نيويورك تايمز تنهي شراكتها مع خدمة “أبل نيوز”

أنهت صحيفة نيويورك تايمز شراكتها مع خدمة «أبل نيوز» الإخبارية، وفق ما أفادت به الصحيفة نقلًا عن مذكرة لمديرة العمليات “ميريديث كوبيت ليفين” للموظفين.
وبهذه الخطوة لن تظهر بعد الآن مقالات الصحيفة في تطبيق “أبل نيوز”. وكتبت كوبيت ليفين أن “جوهر وجود نموذج صحي بين التايمز والمنصات هو مسار مباشر لإعادة هؤلاء القراء إلى بيئاتنا، حيث نتحكم في عرض تقريرنا والعلاقات مع قرائنا وطبيعة قواعد عملنا”. وأضافت: “علاقتنا مع أخبار أبل لا تتناسب مع هذه الأهداف”.
أسباب إنهاء الشراكة
ويأتي قرار إنهاء الشراكة بسبب عدم قيام التطبيق بإحالة القراء إلى مواقع الناشرين، والاحتفاظ بهم بدلاً من ذلك على التطبيق، لإمكانية تصفح الأخبار من خلاله، وهو ما يخالف نهج الصحيفة.
وفي حين أن الخدمات الأخرى، مثل “أخبار جوجل” Google News، ترسل القراء إلى مواقع الناشرين على الويب، فإن “أخبار أبل” تحتفظ عمومًا بالقراء في التطبيق. أو كما تقول صحيفة نيويورك تايمز فإن نهج أبل لا يتوافق مع هدف الصحيفة في الوقت الحالي، والمتمثل في بناء علاقات مباشرة مع القراء الذين يدفعون أموالا مقابل الخدمات.
أبل توضح
من جانبها، قالت شركة أبل إن صحيفة نيويورك تايمز عرضت على “أخبار أبل” بضع قصص فقط يوميًا، وأن الشركة ستواصل تزويد القراء بمعلومات موثوقة من آلاف الناشرين.
وأضافت “نحن ملتزمون أيضًا بدعم الصحافة عالية الجودة من خلال نماذج الأعمال المتعلقة بالإعلانات والاشتراكات والتبادل التجاري”.
التنافس على الجودة
وتعتبر نيويورك تايمز واحدة من أوائل المؤسسات الإعلامية التي غادرت خدمة “أخبار أبل”. كما يشار إلى أن نيويورك تايمز عملت مع فيسبوك سابقًا من خلال برنامج “المقالات الفوريّة” لكنها أوقفت الشراكة بدعوى “أنها لم تحصل على ما يكفي من الإيرادات”.
وتعمل المؤسسات الإخبارية على التنافس مع شركات التكنولوجيا الكبيرة من أجل جذب انتباه القراء وتحقيق عائدات إعلانية.
ويرتبط النشاط التجاري الإخباري بعلاقة معقدة مع شركات التكنولوجيا؛ حيث قضت شركات، مثل فيسبوك وجوجل وأبل، على مبيعات الإعلانات الصحافية، وذلك من خلال جعل منصاتها واحدة من الطرق الرئيسية التي يمكن للناس من خلالها استهلاك الأخبار ،دون الرجوع إلى المواقع الصحافية مباشرةً، مما يفقدها زوّارها.
ومع ذلك، عندما أسست أبل التطبيق الإخباري في أواخر عام 2015، وعدت بالعمل مع الناشرين لمساعدتهم، وعلى عكس شركات التكنولوجيا الأخرى، لم تنافس أبل المواقع الإخبارية للحصول على العائدات الإعلانية.
في الأثناء، تبنت الشركة نهجًا يتعارض مع الطريقة التي تعامل بها نظراؤها، حيث سمحت للمؤسسات الإخبارية فقط بالظهور ضمن التطبيق، وكان البشر، وليس الخوارزميات، مسؤولين عن تصنيف أهم الأخبار.
كما حصل التطبيق على قرابة 125 مليون قارئ شهريًا، مما جعله أحد مصادر الأخبار الأكثر قراءة على مستوى العالم، في المقابل لم تجلب الإعلانات في التطبيق سوى القليل من الإيرادات للمؤسسات الإخبارية، فيما حصلت الشركة على نسبة 30 % مقابل أي اشتراكات تباع ضمن التطبيق.
تعدد خدمات أبل
وقدمت أبل للناشرين في العام الماضي طريقة جديدة لكسب المال من خلال “أخبار أبل بلاس”، وهي خدمة اشتراك داخل تطبيقها الإخباري توفر الوصول إلى مئات المنافذ، التي عادةً ما تكون مدفوعة الأجر، مقابل 9.99 دولار شهريًا.
وأخبرت أبل الناشرين بأنه يجب تخفيض الأسعار، كما يجب عليهم أن يتشاركوا نصف عائدات “أخبار أبل بلاس” مع عشرات المؤسسات الإخبارية الأخرى، بينما أخذت أبل النصف الآخر لنفسها.
وفي وقت سابق، من العام الماضي كشف تقرير لمجلة “بيزنس أنسايدر”، أن خدمة الأخبار التابعة لشركة أبل “أخبار أبل بلاس” لا تحقق الكثير من الدخل لناشري الأخبار كما سبق أن وعدتهم أبل.
ولم تتمكن الشركة من الوفاء بوعودها التي قطعتها لشركات النشر التي سجلت في خدمتها من قبل.
وأوضح نفس التقرير أن بعض الناشرين بحثوا عن وسيلة لجعل المحتوى أكثر ملاءمة للتطبيق بدلاً من تصميم “بي دي أف” الموجود الآن، ولا يزال البعض الآخر يعتقد أن أبل لا تضع ثقلها الكامل في “أخبار أبل بلاس”.
ويقول متابعون “كل ما تُمْكِن قراءته هو أن خدمات الأخبار لا تبشر بالخير لشركات النشر التي غالبًا ما تكون تحت رحمة مالك المنصة ونادراً ما تبنى علاقات مع قرائها”.
يذكر أنه في مارس 2018، اشترت أبل شركة تيكستير Texture التي تمتلك تطبيق “ذي نتفليكس أوف ماغازينيز” “the Netflix of magazines”، والذي يتيح للمستخدمين القراءة من مكتبة تضم 200 مجلة في الشهر مقابل 9.99 دولار.