الراديو

شاهد عيان.. نكبة بيروت بين الرماد والأمل

روايات مختلفة حول أسباب الحادث.. وشكوك حول وصول المساعدات للمنكوبين

أجرى الحوار: ليلى الحسيني وسامح الهادي ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

استكمالًا لتغطيتنا الحصرية للأحداث المؤلمة التي ألمّت بعاصمة الجمال “بيروت”، استضاف الإعلاميان “ليلى الحسيني” و”سامح الهادي”، شاهد عيان من موقع الحدث في بيروت، حيث روى الشاهد لـ”راديو صوت العرب من أمريكا” مشاهداته للحظة الانفجار المؤسف، الذي خلّف دمارًا هائلًا، وخسائر تقدر بالمليارات في المنشآت والمباني بمرفأ بيروت، وفي المنطقة المحيطة على بعد عشرات الكيلومترات من موقع الحادث.

ما قبل الانفجار
* من لبنان مباشرةً، انضم إلينا الأستاذ/ مصطفى، شاهد عيان على الحادث، ليحدثنا عن هذا الانفجار، في البداية نودّ أن نسألك عن وضع بيروت ولبنان قبل هذه الكارثة.

** الوضع في بيروت قبل الانفجار يختلف كثيرًا عما بعده، فقبل الانفجار كان هناك وضع اقتصادي سئ جدًا في بيروت وفي لبنان بأكمله، وعندما جاء الانفجار دمر ما تبقى من بيروت، فالانفجار أنهى بيروت التي باتت شبه مدمرة بالكامل، فتقريبًا 70% من بيروت تضررت بشكل كبير.

تفجير متعمد
* وردت تقارير لم يتسن لصوت العرب من أمريكا التأكد من صحتها من مصدر موثوق، عن وجود أصوات لطائرات عسكرية قبل الانفجار، وشهادات للبعض حول وجود صاروخ ضرب المخزن الموجود في المرفأ، فهل لك أن تخبرنا ما مدى حقيقة هذه المعلومات؟

** لحسن الحظ أن عائلتي كانت خارج بيروت أثناء الانفجار، والمنطقة التي كانت موجودة بها عائلتي هى منطقة جبلية، وقبيل الانفجار كانوا يسمعون أصوات طائرات، ووقت الانفجار سمعوا أصواتًا غريبة ثمّ حدث الانفجار، بعضهم يقولون إن تلك الأصوات كانت من الانفجار ذاته، وهناك من يقول أن هناك صاروخًا أُطلِقَ من طائرة حربية، لكن ما من شئ أكيد في هذا الصدد، لكن الأكيد أن الانفجار كان شيئًا مفتعلًا.

روايات متعددة
* استمعنا البارحة إلى شهادة هامة من العميد “جورج نادر”، كشف فيها تفاصيل هامة عن نترات الأمونيوم، حيث قال بالتحديد إن هذه المتفجرات لا تنفجر وحدها، حتى ولو تم تخزينها لسنوات، فلابد من محرضّ قام بتفجيرها وجعلها تشتعل. فكيف تعلّق على ذلك؟

** صحيح، هذا كلام أكيد، فنحن في لبنان يوجد جزء كبير من الشعب لديه خبرة بالسلاح، نظرًا للحروب التي خضناها، ولكي تشتعل أو تنفجر مثل هذه المواد الخطرة لابد من وجود محرض، سواء كانت حرارة أو صاروخ أو أي سبب لجعل هذه المواد تشتعل.

* هل يمكن أن يكون الحريق الأوليّ مجرد وسيلة للتغطية على ضرب صاروخ لاحقًا؟

** هناك روايات كثيرة حول الأمر وتمّ تناقلها بسرعة، أول رواية كانت تتحدث عن مفرقعات، ثاني رواية كانت تتحدث عن أسلحة لحزب الله، والرواية الأخيرة تتحدث عن نترات الأمونيوم، فالصدق غائب بين الشعب والدولة.

