الراديو

كورونا يشلّ الاقتصاد ويقيّد السفر.. والعرب يتحدّونه بالسفر للمريخ

أجرى الحوار: ليلى الحسيني ــ أعده للنشر: أحمد الغـر

ألحقت جائحة كورونا خسائر فادحة بالاقتصاد العالمي والعربي، وفرضت قيودًا غير مسبوقة على السفر وحرية التنقل بين جميع الدول، وسط هذا الأجواء واصلت الإمارات مشروعها لاستكشاف المريخ، ونجحت في إطلاق مسبار الأمل لتحقق حلم العرب في الوصول إلى الفضاء لأول مرة.

في هذا السياق؛ استضافت الإعلامية “ليلى الحسينى”، الخبير والمحلل الإقتصادى “نايل فالح الجوابرة” لإلقاء مزيدًا من الضوء حول تجربة مسبار الأمل الإماراتي، وآخر التطورات حول تداعيات جائحة كورونا على الاقتصاد والسفر.

مسبار العرب
بدأت الحلقة بثناء الجوابرة على مقدمة الحلقة الإعلامية “ليلى الحسيني”، حيث وصفت مسبار الأمل بمسبار العرب، كون هذا الإنجاز هو إنجاز لكل عربي، وليس لكل إماراتي فقط، قبل أن ينتقل إلى الحديث عن تحدي الإمارات لظروف كورونا وإطلاقها لمسبار الأمل، بعد تأجيله مرتين بسبب الأوضاع الجوية في اليابان.

سيصل مسبار الأمل في عام 2021 إلى كوكب المريخ، تحقيقًا لرؤية الإمارات ودخولًا للتاريخ من أوسع أبوابه، حيث كان تجميع وتصنيع المسبار في مركز الشيخ محمد بن راشد للفضاء في دبي، ثم انطلق إلى دولة اليابان، حيث مركز الإطلاق، نظرًا لعدم وجود مراكز للإطلاق الفضائي في الدول العربية.

وأضاف الجوابرة أن دولة الإمارات ستكون بهذا الإنجاز هى أول دولة في العالم تجمع بيانات مفصلة ومرئية ودقيقة عن الكوكب الأحمر، وهذه البيانات ستدعم الدراسات المستقبلية في العالم، وهناك من سيشتري تلك الأبحاث والبيانات لأهميتها.

إنجاز حقيقي
هناك من يشير إلى أن إطلاق مسبار الأمل هو إنجاز حقيقي لدولة الإمارات وللعرب على حدٍ سواء، وهناك من يرى أنه إنجاز للإمارات فقط وليس للعرب الذين هم مشغولون بصراعاتهم الداخلية، وهناك فريق ثالث يرى أن المسبار مجرد دعاية فقط، حيث سبقت دول أخرى الإمارات في الوصول إلى الكوكب الأحمر.

في هذا الصدد قال الجوابرة: “بإطلاق مسبار الأمل تعدّ الإمارات هى الدولة التاسعة في الوصول إلى المريخ، لكن ما هو مختلف وتعدّ الإمارات هى السبّاقة فيه، هو الحصول على صور مرئية وتقارير جديدة وبيانات أكثر دقة من المريخ”.

وأضاف: “هذا الأمر لا يعدّ إنجازًا للإمارات فقط، ولكن للعرب أيضًا، فهو دليل على قدرة العرب على دراسة المريخ والوصول إليه، ولا نقول أن ما سيتم التوصل إليه أنه اكتشاف إماراتي أو مغربي أو يمني أو خلافه، ولكن سنقول أنه اكتشاف عربي”.

أمل للشباب العربي
بالرغم من كل ما يشهده العرب من تراجع، هناك أمل للشباب العربي، وهذه نقطة يمكن لنا أن نفتخر بها في ظل حالة الإحباط التي تسيطر على الشباب العربي؛ قال الجوابراة إنه “للأسف أصبح الشباب العربي محبطًا بسبب الأوضاع الاقتصادية والسياسية، لذلك فإن مسبار الأمل يحمل أملًا للشباب العربي، لن يكون هناك بعد اليوم هجرة للشباب إلى خارج أوطانهم، وإنما استقطاب واحتواء للشباب العربي في بلدانهم، ومسبار الأمل مجرد بداية، وليست نهاية”.

