اشتباكات بين إسرائيل وحزب الله ومخاوف من اندلاع حرب جديدة

وقعت اشتباكات وتبادل لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي ومسلحين تابعين لحزب الله بالقرب من الحدود اللبنانية، وذلك في تطور خطير أثار المخاوف بشأن إمكانية اندلاع حرب بين الجانبين.
وكان الجيش الإسرائيلي قد قال إن ”حادثًا أمنيًا“ وقع على الحدود الشمالية مع لبنان، اليوم الاثنين، وأمر سكان المنطقة المحاذية للحدود بالبقاء داخل المنازل.
ونقلت وكالة “رويترز” عن القناة 12 بالتلفزيون الإسرائيلي أن تبادلًا لإطلاق النار حدث بين قوات إسرائيلية ومسلحين، وأن انفجارات سُمعت في المنطقة.
وذكرت قناة “المنار” التابعة لحزب الله أن الجيش الإسرائيلي شن قصفًا مدفعيًا في محيط موقع “رويسات العلم” استمر لساعة، في حين ذكرت وسائل إعلام لبنانية أن الحزب استهدف آلية عسكرية إسرائيلية.
نشرت وسائل إعلام إسرائيلية مقطع فيديو لتبادل إطلاق النار الذي وقع بين إسرائيل وحزب الله اللبناني. ويظهر المقطع ظهور أدخنة النيران من الجانب الإسرائيلي على الحدود مع لبنان.
אירוע ביטחוני בגבול הצפון: תיעוד של פטריות עשן מכמה מוקדים@rubih67 pic.twitter.com/XGNYRqMy0E
— כאן חדשות (@kann_news) July 27, 2020
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن محاولة من قبل عناصر حزب الله للتسلل داخل إسرائيل، فيما نقلت “رويترز” عن مصادر لبنانية أن حزب الله نفذ عملية ضد الجيش الإسرائيلي في مزارع شبعا.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصف الحادث الأمني في الشمال بأنه “ليس سهلا”.
وأكد نتنياهو أنه يتابع ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان الأحداث التي تجري على الحدود الشمالية، مؤكدًا أن إسرائيل لن تسمح لإيران بالتموضع على حدودها مع سوريا، وحمّل نتنياهو لبنان وحزب الله الاعتداءات التي تنفذ على الأراضي الإسرائيلية.
بالفيديو: تصريحاتي في الكنيست حول الأحداث على حدودنا الشمالية:
"لبنان وحزب الله يتحملان مسؤولية أي اعتداء ينطلق ضدنا من الأراضي اللبنانية". pic.twitter.com/kNVLsuuvqQ
— رئيس وزراء دولة إسرائيل (@Israelipm_ar) July 27, 2020
تفاصيل الاشتباكات
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قد قال في تصريحات لـ”بي بي سي” إن مجموعة مكونة من ثلاثة أو أربعة مسلحين حاولت التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية قبل أن يتم رصدها من قبل الجيش الإسرائيلي وإطلاق النار عليها.
ووفقًا لشبكة (CNN) فقد أعلن الجيش الإسرائيلي إحباط عملية وصفها بـ”التخريبية” في منطقة جبل روس نفذتها خلية من “حزب الله” تسللت وقطعت الخط الأزرق على الحدود بين لبنان وإسرائيل
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي” عبر صفحته الرسمية على موقع تويتر: “أحبط جيش الدفاع عملية تخريبية في منطقة جبل روس حيث تمكنت القوات من تشويش عملية خططت لها خلية من حزب الله مكونة من بين 3 إلى 4 مخربين والتي تسللت أمتار معدودة للخط الأزرق ودخلت إلى منطقة سيادية إسرائيلية”.
أحبط جيش الدفاع عملية تخريبية في منطقة #جبل_روس حيث تمكنت القوات من تشويش عملية خططت لها خلية من #حزب_الله مكونة من بين ٣ الى ٤ مخربين والتي تسللت أمتار معدودة للخط الأزرق ودخلت الى منطقة سيادية إسرائيلية. لقد تم فتح النيران نحوهم وتشويش مخططتهم.
لم تقع إصابات في صفوف قواتنا. pic.twitter.com/gPY8JSsMAt— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) July 27, 2020
وأضاف قائلا: “تم فتح النيران نحوهم وتشويش مخططهم لم تقع إصابات في صفوف قواتنا”، وتم رصد إصابات في صفوف المخربين، أيام معقدة ومتوترة أمامنا”، على حد تعبيره.
وفي وقت سابق طلب الجيش طلب من الإسرائيليين الذين يسكنون قرب الحدود مع لبنان البقاء في المنازل ومنعهم من استخدام وسائل النقل لأسباب غير ضرورية.
أصدر جيش الدفاع تعليمات الى سكان منطقة الحدود مع #لبنان في أعقاب الحدث الأمني في منطقة #جبل_روس.
– على السكان البقاء في المنازل
– يحظر على جميع الأنشطة في المنطقة المفتوحة بما فيها الأعمال الزراعية والسياحية
– يجب الامتناع عن استخدام المركبات لاهداف غير ضرورية. https://t.co/KXRDA99bHy pic.twitter.com/oIoDDOmfCD— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) July 27, 2020
حزب الله ينفي ويهدد
من جانبه نفى “حزب الله” اللبناني صحة الرواية الإسرائيلية حول الأحداث التي شهدها محيط مزارع شبعا، مشيرًا إلى أن قواته لم تطلق النار، وأن الاشتباك كان من الجانب الإسرائيلي فقط.
وأوضح بيان نشره الحزب على موقع “العهد” التابع له أن “حالة الرعب التي يعيشها الجيش الإسرائيلي ومستوطنوه عند الحدود اللبنانية، وحالة الاستنفار العالية والقلق الشديد من ردة فعل المقاومة على جريمة اغتيال علي كامل محسن، وعجزه الكامل عن معرفة نوايا المقاومة، جعله يتحرك بشكل متوتر ميدانيًا وإعلاميًا”.
وأضاف أن كل ما تدعيه إسرائيل عن إحباط عملية تسلل من الأراضي اللبنانية وسقوط قتلى وجرحى للمقاومة هو غير صحيح على الإطلاق، ومحاولة لاختراع “انتصارات وهمية كاذبة”.
وأكد البيان عدم حدوث اشتباك مع الجانب الإسرائيلي، وأن إطلاق النار صدر من الطرف الإسرائيلي فقط.
ووجه “حزب الله” في ختام البيان تهديدًا للجانب الإسرائيلي بـ”الرد الحتمي” على مقتل علي كامل محسن، في محيط مطار دمشق الدولي، وأشار إلى أنه على الإسرائيليين أن “يبقوا في انتظار العقاب على جرائمهم”، وفقا للبيان.
توتر مستمر
من جانبه قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مؤتمر صحفي، إن “بيان حزب الله يؤكد أننا نتعرض لتهديد حقيقي”، وأضاف: “يجب على حزب الله أن يعلم أنه يلعب بالنار وأي هجوم ضدنا سيواجه برد كبير”
ويأتي التصعيد الأخير عقب حادثين مهمين وقعا بين الجانبين مؤخرًا، ووفقًا لـ”رويترز” فقد تصاعدت حدة التوتر على حدود إسرائيل مع سوريا ولبنان منذ أيام بعد مقتل أحد مقاتلي جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران في ضربة إسرائيلية فيما يبدو على مشارف دمشق. ومنذ ذلك الوقت عزز الجيش الإسرائيلي قواته على الجبهة الشمالية.
وكان الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، قد توعد في أغسطس آب الماضي، بعد مقتل عضوين في حزب الله، بالرد إذا قتلت إسرائيل أي مقاتل آخر من صفوف الجماعة المتواجدة في سوريا دعمًا للرئيس بشار الأسد.
كما سقطت طائرة مُسيرة إسرائيلية في داخل لبنان، أمس الأحد، حسبما أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، والذي قال عبر حسابه في تويتر: “قبل قليل خلال نشاط عملياتي لقوات جيش الدفاع على الحدود اللبنانية سقطت طائرة مسيرة إسرائيلية داخل لبنان”.
وذكر المتحدث أنه “لا توجد خشية من تسرب معلومات” قد تكون مُخزنة في أجهزة الطائرة. وفقًا لشبكة (CNN).
قبل قليل خلال نشاط عملياتي لقوات جيش الدفاع على الحدود اللبنانية سقطت طائرة مسيرة إسرائيلية داخل #لبنان. لا توجد خشية من تسرب معلومات
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) July 26, 2020
في حين أفادت الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان بأن طائرة استطلاع إسرائيلية حلقت، مساء الأحد، بشكل مستمر فوق منطقة مرجعيون (جنوب البلاد).
ويأتي سقوط الطائرة في غضون توتر جديد مصحوب بنشر تعزيزات عسكرية إسرائيلية على الحدود مع لبنان، بينها بطاريات صواريخ من طراز باتريوت.
وقال نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، في تصريحات تليفزيونية لقناة “الميادين”، القريبة من الحزب، أمس الأحد، إنه ليس من الوارد تعديل “معادلة الردع” مع إسرائيل، مُضيفا أن “التهديدات لن تستدرجنا إلى موقف لا نريده”.
ورفض نعيم قاسم الإجابة عن سؤال بشأن احتمالية رد حزب الله على مقتل أحد عناصره في ضربة إسرائيلية بسوريا، قائلا: “لا جواب”.
لكن قاسم رأى أن الظروف والأجواء الحالية داخل إسرائيل وفي أمريكا لا تشير إلى حدوث حرب، ولوَح برد يشبه ما حدث في حرب يوليو تموز 2006 إذا شنت إسرائيل الحرب.