليجي” على التطبيع مع إسرائيل، بالإضافة إلى السودان”.
دول الخليج
وتتجه الأنظار بالفعل لمنطقة الخليج لمعرفة الدولة التي ستعلن لاحقًا تطبيع علاقاتها مع إسرائيل كما فعلت الإمارات، وتبدو السعودية والبحرين أقرب دولتين خليجيتين مرشحتين لاتخاذ مثل هذه الخطوة، خاصة وأنهما ينضمان إلى الإمارات ومصر فيما يسمى التحالف الرباعي العربي المناهض لقطر.
وربما يضع هذا الأمر قطر في مأزق لأنها غير مرشحة للانضمام لمثل هذه الاتفاقات مع إسرائيل، على الأقل بشكل معلن، كما أنها ترتبط بعلاقات جيدة مع إيران وتركيا اللتان يعارضهما التحالف الرباعي، كما ترتبط بعلاقات جيدة مع أمريكا التي ربما تنتظر منها الانضمام لمثل هذه الاتفاقيات أو على الأقل عدم معارضتها.
وحتى الآن يضم التحالف الرباعي دولتين بينهما اتفاق سلام مع إسرائيل هما مصر والإمارات، وربما ستلحق بهما السعودية والبحرين قريبًا، خاصة وأن هذا التحالف هو الأقرب للتجاوب مع الجهود الأمريكية لتطبيق خطة السلام التي طرحها الرئيس ترامب بين فلسطين وإسرائيل، المعروفة باسم “صفقة القرن”، والتي يتوقع أن يسعى لتطبيقها خلال ولايته الثانية.
وفي هذا الإطار اعتبر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، أن اتفاق تطبيع العلاقات الذي توصلت إليه بلاده مع إسرائيل خطوة “جريئة لضمان حل الدولتين”.
البحرين
لكن كثيرين من أصحاب هذا الرأي يرون أن البحرين ستسبق السعودية في هذا الأمر، وربما ستسبقهما دولة عربية أخرى مرشحة بقوة لتوقيع اتفاق سلام مع إسرائيل وهي السودان.
ووفقًا لموقع “الجزيرة نت” فقد رجح مسؤول إسرائيلي أن توقع دولة البحرين اتفاقية سلام مع إسرائيل في المستقبل القريب.
ولم يذكر المسؤول الإسرائيلي -الذي رفض الكشف عن اسمه لقناة كان الإسرائيلية- أي تفاصيل عن الجهود أو المساعي لتوقيع اتفاقية سلام بين المنامة وتل أبيب، في حين لم تصدر أي بيانات رسمية من الدولتين بهذا الخصوص.
وكانت البحرين قد رحبت بالاتفاق الذي أعلنه الرئيس ترامب، واصفة إياه بالتاريخي. وعبرت عن تهانيها لدولة الإمارات وقيادتها “الحكيمة” على الاتفاق واتخاذ خطوات تعزز فرص التوصل إلى السلام في الشرق الأوسط.
السودان
أما بالنسبة للسودان فإن هناك من يتوقع أن يتم توقيع اتفاق بينها وبين إسرائيل قريبًا، خاصة في ظل التطور الذي شهدته العلاقات الإسرائيلية السودانية في الفترة الأخيرة، بعد الإطاحة بالبشير وتولي المجلس السيادي الانتقالي السلطة.
وكان الجدل حول هبوط طائرات إماراتية في إسرائيل قد ترافق مع جدل آخر حول هبوط طائرات إسرائيلية في السودان، حيث تم تداول أنباء عن هبوط طائرة إسرائيلية خاصة في مطار الخرطوم الدولي يوم 26 مايو الماضي.
وهو الخبر الذي نفته السلطات السودانية بعد أن أكدت وسائل إعلام إسرائيلية، والتي أشارت إلى أن طائرة إسرائيلية (N84UP) هبطت في العاصمة السودانية دون أن تفصح من كان على متنها والغاية من هبوطها في العاصمة السودانية، وفقًا لموقع “الجزيرة نت“.
وربطت تحليلات سودانية بين التقارير التي أفادت بهبوط الطائرة الإسرائيلية واتصال هاتفي بين رئيس مجلس السيادة الانتقالي، عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أول أيام عيد الفطر الماضي.
وكانت إسرائيل قد أعلنت في فبراير الماضي أن طائراتها التجارية بدأت في التحليق عبر المجال الجوي السوداني، بموجب اتفاق مع حكومة الطوارئ في الخرطوم.
وحلّقت أول طائرة إسرائيلية فوق سماء السودان على نحو رسمي معلن للمرة الأولى بتاريخ 16 فبراير 2020، وذلك بعد لقاء نتنياهو بالبرهان في 3 فبراير الماضي في مدينة عنتيبي الأوغندية بدعوة من الرئيس يوري موسيفيني.
قد يختلف البعض حول هوية الدولة او الدول العربية التي ستعلن قريبًا تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، لكن معظم المراقبين لا يختلفون على أن هذا سيحدث بالفعل، وأن قطار التطبيع انطلق وسيصل إلى محطات أخرى قريبًا، فأين ستكون محطته المقبلة؟