تداعيات كورونا الاقتصادية
حول تعافي الاقتصاد العربي والعالمي من تداعيات جائحة فيروس كورونا، رأي الجوابرة أنه “لن تكون حالة إغلاق جديدة للاقتصادات حول العالم، حتى في ظل عودة الإصابات إلى الارتفاع مجددًا، فقد مرَّ 3 أشهر، أي ربع السنة تقريبًا، وهذا الإغلاق أثر بشكل سلبي جدًا على جميع الاقتصادات، وحتى مع عودة الأنشطة لا تزال الآثار السلبية مستمرة”.

وأضاف أن إيجاد اللقاح هو سيد الموقف، وهو الضمان الوحيد لإيقاف نزيف الخسائر، وأرقام البنك الدولي صادمة وتدل بوضوح على مدى صعوبة الوضع، فهناك شركات أفلست، بالرغم من الدعم المالي الضخم الذي قدمته الحكومات إلى اقتصادها ومؤسساتها وشركاتها.

في أمريكا والدول الأوروبية ودول الخليج ضخت الحكومات أمولًا كثيرة من أجل ألا يشعر المواطن كثيرًا بتداعيات الوباء، لكن المؤسف سيكون في مناطق الحروب، مثل سوريا واليمن، حيث سيزداد معدل الفقر.

ولا يجب أن ننسى أن انخفاض أسعار النفط سيؤثر سلبًا على الدول المصدرة للنفط، وعلى رأسها دول الخليج، وهذا يعني أن استمرار الجائحة مع العوامل الأخرى سيؤثر في وقتٍ ما بالسلب، لأن الدعم المالي عند لحظة معينة سيتوقف، لأنه يشكل ضغطًا هائلًا على موازنات تلك الدول.

الحل.. إيجاد اللقاح
بحسب رأي الجوابرة فإنه في ظل تراجع عائدات النفط، قد تتجه دول الخليج إلى بيع السندات الحكومية لدعم اقتصاداتها في ظل استمرار الجائحة، فالعام 2020 حمل ضغطًا كبيرًا على اقتصادات كل الدول، بالرغم من التفاؤل الذي كان في بدايته عقب الاتفاق التجاري بين الصين والولايات المتحدة، لكن كورونا صدم الجميع، وكرر الجوابرة أن إيجاد اللقاح هو الحل الأمثل لإعادة الأمور إلى نصابها، وبدء تعافي الاقتصادات من كبوتها.

تعافي قطاع السفر
وحول مدى وإمكانية تعافي قطاع السفر والطيران قريبًا؛ قال الجوابرة إن هذا القطاع قد تأثر بشكل كبير بسبب الوباء، بالرغم من أنه في السابق كان يتأثر بشدة بأسعار النفط، الآن تسبب فيروس كورونا في حدوث ارتفاع لأسعار التذاكر بسبب التباعد الاجتماعي والإجراءات التي تفرض تقليل عدد الركاب، إلى جانب استمرار إغلاق بعض المطارات حتى الآن، وعمليات الصيانة المستمرة للطائرات المتوقفة، وكل ذلك يضغط بشدة على شركات الطيران، والتي قد تظل حتى عام 2022 حتى يتم التعافي التام لها.

وقطاع السياحة بالتبعية متضرر بسبب تضرر قطاع السفر والطيران، وشعور الخوف من الطائرات والمطارات بسبب الفيروس والعدوى، وهو شعور لم يتجاوزه الناس بعد، ولن يتجاوزوه بسهولة.

في الختام؛ يرى الجوابرة أن أهم شئ يمكن فعله الآن هو الحفاظ على الأرواح، وهذا الأمر يحتاج مسؤولية مجتمعية وتكافل عالمي، وذلك إلى أن تنتهي الجائحة ويتم إيجاد اللقاح، وتعود الأمور إلى سابق عهدها.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى