لن ينسى سكان العاصمة اللبنانية بيروت مشهد الانفجار المروع الذي ضرب مدينتهم اليوم، وربما سيظل عالقًا في أذهانهم لسنوات طويلة، فهو ليس بالانفجار العادي، بل انفجار أشبه ما يكون بالانفجار الذي حدث في هيروشيما ونجازاكي باليابان.

عاش اللبنانيون لحظات رعب تفوق الاحتمال، وهم يسمعون دويًا لا مثيل له، ويشاهدون موجات انفجارية غير مسبوقة، أطاحت بكل ما في طريقها على مسافة واسعة بلغت عشرات الكيلو مترات.

مشاهد الدمار الواسع بدت واضحة في معظم أنحاء العاصمة اللبنانية التي شوه الانفجار وجهها الجميل، وخلّف وراءه مئات وربما الآلاف من الضحايا بين مصابين وقتلى.

بينما فاقت الخسائر المادية الحدود، حيث تسبب الانفجار في تدمير مرفأ بيروت الذي يعد مرفقًا اقتصاديًا حيويًا للبلاد التي تعاني في الأساس من أزمة اقتصادية غير مسبوقة، بينما لحقت أضرار بالغة بالمباني والمنشآت والمنازل المحيطة بمنطقة الانفجار لمسافات بعيدة، حتى أن محافظ بيروت قال إن نصف المدينة تعرض للدمار.

أسباب الحادث المروع لا تزال غامضة، ما بين رواية رسمية تعزو السبب لمواد شديدة الانفجار كانت مخزنة في مرفأ بيروت، وروايات أخرى غير رسمية تشير بأصابع الاتهام لإسرائيل وحزب الله وجهات أخرى، وروايات تتحدث عن تعرض لبنان لهجوم من الخارج وربما من الداخل، استخدمت فيه قنبلة يمكن تكون ذرية أو نووية صغيرة، أو هجوم استهدف هذه القنبلة التي ربما كانت مخبأة في مرفأ بيروت.

التحقيقات وحدها ستكشف غموض الحادث، وربما تكشّفت الحقيقة قريبًا، أو ربما استغرق البحث عنها سنوات، وربما دفنت تحت الأنقاض ولن تظهر للعلن أبدًا.. لكننا أمام انفجار غير مسبوق يثير الكثير من علامات الاستفهام، ولن ينساه اللبنانيون لسنوات طويلة.