أخبار أميركااقتصاد

خلاف بين ترامب ومستشاره يتسبب في اضطراب أسواق المال والنفط

تسببت تصريحات أدلى بها بيتر نافارو، المستشار التجاري للرئيس ترامب، في حدوث اضطراب في أسواق المال والنفط، وذلك بعد أن أكد أن الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين قد انتهى.

وقال المستشار التجاري للبيت الأبيض، في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز، أمس الاثنين، إن “تهاون الصين في الإبلاغ عن انتشار فيروس كورونا في وقت مبكر، أدى إلى انهيار القنوات السياسية والاقتصادية”.

ويبدو أن الرئيس ترامب أدرك ما تسببت فيه تصريحات مستشاره من قلق، فأسرع بالإدلاء بتصريح مخالف لما قاله نافارو، في محاولة لتهدئة مخاوف سوق الأسهم الأمريكية الذي شهد تراجعًا كبيرًا.

حيث تراجعت العقود الآجلة لمؤشر “داو”، ما يقرب من 400 نقطة، فيما امتدت المخاوف إلى العديد من أسواق الأسهم العالمية، وأثرت سلبًا على أسعار النفط.

وأكد ترامب، أن الاتفاق التجاري مع الصين لا يزال قائمًا. وكتب عبر “تويتر” أمس الاثنين قائلًا: “نأمل أن تواصل الصين الالتزام بشروط الاتفاق”.

وما كان من نافارو، بعد تغريدة ترامب، إلا أن تراجع عن تصريحه قائلًا إن تصريحه اقتُطع من سياقه، مضيفًا أن الاتفاق لا يزال ساريًا.

ويعد الاتفاق التجاري مع الصين، جزءًا رئيسيًا من خطة إعادة انتخاب الرئيس ترامب، حيث يعتمد عليها في إنعاش الاقتصاد بعد عمليات الإغلاق التي تمت للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.

تصريحات نافارو

وكان نافارو قد أبلغ “فوكس نيوز” أن الاتفاق التجارء مع الصين “انتهى”. وقال إن “نقطة التحول” جاءت عندما لم تعلم الولايات المتحدة بانتشار فيروس كورونا إلا بعد مغادرة وفد صيني واشنطن في أعقاب توقيع المرحلة الأولى من الاتفاق في 15 يناير.

وأضاف نافارو “لقد حدث ذلك (توقيع الاتفاق) في وقت كانوا قد أرسلوا فيه مئات الآلاف من الأشخاص إلى هذا البلد لنشر ذلك الفيروس، ولم نعلم بهذه الجائحة إلا بعد دقائق فقط من إقلاع تلك الطائرة (التي كانت تقل الوفد الصيني)”.

وتسببت تصريحات نافارو في تراجع الأسواق المالية، إلا أنها عادت للانتعاش بعد تصريحات ترامب، وتراجع نافارو عن تصريحاته السابقة وتأكيده أنها “اقتطعت من سياقها إلى حد بعيد”.

وقال إن ما قاله ليس له علاقة لها بالمرحلة الأولى من الاتفاق التجاري، التي تظل سارية. وأضاف: “كنت أتحدث فقط عن نقص ثقتنا حاليًا في الحزب الشيوعي الصيني بعدما كذب بشأن أصل الفيروس الصيني وابتلى العالم بالجائحة”.

أسعار النفط

وانتابت أسواق النفط حالة من الفزع، وفقا لما ذكرته وكالة “رويترز”، بسبب تصريحات نافارو حول انتهاء الاتفاق التجاري.

وبحلول الساعة 0545 بتوقيت غرينتش، تراجع خام القياس العالمي برنت 26 سنتًا أو ما يعادل 0.6% إلى 42.82 دولار للبرميل، بعد أن نزل في وقت سابق لأدنى مستوى في الجلسة عند 42.21 دولار للبرميل. وتراجع الخام الأمريكي 38 سنتا أو ما يعادل 0.9% إلى 40.35 دولار للبرميل بعد أن هبط إلى المستوى المتدني البالغ 39.76 دولار.

وسرعان ما عادت للارتفاع بعد تصريحات ترامب وتراجع نافارو عن تصريحاته السابقة. وشهدت الأسعار تحسنًا مؤخرًا مع إعادة فتح الأنشطة الاقتصادية في أمريكا والعديد من الدول في أنحاء العالم، مما عزز الاتجاه الصعودي لأسعار النفط بفضل عودة الطلب على الوقود.

الصين ترد

وكانت الصين قد ردت، اليوم الثلاثاء، على مزاعم نافارو حول الاتفاق التجاري. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية تشاو لي جيان للصحفيين في إفادة صحفية اعتيادية ”هو يدأب على الكذب ولا يتسم بالصدق أو النزاهة“.

وفيما يتعلق بالاتفاق التجاري، قال تشاو ”موقف الصين من هذه المسألة ثابت وواضح“. وأحال المتحدث عددًا من الأسئلة إلى الجهات الحكومية المختصة.

وتراجعت العلاقات الصينية الأمريكية إلى أدنى مستوى لها بعد أن ضربت جائحة كورونا الولايات المتحدة بقوة لتصبح صاحبة أعلى معدل إصابات ووفيات ناجمة عنها في العالم.

وقال مسؤولون في البيت الأبيض إن الإدارة الأمريكية، “تشعر بخيبة أمل شديدة من فشل الصين في إبلاغ منظمة الصحة العالمية أو حلفائها في وقت مبكر عن ظهور الفيروس القاتل، الذي أصاب الآن أكثر من 9 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم.

تعليق

إقرأ أيضاً

زر الذهاب إلى الأعلى

اشترك مجانا في القائمة البريدية ليصلك كل جديد

نحترم خصوصية المشتركين