لكن الأكيد أن المستفيد مما حدث هو عدو، والعدو المعلن هى إسرائيل، وربما يكون هناك عدو آخر داخلي، الله أعلم.

صورة من الواقع
* نود أن نستمع منك الآن إلى توصيف للصورة الحقيقة على أرض الواقع في بيروت بعد الانفجار.

** بمجرد حدوث الانفجار، بدأ الكثير من الناس في النزول إلى الشوارع، حيث كانت هناك جثث متناثرة في كل مكان، بعض الناس فقدوا أطرافهم، وبعض الأشخاص نزلوا قذفهم الانفجار في البحر، والله أعلم بحال جثثهم الآن، وهناك جثث كثيرة موجودة تحت الأنقاض ولم يتم العثور عليها حتى الآن، وحجم الدمار في بيروت مخيف، فواجهات معظم البيوت تدمرت، ومعالم منطقة المرفأ بالكامل تغيّرت.

وضع مأساوي
* نحن نعرف أن مرفأ بيروت هو المنفذ الرئيسي لوصول المواد الغذائية والطبية والدوائية إلى كل لبنان، ومع هذا الانفجار توقف المرفأ تمامًا عن العمل بعد أن تدمر، فهل بدأت بوادر أزمة في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية في السوق اللبنانية؟

** نحن بالأساس كنا نعيش في أزمة اقتصادية في السابق، ومع هذا الانفجار أصبحنا نعيش في وضع أصعب كثيرًا، حيث ارتفعت الأسعار بشكل كبير، والأدهى أن المواد ذاتها قد باتت مفقودة، فالقمح في بيروت صار شبه معدوم حاليًا، والأدوية فيها شح كبير.

مبادرة صوت العرب
* راديو صوت العرب من أمريكا أطلق مبادرة “ادعموا لبنان وبيروت الجريحة”، بالتعاون مع جمعيات إغاثية والجاليات العربية، والآن الجاليات العربية تستمع إليك، فهل لك أن توجه نداءً ورسالة إليهم.

** معظم الجمعيات الموجودة لدينا هنا في لبنان تتولى القيادة فيها زوجات المسؤولين، فكل مساعدات مالية سيتم تحويلها إلى لبنان لن تصل إلى الناس المحتاجين والمتضررين، وسيتم سرقتها، تمامًا مثلما حدث مع البنوك والمصارف، فمن المؤكد أن الجمعيات الموجودة هنا لن تعمل على إيصال المساعدات إلى اللبنانيين المحتاجين للمساعدة.

لذلك أتمنى أن تكون هناك مساعدات مباشرة من الخارج إلى المتضررين، أتمنى أن يتم إيجاد وسيلة ما للقيام بذلك، وأؤكد مجددًا أن الجمعيات اللبنانية غير مؤهلة لإيصال المساعدات إلي المنكوبين.

* نحن نضم صوتنا إلى صوتك، ولكن فقط نحب أن ننوه إلى أن تلك وجهة نظرك الخاصة فيما ذكرته بخصوص الجمعيات اللبنانية، منعًا للتعميم، إذ نقف على الحياد، ولكن نؤيد طلبك بضرورة أن تتواجد الجمعيات الإغاثية الخارجية على أرض الواقع في لبنان وتقدم المساعدات بنفسها.

** ليست وجهة نظر، وإنما هى حقيقة، فمعظم المساعدات الخاصة بفيروس كورونا التي وصلت إلى تلك الجمعيات لم يصل منها شئ إلى المستشفيات اللبنانية.

مساعدات عاجلة
* قبل الختام؛ ما هى أهم المساعدات التي تحتاجونها الآن وبشكل عاجل؟

** لا نحتاج المساعدات المادية، أكثر ما نحتاج إليه حاليًا مساعدات طبية ودوائية، نحتاج إلى مواد الترميم والبناء لإعادة تعمير البلد مجددًا، ونحتاج كذلك إلى المواد الغذائية، وحليب الأطفال.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى